مدارس "الأونروا" تتحول من ملاذ آمن للنازحين إلى ساحات لقتلهم

153-TRIAL-   غزة / سوا/ عيسى سعد الله/ شجع الصمت الدولي والأممي إسرائيل لارتكاب مزيد من المجازر بحق مواطني قطاع غزة وعلى مواصلة ارتكاب المجازر بحق مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين " الأونروا " الأممية في قطاع غزة للمرة السابعة منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل نحو شهر.
ولم تجد قوات الاحتلال أية صعوبة أو حرج في استهداف مدرسة تابعة لـ"الأونروا" تؤوي مئات النازحين الهاربين من جحيم القتل والدمار لتقتل عشرة وتجرح العشرات وتهجر النازحين مرة أخرى، ليبلغ عدد الشهداء الذين سقطوا في مجازر مدارس الأونروا نحو خمسين مواطناً واكثر من 250 مصاباً.
ويأتي استهداف المدرسة الأممية التي تقع وسط مدينة رفح، أمس، بعد أسبوع فقط من استهداف قوات الاحتلال لمدرسة أخرى للأونروا في جباليا تؤوي نازحين بقذائف المدفعية، ما أدى إلى استشهاد عشرين مواطناً وإصابة سبعين آخرين.
وأكد أشرف القدرة الناطق باسم الصحة أن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرة جديدة في مدرسة تابعة لـ "الأونروا" تؤوي آلاف النازحين في رفح.
وطالب القدرة خلال تصريحات صحافية الأمم المتحدة بالوقوف عند مسؤولياتها لحماية النازحين في مدارسها.
وكالعادة اكتفت "الأونروا" باستنكار استهداف المدرسة، وقال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي للأونروا في حديث صحافي، إن الأونروا تشعر بالصدمة لهذا الاستهداف الجديد، موضحاً ان شهود العيان اكدوا ان صاروخا أطلقته طائرة استطلاع اسرائيلية سقط بالقرب من الباب الشرقي للمدرسة وليس داخلها، ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين الذين كانوا يتواجدون في داخل وخارج المدرسة.
وسبقت اسرائيل المجزرتين هاتين بمجزرة أخرى ارتكبتها بحق مدرسة اخرى للأونروا في بيت حانون قبل عشرة ايام واستشهد فيها 19 مواطناً نازحاً وأصيب العشرات بعدما استهدفتها بعشرات القذائف.
كما استهدفت قوات الاحتلال أربع مدارس أخرى للأونروا في مدن غزة وبيت لاهيا والمغازي بهجمات أدت إلى استشهاد عدد من المواطنين النازحين.
ولم تثن بيانات الإدانة والاستنكار التي أصدرتها المنظمة الدولية ومنظمات دولية وأممية أخرى إسرائيل من مواصلة ارتكاب المجازر رغم رفع هذه المدارس علم الأمم المتحدة وأخذ موافقة اسرائيل على فتحها لإيواء النازحين كما تحدث أكثر من مسؤول أممي.
ولم تشفع الدموع التي انهمرت من عيون الناطق باسم "اللأونروا" على شهداء مجزرة مدرسة جباليا بوقف المجازر بحق مدارس الوكالة الأممية التي تعمل في قطاع غزة منذ أكثر من ستين عاماً.
واكد ابو حسنة ان هذه المدرسة تم فتحها بمعرفة جيش الاحتلال الاسرائيلي كمركز ايواء وان احدثياتها ارسلت لهم عدة مرات مع مدارس أخرى، مشدداً على انه لم يكن هناك اي اعتراض عليها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولكن ما يحدث على الارض من استهداف لهذه المدارس يثير تساؤلات عديدة عن مدى تمتع مراكز الأمم المتحدة بالحصانة والحماية.
وفتحت "الأونروا" معظم مدارسها المنتشرة في قطاع غزة أمام مئات آلاف النازحين الذين نزحوا من المناطق الشرقية باتجاه المناطق الغربية والمخيمات الأكثر أمناً.
وقال ابو حسنة، إنه لا مكان آمناً في غزة، ولكن الأونروا تحاول بقدر المستطاع توفير الامن لهؤلاء الناس عبر اسكانهم في اماكن تابعة للامم المتحدة ورفع الاعلام فوقها، مضيفاً "لا نستطيع ان نفهم ما الذي يحدث ولماذا يتم استهداف هذه المدارس؟!".
وأشار إلى ان عدد اللاجئين في مدارس الاونروا التسعين المنتشرة في كافة انحاء قطاع غزة بلغ حتى صباح أمس، نحو 260 ألف لاجئ تقدم لهم الاونروا الطعام والشراب والاغطية والادوات الصحية رغم وجود نقص كبير في هذه المواد بسبب الاعداد الكبيرة التي تتدفق يومياً على مراكزها.
من جانبها، أكدت حركة حماس أن استهداف الاحتلال لمدرسة "الأونروا" في رفح جريمة حرب واستخفاف بالرأي العالمي.
واعتبرت "حماس" في بيان على نسخة منه على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري، أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شريك في المجزرة بسبب صمته عليها، وتباكيه على الجنود الإسرائيليين القتلة وتجاهله لدماء المدنيين الأبرياء في غزة.
وأخاف تكرار المجازر الإسرائيلية بحق النازحين في مدارس الأونروا وعبروا صراحة عن خشيتهم من استهداف مدارسهم كما يقول المواطن ابراهيم عياد الذي لجأ الى مدرسة الرمال الإعدادية وسط مدينة غزة.
وعبر عن قلقه الشديد من إمكانية تعرض المدرسة للقصف على غرار مدارس رفح وجباليا وبيت حانون.
وتساءل عياد: ما هو المانع والرادع الذي يمنع إسرائيل من استهداف باقي المدارس؟.
ويتوق  المشرد وعائلته من حي الشجاعية شرق مدينة غزة منذ أكثر من أسبوعين عياد خلال حديث مع "الايام"إلى طمأنة الجهات الدولية بعدم شن إسرائيل لغارات على أماكن نزوحه.
192
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد