أمضيت الأسبوع الماضي في مدينة بيت لحم للمشاركة في ورشة العمل الدولية حول إدارة مؤسسات التدريب المهني بتنظيم المركز الدولي للتدريب التابع لمنظمة العمل الدولية والذي مقره في تورينو_ بإيطاليا_ بدعم من التعاون الانمائي الألماني GIZ و التعاون البلجيكي BTC مع وزارتي التربية والتعليم والعمل ومؤسسات التدريب المهني والتقنية والغرف التجارية ومشاركة خبراء دوليين منالبرازيل، بلجيكا، المانيا، إيطاليا. وتنقلت الى مدينة الخليل في ذات الوقت لتنفيذ بعض المهام العملية التي طلب مني تنفيذها. مقالي هذا عبارة عن مشاهدات قمت بتجميعها من خلال الكاميرا التي وهبنا بها الله سبحانه وتعالى وهي العين المجردة؛ واحتفظت بهذه المشاهدات في ذاكرتي المتمثلة بالعقل وليس " الفلاش ميموري". سأحاول أعرض لكم هذه المشاهدات على أمل أن أشارككم ما قام به العقل والعين بتحليله:
أولا الكفاءات الفلسطينية: زملائي من مختلف القطاعات السابقة التي ذكرتها يمتلكون من المعرفة النظرية والتطبيقية التي نفتخر بها على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، يؤدون ما عليهم وضمن إمكانيات بسيطة واجبهم بانتماء ومسؤولية عالية، وهناك تراكم للخبرات يتم تداولها ما بين الأجيال المختلفة، لكن ما هو مطلوب هو النظام والتعاون والتنسيق فيما بين المؤسسات المختلفة لتكمن المشكلة في السياق المؤسساتي على صعيد الحكومي والخاص والأهلي، وهنا يجب الإشارة بأن روح التعاون والانسجام الحالية بدأت تختلف عن السابق؛ وروح التكامل بدأت تنمو ويجب أن تنمو بشكل أكبر مما هي عليه لما له مصلحة وطنية. وأكبر مثال إيجابي هو روح المسؤولية والتعاون بين وزارتي العمل والتربية والتعليم في قطاع التدريب والتعليم التقني والمهني.
ثانيا واقع البدو في محافظة الخليل: حتى أكون أكثر تحديداً البدو المتمسكون بجذورهم في مسافر يطا ومسافر بني نعيم وسوسيا ومنطقة أم الخير وخشم الدرج. علينا جميعاً وليس فقط الحكومة أن نقوم بما تتطلبه منا روح الوطنية بتعزيز صمود أهلنا في هذه المناطق ضمن رؤية تنموية وليس إغاثة كل حسب اختصاصه ومجال عمله، تحدثت مع عدد من البدويات وجميعهن يقولن بصوت واحد بأن هناك حالة تهميش للمجتمع البدوي في أبسط حقوقه الإنسانية، حاولت أن أقوم بتسليط الضوء على أهمية إنشاء جمعيات تعاونية للنساء على الرغم من وجود 8 جمعيات تعاونية في منطقة يطا؛ إلا أن الموضوع بحاجة الى منظومة كاملة متكاملة حتى تكتمل عملية التنمية. وحتى أكون صادقا وأنقل لكم الواقع كما هو؛ هناك حالة استياء عالية من البدو على كافة القطاعات الفلسطينية التي تُهمش البدو عن قصد أو دون قصد... والأخطر بأن البعض يدعي " ليست فقط إسرائيل التي تريدنا أن نترك أرضنا ونرحل!!".
ثالثا كلية فلسطين التقنية _العروب_: أنشئت الكلية عام 1958م كدار للمعلمين، لسد حاجة مجتمعنا في ذلك الوقت من المعلمين المؤهلين الذين أسهموا مساهمة فعالة في العملية التربوية في الوطن والدول العربية، والآن تقدم الكلية تخصصات مهمة بحاجة لها سوق العمل الفلسطيني أهمها التصنيع الغذائي، لكن السؤال هنا هو كيف أيضاً علينا كمجتمع مساندة ودعم هذه الكلية وتعزيز وجودها ليس من الناحية المادية فقط، وإنما العمل على خلق شراكة مجتمعية معها يخدم ليس فقط من هم داخل حرم الكليات المختلفة، وإنما النظر لهذه الكليات كأداة محركة في البناء التنموي الفلسطيني، وخصوصاً ضمن ما تواجهه الكلية من هجوم دائم على صعيد التوسع الاستيطاني، هذه دعوة للقطاع الخاص الفلسطيني أن يستثمر في العروب ضمن مفهوم الشراكة التنموية وليس تمويل أو إغاثة أو رعاية.
في النهاية إذا ما نظرنا الى الفقرات الثلاث السابقة سنجد بأن هناك حلقة مفقودة ما بين الكادر المؤهل والمناطق المهمشة والمؤسسة الصامدة، نحن بحاجة الى إرادة وليس رغبة في العمل التنموي حتى نستمر!!
للتواصل:
بريد الكتروني mehdawi78@yahoo.com
فيسبوك RamiMehdawiPage
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية