حنا: القدس عنوان لوحدة المسيحين والمسلمين أمام الله والعالم

none

براغ / سوا /  قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، المطران عطاالله حنا، في كلمته بافتتاح مؤتمر حوار الحضارات والثقافات، الذي تستضيفه العاصمة براغ، وتنظمه سفارات دول التعاون الإسلامي، بالتعاون مع وزارة الخارجية التشيكية، والأكاديمية التشيكية للعلوم، أن القدس الشريف هي العنوان الأكبر لوحدة المسيحيين والمسلمين أمام الله وكل شعوب أهل الأرض.

وشدد، خلال كلمته أمام المشاركين الدوليين، من ممثلي العالمين المسيحي والإسلامي، وجمهور من الرسميين ومسؤولين في الدولة، ودبلوماسيين عرب وأجانب، وصحفيين وكتاب ورجالات فكر وثقافة، شدد على "قيمة القدس الروحية والدينية، في تجسيد حالة إخاء مسيحي إسلامي بين أبناء شعبنا الفلسطيني على وجه خاص، والأمة العربية على وجه عام، بما أفشل مخططات الاحتلال الإسرائيلي في غير مرة، لتعكير صفو وحدة الحال المؤمنة بحتمية زوال الاحتلال".

وقال إن "المسيحيين الفلسطينيين خاصة، والعرب عامة، ينتمون للمشرق العربي، بكل مكوناته الحضارية والدينية والثقافية، وهم منحازون لعدالة القضية الفلسطينية، باعتبارهم جزءا أساسيا من نسيج هذا الشعب التواق لحريته واستقلاله وحقه في تقرير المصير".

وأضاف، إن الرسالة التي نحملها من فلسطين، إلى الجميع عبر هذا المؤتمر، "أن القدس قادرة كنموذج حضاري استثنائي، على تفعيل منطق التعايش والتوافق على وحدة ومصير الأوطان في جهات العالم الأربع، سيما أمام التحديات التي تواجهها، منطقة الشرق الأوسط على وجه التحديد".

وأشار إلى أن "التطرف والتزمت بظواهره المتعددة لا يمكن أن يكون وجها أو واجهة لأي دين سماوي"، مطالبا بتوظيف العمق الحضاري والتراث الديني للمسيحية والإسلام على حد سواء، في فتح قنوات حوار بين الشرق والغرب، وإقامة جسور للثقة تقطع الطريق على كل من يتبنى نظريات التعميم، للنيل من ديانة دون أخرى، وتحديدا في أوروبا بعد التفجيرات الإرهابية التي ضربت عددا من عواصمها هذا العام.

وأفاد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، خلال حديث منفصل، بأن "فلسطين يمكن أن تكون أرضية أي حوار حقيقي وجاد، في المستقبل بوصفها أيقونة التوافق المسيحي والإسلامي، ومبعث فخرهم وهمهم وحزنهم وفرحهم، ومحل تقديس مشترك، لكل المؤمنين من الديانات السماوية، سيما وأنها نجحت في الاختبارات الصعبة، أمام مشروعات الفتنة والتفرقة والتعصب، التي حاول ويحاول الاحتلال وأذرعته خلق بيئة حاضنة لها، ففشل للمرة الألف".

وأردف أن الظروف التي تعيشها القدس، من تهويد واستهداف لهويتها ورمزيتها الدينية، تتطلب جهدا عالميا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، كونه أول التطرف الذي يقوم على فكرة الاستحواذ ونفي حقوق الآخرين، وصولا إلى نفي الآخر كليا". وقدم عددا من الاقتراحات العملية للمؤتمرين، بهدف مكافحة آفة التطرف وتكريس ثقافة التسامح الديني.

من ناحيته، أشاد سفير دولة فلسطين لدى جمهورية التشيك، خالد الأطرش، بمشاركة رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، سيادة المطران عطاالله حنا، في مؤتمر حوار الحضارات والثقافات، بجمهورية التشيك، ودلالاتها الهامة، وتحديدا في ظل الدعاية الإسرائيلية، التي تسعى لتشريع احتلالها لفلسطين، من خلال خلق مقاربات انتهازية فاسدة، في عدد من البلدان الأوروبية ومنها التشيك".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد