ارتفاع حاد في تأييد الفلسطينيين بين شباب الحزب الديمقراطي الأمريكي
واشنطن/ سوا / أظهر آخر استطلاع للرأي أصدره معهد "بيو" للأبحاث الذي يعتبر أكثر الاستطلاعات دقة، ونشرت نتائجه أمس الخميس، أن عدد مؤيدي حقوق الفلسطينيين بين الشباب الأميركيين من ذوي الاتجاه الديمقراطي الليبرالي ارتفع ثلاثة أضعاف في الأعوام العشرة الأخيرة وذلك على حساب تراجع تأييدهم لإسرائيل.
وأظهر الاستطلاع أن عدد مولودي الالفية الذين يقولون انهم يتعاطفون مع الفلسطينيين تجاوز الذين يقولون أنهم يتعاطفون مع إسرائيل بنسة 3 إلى 1 على الأقل.
كما أظهر الاستطلاع المفصل أن عدد هؤلاء (المؤيدين للفلسطينيين) بين أوساط الحزب الديمقراطي زاد بأربعة أضعاف مقارنة بالجمهوريين، فيما يزداد التعاطف مع الفلسطينيين لدى الأمريكيين عامة.
كما أظهر الاستطلاع أن أكثر درجات التعاطف مع الفلسطينيين تتواجد بين أوساط الشباب التي تتراوح أعمارهم بين (18-23 عاما)، مبينا أن 27% من هؤلاء يقولون انهم يتعاطفون مع الفلسطينيين أكثر من إسرائيل مقارنة باستطلاع عام 2006، حيث كانت النسبة حينها 9%.
ويظهر الاستطلاع أيضا اكبر فجوة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري تتناول الجدل القائم بشأن إسرائيل.
وفيما يظهر الاستطلاع أن تأييد إسرائيل بين أوساط الديمقراطيين لا يزال يتجاوز نسبة المؤيدين للفلسطينيين بشكل عام (بنسبة 43% إلى 29%)، إلا أنه يظهر بشكل واضح أنهم اقل تعاطفا مع إسرائيل مقارنة بالجمهوريين الذين يؤيدون إسرائيل بنسبة 75% فيما يتعاطفون مع الفلسطينيين بنسبة ب7% فقط.
أما عن المستقلين، فإنهم يتعاطفون مع إسرائيل بنسبة 52% مقارنة بـ19% من الذين يتعاطفون مع الفلسطينيين.
ووتوصل معهد "بيو" المرموق إلى هذه النتائج عبر الهاتف، وشارك في الاستطلاع أكثر من 4 آلاف أمريكي أعمارهم فوق 18 عاما، وقد أجري بين 4 - 24 نيسان الماضي، وحيث سأل باحثو "بيو" العينة عدة أسئلة حول نظرتهم لدور أميركا في العالم.
وأظهر الاستطلاع أن بين الاميركيين عامة، 54% يقولون إنهم يتعاطفون أكثر من إسرائيل، و19% يتعاطفون أكثر من الفلسطينيين، فيما يقول 13% من هؤلاء أنهم لا يتعاطفون مع أي من الطرفين، و3% يتعاطفون مع كليهما.
ومقارنة مع استطلاع مشابه أجري في تموز 2014، يتبين أن نسبة التعاطف مع الفلسطينيين ارتفعت حوالي 33%، (14% إلى 19%).
وأظهر الاستطلاع أن أقل نسبة تعاطف مع إسرائيل تتواجد بين الديمقراطيين الليبراليين، الذين قالوا إنهم يتعاطفون مع فلسطين بنسبة 40% مقارنة بـ33% قالو إنهم يتعاطفون مع إسرائيل، وهي المرة الأولى التي تحدث فيها هذه النسب منذ بداية الاستطلاع حول مشاعر الأميركيين تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وسط توقعات بأن "هذا التوجه (ارتفاع التعاطف مع الفلسطينيين) على الأرجح سيستمر في التصاعد مستقبلاً".
أما الأوساط الديمقراطية اليمينية والمحافظة، فقد أظهر الاستطلاع أنهم يفضلون إسرائيل بنسبة 53% مقارنة ب19% بالفلسطينيين.
أما داعمو المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون فإنهم يتعاطفون مع إسرائيل مقارنة بتعاطفهم مع الفلسطينيين بنسبة (47% مقابل 27%)، بينما يتعاطف مؤيدو المرشح الديمقراطي الاشتراكي السيناتور بيرني ساندرز مع الفلسطينيين بنسبة 39% مقابل 33% من الذين يتعاطفون مع إسرائيل.
وفي الجانب الجمهوري، فإن اليمين الجمهوري يفضل إسرائيل بنسبة 79%، كما يظهر الاستطلاع أن الأميركيين الأكبر سنا يفضلون إسرائيل بأغلبية هائلة مقارنة بمن دون سن الـ35.
ويظهر الاستطلاع وجود نسبة أعلى من التفاؤل مقارنة بالتشاؤم حول إمكانية التوصل إلى حل دولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين لدى الأميركيين، وبنسبة 50% مقابل 42%.
وحول هذه القضية فقد أظهر الاستطلاع أن الأميركيين دون سن 30 أكثر تفاءلا (60% يؤمنون بحل الدولتين) مقارنة بالأميركيين فوق سن 65 (49% يقولون انه مستحيل) فيما يقول حوالي 61% من الديمقراطيين أنهم يعتقدون "إن الدولة الفلسطينية يمكنها التعايش بسلام بجانب إسرائيل، مقارنة ب38% من الجمهوريين".
ويظهر أن الأميركيين مقتنعون الآن بأن حل الدولتين أصبح ممكنا، بنسبة أعلى مما كانت عليه الأمور في شهر آب عام 2014، في أعقاب العدوان الإسرائيلي على غزة .