نابلس.. حملة واسعة لتنظيف المقبرة الشرقية
نابلس /سوا/ بمبادرة من منظمة "تطوُّع" للتنمية المجتمعية، انطلقت صباح اليوم السبت، حملة واسعة لتنظيف المقبرة الشرقية وسط مدينة نابلس بمشاركة شعبية ومؤسسية واسعة من كافة أطياف المدينة، وبدعم ومشاركة بلدية نابلس والمؤسسات الأهلية والصحية والرسمية، ومنتسبي مختلف الأجهزة الأمنية.
وقدر عدد المشاركين في الحملة بحوالي ثلاثمائة مشارك يمثلون فسيفساء العمل الجماعي بمختلف مرجعياته وأصوله في المحافظة.
واستأثرت عملية التحضير للحملة باهتمام واسع من أهالي المدينة الذين تحمسوا للشروع بعملية التجميل والتنظيف مع حلول العد التنازلي للحملة وصولا الى انطلاقها، والتي تستهدف منطقة في بقعة جغرافية واسعة، ومهملة منذ سنوات عدة، ما أدى الى تراكم كميات كبيرة من الأعشاب الضارة والحجارة التي شكلت عائقا ماديا ومعنويا غير حضاري أمام الحركة والزوار داخل المقبرة، وبما يتعارض مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
وكان خطباء عدد من مساجد المدينة قد دعوا أمس الجمعة، المواطنين إلى المشاركة الفاعلة في هذه المبادرة والتفاعل معها، معززة بدعوى أطلقها مفتي نابلس قبل أيام، حيث ستستمر الحملة من الساعة الثامنة وحتى الواحدة ظهرا.
وعبر العديد من أهالي المدينة عن فخرهم بهذه المبادرة ودعمهم لها وتحمسهم للمشاركة بها، كما عبر العديد من مواطني ومؤسسات المحافظات الأخرى عن إعجابهم بهذه الحملة ورغبتهم تنفيذها في مناطقهم، خاصة قبيل عيدي الفطر السعيد والأضحى المبارك.
وخلال مشاركتها الميدانية في الحملة، قالت نائب محافظ نابلس عنان الأتيرة، إن معنوياتها اليوم قد ارتفعت عندما شاهدت هذا الحشد من الأهالي والمؤسسات المنضمين للحملة، بما ينمي روح التكافل والانتماء ويرفع الهمم عاليا، وهي فعالية حقيقة وليست شكلية ولها أثرها الحقيقي.
من جهته عبر الدكتور ناصر الدين الشاعر، خلال مشاركته عن سعادته الغامرة بعودة روح الألفة في العمل التطوعي الجماعي المنتج وذي الأثر ضمن أنشطة غير مدفوعة الأجر، وهذا النشاط هو احترام فعلي لأمواتنا ومئات الشهداء الساكنة أجسادهم المقبرة عبر الزمن، وحث الجميع على عدم قبول استمرار هذه الفوضى في مدافن المسلمين كنوع من الالتزام بتعاليم الدين الحنيف.
من جانبه قال رئيس مجلس إدارة منظمة "تطوع" الدكتور عبد الله كميل، إن هذا النوع من الأعمال انما هو بحد ذاته نضال ومقاومة، وإن بناء مجتمع منظم ومتعاون ومحب هو مقدمة لتعزيز التعاون المجتمعي الشامل بعيدا عن الفوضى والأنشطة غير المدروسة.
وأكد أن الحملة تأتي في اطار برنامج متواصل أطلقته منظمة "تطوُّع" تحت شعار "نعم نستطيع"، ويشتمل على حملات تنظيف وتجميل تهدف الى مساندة جهود العناية بالمرافق العامة، وضرورة نشر ثقافة أوسع للعناية بها كمرافق عامة يتوجب تجنب سلوكيات الإضرار بها كونها تخدم الجميع، الى جانب تنظيم ايام طبية مجانية للمناطق المهمشة والنائية، وحملات زراعة أشجار مثمرة وحرجية، وحملات مساندة في موسم قطف الزيتون، وغيرها من الحملات والبرامج المجتمعية ذات الأثر.
كما أشار كميل الى أن تجربة منظمة "تطوُّع" ستكون تجربة يحتذى بها، وأن "تطوُّع" تشق نجاحها بقربها من الشعب والعمل الجماعي المفيد والمثمر، جنبا الى جنب مع الجهات الرسمية نحو مجتمع يعيش بنظام وحرية وكرامة.
ووجه كميل شكره باسم كافة منظمي وشركاء الحملة والمتطوعين الذين خططوا وحضروا ونفذوا الحملة، بلدية نابلس، وتجمع عائلات الديار النابلسية، والهلال الأحمر الفلسطيني، وجمعية صناع الغد، والأجهزة الأمنية والأمن الوطني والشرطة والدفاع المدني، والضابطة الجمركية، والارتباط العسكري، وجامعتي القدس المفتوحة والنجاح الوطنية، ومديرية صحة نابلس، وإذاعة هوى نابلس، ووزارة الشؤون الاجتماعية، وحركة "فتح"، وشركة توزيع كهرباء الشمال، ولجنة التنسيق الفصائلي.
فيما عبر نائب رئيس مجلس ادارة منظمة "تطوُّع"، المشرف الميداني العام ومنسق الحملة في نابلس اللواء عبد الإله الأتيرة، عن ارتياحه لسير خطة عمل تنظيف المقبرة الشرقية، مؤكدا أن هذه الحملة لن تكون الأخيرة، وستسعى منظمة "تطوُّع" لتسخير كل امكانياتها ومتطوعيها في خدمة الصالح العام والنهوض ببرنامج تطوعي وطني، سيكون رافعة حقيقية لنهج جديد في العمل الجماعي.
وقد حظي برنامج "نعم نستطيع" بمتابعة حثيثة على وسائل التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة؛ واستحسن عدد كبير من المواطنين فكرة البرنامج الذي يعيد لقيم وثقافة التطوع هيبته ودوره الأصيل في المجتمع الفلسطيني، في ظل ظروف صعبة ومعقدة تمر بها القضية الفلسطينية.