صحافي فرنسي: لو كان عرفات حيّاً لتسلل لغزة وقاوم

209-TRIAL-باريس / سوا / يقوم موقع "ميديا بارت"، الذي يُديره الصحافي السابق في "لوموند"، إيدوي بلونيل، بنقلة نوعيّة في الإعلام الفرنسي. يتّضح ذلك من خلال نشاطه الاستقصائي، وتبنّيه قراءة مغايرة للأحداث عن الإعلام الفرنسي. في 23 يوليو/تموز، وجّه بلونيل رسالة مفتوحة إلى الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، تحت عنوان "سيدي الرئيس إنك تُضِلُّ فرنسا!". 
ذكّر بلونيل هولاند بأخطائه السبعة في التعامل مع العدوان الاسرائيلي الجديد على غزة
وقال بلونيل في الرسالة: "ارتكبتَ خطأ سياسيّاً مذهلاً، ثم ارتكبت بعدها خطأ فكرياً من خلال خلطك، عن علم، بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية.  وارتكبت خطأ ديمقراطياً من خلال إيذائك للحرية الأساسية، أي حرية التظاهر. وارتكبت خطأ جمهوريّاً من خلال إضفاء بُعد ديني على الجدل الفرنسي حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني". 
 ونظمت "ميديا بارت"، مساء أمس الخميس، لقاءها التلفزيوني الشهري، لتفسير موقفها. 
وركّز في جانب منه على  العدوان الإسرائيلي على غزة، وعلى انعكاس ذلك على الداخل الفرنسي بما في ذلك قرار حظر التظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني.   خلال اللقاء، نوّه بلونيل بقدرة حركة " حماس " على تنفيذ عمليات عسكرية ناجحة. وأكّد على أن مبرر إسرائيل للقيام بهذه الحرب، أي قضية خطف الإسرائيليين الثلاثة، واهٍ.  
ودان الصحافي الفرنسي رفض فرنسا الرسمي للتحقيق في الحرب الإسرائيلية، ورأى في موقف هولاند المتعاطف مع رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، "ضوءاً أخضر لإسرائيل"، وتأسف على غياب الرئيس ياسر عرفات قائلاً: "لو كان عرفات حيّاً لتسلل إلى غزة وقاوَم".  
وتحدّث مراسل "ميديا بارت" في فلسطين المحتلة، بيير بوشوت، في اللقاء، عن تحول إسرائيل إلى "مجتمع صهيوني فاشي"، حيث "يؤازر اليسار الصهيوني الجيش الإسرائيلي". 
وأشار بوشوت إلى أن "القوى الرافضة للحرب شبه منعدمة، حيث تجمّع حوالى 400 شخص معارض للحرب في حيفا، حُوصِروا بآلاف من المؤيدين للحرب واعتدوا عليهم وخوّنوهم، فيما لم يتعرض أحد من المعتدين للمتابعة".  يُعتبر الموقع، بالإضافة إلى كلام بلونيل، خرقاً للصحافة الفرنسيّة، التي دأبت على دعم وجهة نظر إسرائيل منذ بداية العدوان الأخير على غزة. 
فقد أصبح إيجاد موقف متوازن من الصراع في الصحف الفرنسية الكبيرة، كـ"لوموند"، و"لوفيغارو"، و"ليبراسيون" أمراً شبه معدوم. ففي هذه المنابر، نجد كل أشكال الدفاع والتبرير عن إسرائيل، بالإضافة إلى مديح كل صوت فلسطيني يُشكك في جدوى المقاومة أو يسخر من سلاحها وصواريخها. 
هذا باستثناء بعض المقالات المعتدلة في صحيفة "لاكروا"، ذات التوجّه المسيحي، وفي صحيفة "لومانيتيه" التي لعبت دوراً في كسر القراءة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويبذل مراسلوها في غزة جهداً لكشف الحقيقة.

133
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد