48-TRIAL- السؤال الذي يسيطر على الاسرائيليين هو من سيعلن الانتصار، نحن لن نعلن الانتصار لان دمنا المسفوك الطاهر هو دم المدنيين من الاطفال والنساء، و يمنعنا من الاحتفال، لكن نصرنا العسكري بطولي وملحمي و كبير وتاريخي وسيدرس في اكبر الكليات العسكرية في العالم، انتصار عسكري في ظل الحصار وقلة الموارد ومنطقة جغرافية سهليه لا جبال او وديان فيها، مسلحين بالإرادة وحرب العقول والتصميم على الانتصار، واستلهام التجربة والبناء عليها وتطويرها.
في اسرائيل ما زالوا يبحثون عن صورة النصر، صورة النصر حققوها في قتل المدنيين من الجو قتل الاطفال والنساء وتدمير البيوت ونشر الخراب و الدمار، هذه الصورة لم تقنعهم فهذا جزء من عقيدة اليهود الانتقام والقتل وسفك الدماء، حاول نتنياهو ان يحقق صورة نصر بوقف العدوان مؤقتاً وسحب قواته البرية بالقول انه حقق المهمة والهدف بالردع و بتدمير الانفاق الهجومية، لكن السبب الحقيقي هو ان قواته البرية لم تتقدم اكثر من 500 متر من حدود غزة الشرقية، و خوفا على وقوع مزيد من القتلى في صفوف جنوده هي التي اجبرته على الانسحاب و كي لا يمنح المقاومة أي انجاز واختطاف جنود، فهو يبرر للإسرائيليين ان هدف العدوان كان جلب الهدوء للإسرائيليين وها هو يجلب لهم الخوف و الرعب والأحلام السيئة بان المقاتلين يخرجون لهم من غرف نومهم، فالرعب القادم هو من النفق.
اسرائيل تحاول مع العالم المنافق المشارك في قتلنا كسب المعركة السياسية والتحريض على المقاومة وانها مجوعة من الارهابيين، فهي تبحث منذ اليوم الاول للعدوان على عدم منح المقاومة والفلسطينيين أي انجاز من المطالب التي يطالبون فيها، وعلينا ان نكون موحدين خلف مطالبنا الشرعية وعدم المساومة عليها والركون للوعود والضمانات من اجل ان تدفع اسرائيل فاتورة الدم المسفوك.
الان في اسرائيل يدرسون ان الانسحاب احادي الجانب لن يمنح لهم الهدوء طويلا، وبدأ الحديث عن احتمال موافقتهم على المبادرة المصرية وبعض التعديلات عليها، مع عدم ارسال وفدهم الى القاهرة، لكنهم يقولون ان مصر سترسلها اليهم للتوقيع عليها، في النهاية سيرضخوا لمطالب المقاومة برفع الحصار، فاعلان عن وقف اطلاق النار من طرف واحد لن يجلب لهم الهدوء. اسرائيل جربت كل انواع العدوان والحملات العسكرية القاتلة لسفك الدم الفلسطيني فقامت "بعملية السور الواقي" و "قوس قزح" و"سيف جلعاد" وحملة "الشتاء الساخن" و"الرصاص المصبوب" و"عامود السحاب" و اخيرا "الجرف الصامد"، ولم تكسر ارادة الفلسطينيين الصغار قبل الكبار ولم تخيفهم فهم يخزون الخوف ويقذفونه لهب من تحت الارض في وجوههم المرتبكة.
سنستمر في الحفر والحفر وهي ستكون المهمة الاكبر في التسلق للسماء ومواجهة آلة القتل الهاربة من رعب النفق إلى السماء، والتسلق نحوها وتدميرها. 287

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد