صحيفة:القيادة الفلسطينية ستنتظر إعلان فرنسا عدم قدرتها على عقد مؤتمر السلام

الرئيس عباس وعريقات

رام الله / سوا / أكدت مصادر سياسية فلسطينية  أن القيادة الفلسطينية ستنتظر الإعلان الفرنسي عن استحالة عقد مؤتمر دولي للسلام، بسبب الرفض الإسرائيلي لمبادرة باريس الجديدة، قبل اتخاذ سلسلة من الخطوات السياسية الحاسمة، للرد على هروب حكومة تل أبيب من استحقاقات عملية السلام، خاصة وأن السلطة تترقب ما سينتج عن اجتماع ستدعو له باريس نهاية مايو/ أيار المقبل.


ونقلت صحيفة القدس العربي عن تلك المصادر قولها ان الخطة الفلسطينية لن يطرأ عليها أي تغيير، بما في ذلك وقف التوجه الحالي إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار يدين الاستيطان، بناء على طلب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، وذلك بهدف إعطاء باريس متسعا للتحرك السياسي من أجل تمهيد الطريق أمام طرح مبادرتها الخاصة بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأكدت أن القرار الفلسطيني كان قد اتخذ سابقا، في ظل وجود مؤشرات قوية على رفض إسرائيل قبل إعلانها الرسمي للمبادرة الفرنسية للسلام.


ومن المرجح أن يبدأ التحرك الفلسطيني العملي على الأرض، من خلال توقيع الانضمام لعدة معاهدات ومنظمات دولية بحكم حصول فلسطيني على صفة «دولة مراقب» في الأمم المتحدة.


وتشير المعلومات إلى أن الجانب الفلسطيني لا يريد أن يظهر بأي موقف، يفهم على أنه شارك في إفشال المخطط الفرنسي الرامي لحل الصراع، على أمل أن يحقق مستقبلا مكاسب سياسية في هذا الشأن، من خلال إيفاء فرنسا بعهد سابق يقوم على اعترافها بالدولة الفلسطينية المستقلة على المناطق التي احتلتها إسرائيل عام 1967، إذا ما فشل المؤتمر الدولي للسلام.


وكان وزير الخارجية الفرنسي السابق لوران فابيوس قد تعهد بأن تعترف باريس بفلسطين كدولة، قبل أن يعدل الوزير الحالي عن ذلك، ويعلن أن فرنسا لن تتخذ خطوة الاعتراف بعد الفشل.


وهناك توقعات لدى الجانب الفلسطيني بأن تعدل فرنسا مجددا عن ذلك، بالعودة لقرارها القاضي بالاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 67. ويتوقع الفلسطينيون أيضا أن تظهر الرؤية السياسية بشكل أوضح حال عقد مؤتمر لوزراء خارجية الدول المعنية بعملية السلام، الذي دعت إليه باريس في 30 أيار/مايو المقبل، دون مشاركة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، من أجل وضع تصور لحل الصراع، بعد إطلاع الفرنسيين الوزراء المشاركين على خطة التحرك.


وفي هذا السياق أكد الدكتور صائب عريقات ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن الرفض الإسرائيلي للمبادرة الفرنسية يأتي بعد ساعات قليلة من تأكيدات المسؤولين الإسرائيليين وإبلاغهم الجانب الفلسطيني بقرار حكومة الاحتلال مواصلة انتهاك التزاماتها بموجب الاتفاقات الموقعة، بما في ذلك الاقتحامات العسكرية اليومية لمناطق دولة فلسطين، مشدداً على أن هذا الرفض يعتبر «تأكيداً جديداً على مواصلة الجرائم والانتهاكات المنظمة لحقوق شعبنا.»


وِقال في تصريح صحافي «إن دعوة حكومة الاحتلال للمفاوضات الثنائية ليست دعوة لتحقيق حل الدولتين، بل محاولة لإضفاء الشرعية على مشروعها الاستيطاني الاستعماري وفرض نظام «الأبارتهايد». ودعا الحكومة الفرنسية وأعضاء المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات فورية من أجل إعطاء فرصة للسلام، ودعم عقد مؤتمر دولي للسلام.»


كذلك أكد نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة، أن إسرائيل ما زالت ترفض أية مبادرة لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وأنها كذلك «ما زالت تتحدى الإرادة الدولية، والشرعية القائمة على أساس حل الدولتين».

وأشار إلى أن دولة فلسطين سوف تستمر بدعمها للمبادرة الفرنسية، وسعيها سواء في مجلس الأمن الدولي، أو من خلال الانضمام لكل المنظمات والهيئات الدولية للحفاظ على الحقوق الوطنية الفلسطينية.


وأكد على عدم شرعية الاستيطان واعتبار الاحتلال الإسرائيلي سبب كل الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة.


ومن المقرر أن يلتقي أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قريبا، لبحث عقد اجتماع موسع في مقر الرئاسة لبحث الخطوات السياسية القادمة.


وكانت إسرائيل قد أعلنت رسميا رفض المبادرة الفرنسية، وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيأمين نتنياهو، مساء الخميس، بيانا جاء فيه أن «إسرائيل تلتزم بموقفها بأن أفضل وسيلة لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين هي المفاوضات المباشرة والثنائية».


وجاء في البيان «أن إسرائيل تتمسك بالموقف بأن أفضل وسيلة لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين هي التوجه إلى مفاوضات مباشرة وثنائية».


وزعمت إسرائيل أنها مستعدة لبدء المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين «فورا وبدون شروط مسبقة»، ورأت أن كل مبادرة سياسية أخرى «تبعدنا عن المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين».


وكانت فرنسا قد قدمت المبادرة الخاصة بالسلام إلى إسرائيل من خلال سفيرها في تل أبيب باتريك ميزونيف، حيث سبق وأن اجتمع مع رئيس القسم السياسي في وزارة الخارجية الون اوشبيز ليعرض عليه رسميا المبادرة الفرنسية الخاصة بعقد مؤتمر سلام دولي للشرق الأوسط في الصيف المقبل بغية تحريك عملية السلام بين الجانبين. ومن المقرر حسب المخطط الفرنسي أن يصل قبل القمة ببضعة أيام وزير الخارجية الفرنسي ليجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيأمين نتنياهو.


وسبق أن عرضت فرنسا خطتها لإحياء عملية السلام بشكل رسمي على الفلسطينيين والإسرائيليين، فرحب بها على الفور الجانب الفلسطيني فيما تلكأت إسرائيل قبل إعلان موقفها الرافض بشكل رسمي.


والاجتماع حال تم لن تدعو فرنسا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لحضوره، حيث سيسبق الاجتماع مؤتمر السلام الدولي الذي تريد فرنسا عقده في باريس في فصل الصيف.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد