شاهد الفيديو والصور.. نداء الهندي تروى تفاصيل إذابة الشمع لأجساد أطفالها

جثامين أطفال عائلة الهندي

غزة / خاص سوا/ غلب النوم على الأطفال الثلاثة ناصر ورهف ويسرى الهندي قبل أن يتناول كلا منهم العشاء الأخير، بعد أن قضوا يوماً جميلاً برفقة عائلتهم على ميناء غزة البحري، فالأم لم تيقظهم بعد أن أعدت أخر طعام موجود في منزلهم الفقير.

دقائق قليلة فصلت بين لحظات السعادة التي عاشتها العائلة بين أحضان البحر، وبين الفاجعة التي ألمت بهم، فمساء أمس الجمعة نشب حريق في الغرفة الضيقة بمنزلهم في مخيم الشاطئ غرب غزة التهم أحلامهم وبراءتهم بعد أن تحولت إلى فرن طهي كبير.

ولم تعلم نداء الهندي أن الشمعة التي أشعلتها لأطفالها وسط الظلمة الشديدة في منزلهم ستكون سبب احتراق قلبها على فراقهم، لكن هي وسيلتها الوحيدة لإنارة منزلها الصغير في ظل انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 12 ساعة متواصلة.

وتقول والدة الاطفال نداء لـ"سوا" والدموع تنهمر على وجنتيها "كانوا فرحانين وهم يلعبون في الميناء، كانوا معي وفي لحظة فقدتهم، يا حسرة قلبي عليكم يا أمي".

وتحدثت الأم عن اللحظات الأخيرة قبل حدوث الفاجعة، فقالت لها يسرى ورهف أنهم يشعرون بالجوع، وسرعان ما توجهت الام لتلقي نظرة على ما يوجد من طعام، فلم تجد سوى كيس "معكرونة" صغير بدأت تعده إلى جانب الحليب لرضيعها ناصر، فالعائلة تعاني من فقر مدقع في منزلهم الذي يقطنون به بالإيجار.

وبعد أن وجدتهم نائمين في ثبات، جلست نداء على باب منزلها هرباً من عتمة منزلها ، بعد أن اطمأنت على أطفالها وأن الشمعة المشتعلة بعيدة تماماً عن الغرفة الوحيدة التي ينامون بها، لكن كان القدر أسرع وتسللت النيران إلى أجساد أطفالها في غرفتهم الصغيرة.

وتتابع الأم وعلامات الصدمة على وجهها " ناصر كان يحترق أمام عيني ولم أستطيع أن أنقذه، يسرى ورهف كانوا يصرخون ولكن النيران كانت شديدة، تفحموا أمامي وانا أستنجد بالله وبالجيران، ولم أتمكن إلا من انقاذ طفلي مهند الذي تشوه من النيران وقد أفقده في أي لحظة".

وتحمل الام مسؤولية احتراق أطفالها إلى كل المسؤولين عن أزمة انقطاع التيار الكهربائي، حيث يعاني قطاع غزة منذ 10 سنوات من أزمة انقطاع الكهرباء، وتجددت الأزمة مؤخراً بعد توقف عمل محطة توليد الكهرباء الوحيدة، وعدم اعفاء سلطة الطاقة من ضريبة "البلو" المفروضة على الوقود الخاص بتشغيلها.

توجهت "سوا" إلى منزل العائلة المحترق، بعد أن تركت الأم المكلومة جالسة على أرض مستشفى الشفاء حيث يرقد أطفالها في ثلاجة الموتى، منتظرة لحظة وداعها لهم قبيل تشييعهم إلى مثواهم الأخير.

بين أزقة مخيم الشاطئ الضيقة يقبع منزل عائلة الهندي، وما أن تطأ قدماك المنزل ستشتم رائحة الحريق المنبعثة من المكان، وبقايا ملابسهم وألعابهم وعفشهم المتناثر في الغرفة الضيقة التي وقعت بها الكارثة.

وبعد سماع عدة شهادات من الجيران في المنطقة، أكدوا أن طواقم الدفاع المدني وصلت متأخرة جداً لإخماد الحريق، واضطروا إلى كسر حائط الغرفة المشتعلة لإطفاء الحريق، نظراً لضيق المنزل وعدم وجود أي شباك أو منفذ للدخول.

وقال نسر أبو حاجب لـ"سوا" بعد أن سمعنا نداءات استغاثة، توجهنا إلى المنزل ولكن لم نستطع الدخول نظراً لكثافة الدخان، فتوجهنا إلى جدار المنزل الخلفية وكسرناها لنستطيع الدخول وإطفاء الحريق.

وتابع "تمكنا من إطفاء النيران في الغرفة، وصدمنا من مشهد الأطفال الثلاثة جثث متفحمة".

وتعاني عائلة الهندي من الفقر المدقع، فتقول جارتهم حنان شريم لـ"سوا" إن وضعهم المادي سيء جداً، ومنزلهم لا يصلح للعيش الآدمي، ووالدة الأطفال طوال عمرها وهي تشكي من الفقر وصعوبة المعيشة.

وتساءلت شريم عن سبب تغيب المسؤولين عن أوضاع الفقراء، وعدم تقديم المساعدات المادية للعائلة المكلومة، قائلاً "الأن وبعد أن وقعت الفاجعة أصبح المسؤولين وأصحاب المؤسسات الخيرية يتهافتون لمساعدتهم، لكن ما الفائدة بعد أن احترقت قلوبهم على أطفالهم!".

صعدت أرواح الاطفال الثلاثة الى خالقها، تشتكى الظلم الذي حل بالقطاع الساحلي الضيق، وفصول المعاناة المستمرة منذ سنوات طويلة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد