قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) (الرعد:11)

على الرغم من أن الصحابة الكرام تربوا على المعين الصافي بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يراقب ولاته وعماله على الرغم من أنهم كانوا يخافون الله ويتقونه وهم الصفوة وقد عاشوا في ظل القيادة إلا أنه عندما استعمل ابن اللتبية على الصدقة فلما قدم قال هذا لكم وهذا أهدي إلي فقال النبي صلى الله عليه وسلم مال الرجل نستعمله على عمل بما ولانا الله فيقول هذا لكم وهذا أهدي إلي أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى إليه أم لا والذي نفسي بيده لا يأخذ منه شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعرثم رفع يديه وقال اللهم هل بلغت ، وقوله من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطا فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة ، وهذا أبوبكر رضي الله عنه عندما كان يقوم بتفقد المدن الإسلامية ويسأل هل من أحد يشتكي من ظلامة أو يطلب حقا ، وأما عمر رضي الله عنه فكان دائم الرقابة لله في نفسه وفي عماله وفي رعيته، بل إنه ليشعر بوطأة المسئولية عليه حتى تجاه البهائم العجماء فيقول: "والله لو أن بغلة عثرت بشط الفرات لكنت مسئولا عنها أمام الله، لماذا لم أعبد لها الطريق"


وكان "عمر" إذا بعث عاملاً كتب ماله، حتى يحاسبه إذا ما استعفاه أو عزله عن ثروته وأمواله، وكان يدقق الاختيار لمن يتولون أمور الرعية، أو يتعرضون لحوائج المسلمين، ويعد نفسه شريكًا لهم في أفعالهم.
واستشعر عمر خطورة الحكم والمسئولية، فكان إذا أتاه الخصمان برك على ركبته وقال: اللهم أعني عليهم، فإن كل واحد منهما يريدني على ديني.
وقد اتبع أسلوب التفتيش وتقصي الحقائق في بعض القضايا وقيامه بالزيارات التفتيشية للشام للتعرف على أحوال ولاتها وتنظيم أمورها واتبع عثمان رضي الله عنه أسلوب عمر بإرسال من يتقصى الحقائق والاهتمام بالزيارات الميدانية للتفتيش وهنا نسأل كل مسؤول ولاه هذه الولاية سواء كانت صغيرة أم كبيرة هل اتقى الله واتبع سنة النبي والخلفاء الراشدين في المتابعة والتفتيش والتحقيق في كافة الأمور المسؤول عنها ،فنحن بحاجة ماسة إلى مراجعة و تصحيح بوصلة الرقابة في مجتمعنا حيث أنها في وضع مزري في زماننا هذا على كافة الأصعدة سواء كانت حكومية أو غيرها حتى نكون مثل هؤلاء الأفذاذ الذين استطاعوا أن ينشروا العدل والرخاء في البلاد فسكنت نفوس الناس لهذا العدل الذي كان هو الأساس ، فاتقوا الله ياولاة الأمر وكونوا خير خلف لخير سلف .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد