إن تجسيد المثل الدارج " وراء كل رجل عظيم امراة " يكاد ينطبق بالفعل على زوجة المناضل الثوري مروان البرغوثي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني ، الذي يقضي حكما بالمؤبد 5 مرات في سجون الاحتلال الاسرائيلي ، بعد اعتقاله على نشاطه الثوري ضد الاحتلال الإسرائيلي في الخامس عشر من ابريل من العام 2002 في خضم عملية السور الواقي وحصار الشهيد ياسر عرفات .

 البرغوثي لمن لا يعرفه فهو يحمل درجة البكالوريوس في التاريخ والعلوم السياسية ودرجة الماجستير في العلاقات الدولية والدكتوراه  من جامعة القاهرة في العلوم السياسية وكان قد عمل حتى اعتقاله محاضرا في جامعة القدس في أبو ديس.

أبو القسام متزوج من المحامية الفلسطينية فدوى البرغوثى والتي تعمل منذ سنوات طويلة في المجال الاجتماعي وفي مجال المنظمات النسائية، إلا أنها غيرت من أسلوب وطريقة عملها لتصبح وجه سياسي وإعلامي ناطقا ومدافعا عن حرية الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي خاصة بعد اختطاف زوجها من قبل الاحتلال الاسرائيلي حيث تمكنت بجدارة  منقطعة النظير من ايصال رسالته الي كافة الدول والمنظمات الحقوقية وفي وسائل الإعلام المختلفة.

صوت فدوى البرغوثي " أم القسام " لن يتوقف عن الهدير في وجه الاحتلال حتى يتم تحريره أو تتويجه رئيسا للسلطة الفلسطينية ولمنظمة التحرير ، وهي الطريقة الأمثل والأنجع لإخراج أبو القسام من براثين الاحتلال الإسرائيلي .

أم القسام كانت حديث الصحافة الإسرائيلية في الآونة الاخيرة خاصة بعد منعها من زيارة قطاع غزة فهي تسعى جاهدة عبر كل الوسائل لإيصال صوت أبو القسام لكل الفصائل الفلسطينية ولكل الاحرار في العالم ، السيدة والمحامية والإعلامية والسياسية التي تزوجت القضية الفلسطينية وأخذت على عاتقها أن تكون الزوجة المقاتلة لحرية زوجها ، تسعى لتكرار تجربة الزعيم الراحل نيلسون مانديلا الذي حارب نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا .

أم القسام زارت أكثر من 50 بلداً متحدثة عن الانتفاضة والمقاومة والأسرى ممثلة بذلك صوت زوجها القابع خلف القضبان .

لم تقف أم القسام مكتوفة الايدي في وقت خذلها الكثيرين فقد ذهبت بقضية زوجها الي ابعد الحدود زارت جنوب افريقيا ومن هناك اطلقت حملة دولية في اكتوبر من العام 2013 من زنزانة المناضل الأممي الكبير نيلسون مانديلا، في جزيرة روبين آيلاند، التي كانت معتقلا لمناضلي الحركة الوطنية الجنوب إفريقية ضد نظام الآبارتيد السابق ، لتكون باكورة الاعمال من أجل حصول مروان ورفاقه على حريتهم .

ليس حُلماً بعيد المنال أن يكون أبوالقسام رئيسا فلسطينيا يمثل الشعب الفلسطيني من زنزانته فهى طريقة وأسلوب جديد لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي ووضعه في موقف أكثر من محرج أمام الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والمنظمات الدولية ، هذا هو المأزق الحقيقي للاحتلال لأنه لن يستطيع الاحتلال الإسرائيلي أن يمنع رؤساء الدول الاوروبية وربما العربية من زيارة مروان البرغوثي في سجنه والتعرف عن قرب على حياة وأوضاع أكثر من 7 آلاف اسير فلسطيني يقبعون خلف قضبان الاحتلال الإسرائيلي  .

ربما حان الوقت للتغيير كيف لا وأن الأسرى داخل السجون هم من يرسلون لنا يومياً إشارات الصمود والتحدي في وجه الاحتلال الإسرائيلي وإن كانت رسالة الحوار الوطني الفلسطيني ووثيقة المصالحة كان منبعها زنازين الاحتلال الإسرائيلي ففي التاسع من مايو عام 2006 وقّع البرغوثي نيابة عن حركة فتح وثيقة الوفاق الوطني الصادرة عن القادة الأسرى في سجون الاحتلال، وقد تبنت منظمة التحرير الفلسطينية هذه الوثيقة باعتبارها أساسا لمؤتمر الوفاق الوطني .

أن يكون مروان البرغوثي رئيسا هو خيارا عقلانيا يتم طرحة بتوافق فصائلي ليكون استفتاء واقعي على خيارات الشعب الفلسطيني في المقاومة والنضال والكفاح المسلح وهو التفاف حقيقي حول قضية الأسرى داخل السجون الإسرائيلية . لم يبقى هناك الكثير من التساؤلات عن واقع القضية الفلسطينية لطرحها للنقاش التي تعيش أسوا فصولها منذ العام 1948 ، فويلات متراكمة تتمثل باحتلال دنس الأرض وقتل الطفل واستوطن الارض وربما بواقع عربي يعيش خريفا يثمر مزيدا من حالات التشرذم وبُعدا عن واقعنا الفلسطيني ، ولا أريد أن انسى واقعنا الفلسطيني المنقسم على نفسه وتخبط السياسيين في جدران العلاقات مع الدول العربية .

فهل تنجح أم القسام بتحويل زنزانة مروان البرغوثي المحكوم خمس مؤبدات وأربعين عام الي قصر رئاسي في ضوء تلك المتغيرات الدولية والعربية والفلسطينية ؟

صحفي فلسطيني 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد