توقيع الاتفاق قريبا.. مجلي : تركيا تنازلت عن رفع الحصار عن غزة
رام الله / سوا / مع استمرار صولات وجولات الوفدين التركي والإسرائيلي لإعادة تطبيع العلاقات بينهما، تتوارد الأنباء القائلة إن الطرفين اتفقا على 90% من النقاط الخلافية، باستثناء ال10% المتبقية والتي تتعلق بصيغة رفع الحصار عن غزة ، فما هي الصيغة التي تريدها تركيا؟.. وكم تحتاج من وقت للاتفاق عليها مع تل ابيب؟.
الكاتب الصحفي داخل الخط الأخضر نظير مجلي قال لإذاعة راية المحلية اليوم السبت إنه يمتلك معلومات دقيقة عن تنازل الأتراك عن الفكرة الجوهرية المتمثلة برفع الحصار عن غزة، وذلك بالموافقة على استمرار "الحصار الأمني" لمنع تسرب اسلحة ومقاتلين الى غزة، وان تكون اسرائيل صاحبة الرأي فيما يدخل ويخرج من وإلى القطاع، ما يعني استمرار الوضع على ما هو عليه من الناحية الواقعية.
ولكن مجلي يرى أن الخلاف يتجلى بكيفية صياغة هذا التوجه والى اي مدى سيكون التدخل الاسرائيلي في هذا الجانب، حيث تحتاج تركيا الى تسويق الاتفاق بين شعبها الأمر الذي يؤخر التوقيع على الاتفاق حتى اللحظة.
كما واشار إلى عنصر آخر بموضوع غزة يتعلق بعدم مقدرة تركيا على ابتلاع كل ما تطلبه اسرائيل في هذا الاتفاق من تكريس لعزل غزة عن الضفة، وهذا يصطدم مع قوى عربية مثل مصر والسلطة الفلسطينية، موضحاً أن ال10% المتبقية من هذا الاتفاق تتعلق بذلك.
وبخصوص المقترح التركي حول الميناء أو الممر البحري المباشر من قبرص الى غزة، يُبين مجلي أن تركيا تحاول أن تقدم مقترحات تحفظ ماء وجهها بخصوص تخفيف الحصار المفروض على غزة، وتتساءل: "(أين ستكون المراقبة الاسرائيلية؟)، فإذا كانت في قبرص، فإن هذا يثير موجة اعتراض داخل تركيا، ما يعني أن الجانب الاساسي من هذا الخلاف يكمن في مبدأ التدخل في تنسيق الصراع الداخلي الفلسطيني وليس الانفراج عن غزة الذي سيأخذ سنوات في حال افترضنا الموافقة على فكرة الميناء او الخط البحري المباشر".
ويضيف أن تركيا مترددة لهذا السبب في توقيع الاتفاق رغم اقتراب الطرفين بشكل كبير من ذلك، ولذلك تبحث عن الصيغة المناسبة التي تلائم اسرائيل من جهة وتراعي المصالح التركية مع العالم العربي من جهة أخرى.
ويتوقع مجلي "اننا اقتربنا كثيراً من توقيع الاتفاق، حيث سيتحقق بعد شهرين او اكثر بقليل، كما يتداول مسؤولون لدى المستوى السياسي والأمني الاسرائيلي"، مشيراً إلى بدء الطرفين بالتعامل واقعياً مع بعضهما كما لو ان الاتفاق تم توقيعه بخصوص الملف السوري وملفات اقليمية اخرى، ولكن ما تبقى فقط الجانب الإعلامي وألّا يُفسر اتفاقها مع اسرائيل على اساس أنه ضرب للمصالح العربية.
من ناحيته، يعتقد سفير فلسطين لدى أنقرة الدكتور فائد مصطفى، أن الاختلاف ليس بالمبدأ، وانما يتمثل بالتفاصيل المتعلقة بنقطة رفع الحصار عن غزة في ظل الرغبة الشديدة من تركيا واسرائيل لتوطيد العلاقة بينهما، متوقعاً التوصل إلى صيغة ما تُظهر أن انقرة وتل ابيب لم تتنازلا مئة بالمئة، كما وتلبي الحد الأدنى من الشروط التركية ولا تظهرها بانها تنازلت كثيراً بموضوع رفع الحصار عن غزة.
واضاف مصطفى للإذاعة ذاتها أن الاتراك أكدوا للقيادة الفلسطينية مؤخراً انه سيتم ابلاغها بكل تفاصيل الاتفاق بعد التوصل اليه، وأن تركيا ستنسق مع القيادة اي خطوات تتعلق برفع وتخفيف الحصار عن غزة.
بدوره، أكد أمين سر ثوري فتح امين مقبول عدم تنسيق تركيا مع الجانب الرسمي الفلسطيني بخصوص ما يتم الحديث عنه اتجاه غزة والميناء، الذي تتابعه السلطة بقلق شديد خشيةً من انه يرسخ انفصال غزة عن الضفة، ما يعني مخاطر شديدة تتهدد القضية الفلسطينية.
يُشار إلى أن المحلل السياسي التركي الدكتور سمير صالحة أكد في وقت سابق لإذاعة راية أن المفاوضات التركية الإسرائيلية أخذت مؤخرًا منحىً آخرًا بخصوص غزة، فاتجهت الأمور نحو إقامة خط بحري مباشر من تركيا إلى القطاع، لكن حكومة تل ابيب تُصر على أن يكون لها الإشراف الأمني على الخط المذكور، وهو الأمر الذي رفضته أنقرة.
وتابع: "اعتقد أنه لا عقبات جوهرية تعيق التوصل لاتفاق، نحن أمام اتفاق قريب لكن لا يعرف متى؛ خاصة في ظل تكتم الجانبين عن سيرة العملية التفاوضية".