المالكي يطلب من "التعاون الاسلامي" تحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني
اسطنبول / سوا / شارك وزير الخارجية رياض المالكي اليوم الثلاثاء، في اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للدورة الثالثة عشر لمؤتمر القمة الإسلامي، دورة "الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام"، المنعقد في مدينة اسطنبول التركية.
ونظرا لما تحتله القضية الفلسطينية من أهمية على جدول أعمال الاجتماع الذي يحضره وزراء خارجية الدول الأعضاء الـ57 في منظمة التعاون الإسلامي، كان وزير الخارجية الفلسطيني المتحدث الأول من بين الوزراء الحاضرين.
وبين المالكي التطورات السياسية الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية، والانتهاكات المتواصلة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي، والتي تمس كافة جوانب الحياة الفلسطينية، اجتماعياً وإنسانياً وثقافياً وميدانياً، وتستهدف كافة فئات الشعب الفلسطيني أطفالاً وشباناً وكهولاً، نساءً ورجالاً، وعلى مرأى العالم أجمع تمارس سلطات الاحتلال إعدامات ميدانية للشبان الفلسطينيين تحت حجج ومبررات وهمية، حيث اعتادت السلطات الرسمية في إسرائيل التغطية على جرائم جنودها تحت مبرر الدفاع عن النفس، وحتى الجرائم المثبتة أمام الكاميرات، فإنها لم تقم بإجراء تحقيق جدي في تلك الجرائم، بل على العكس تماماً فإنها تقوم بإغلاق ملفاتها وتوفر الحصانة للمجرمين القتلة.
ودعا المالكي المنظمة لتحمل مسؤولياتها التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، وبذل كافة الجهود وعلى شتى المسارات السياسية والقانونية لحماية مدينة القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، مستعرضاً سلسلة الانتهاكات المنظمة والمدعومة من قبل الحكومة الإسرائيلية، لتغيير معالم المدينة المقدسة وإلغاء معالمها العربية والإسلامية.
كما طالب بالتدخل لدى المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية، بما فيها مجلس حقوق الإنسان بالعمل الجدي للتحقيق في جرائم الاحتلال واعداماته الميدانية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، واتخاذ الإجراءات الدولية الكفيلة بردع سلطات الاحتلال ومساءلتها، وإجبارها على الامتثال للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، والعمل مع مجلس الأمن الدولي بتفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وفي ذات السياق، استعرض المالكي الجهود الفلسطينية في العمل مع محكمة الجنايات الدولية للتحقيق في جرائم الاحتلال، مؤكداً على الإرادة الفلسطينية المستمرة وبشكل جدي للتحقيق في جرائم الاحتلال وإدانته ومحاسبته.
وطلب المالكي من المنظمة دعم التوجه الفلسطيني في تعزيز المسار الدولي في إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس، حيث طالبهم بحشد الدعم والتأييد للمبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام من خلال العمل من خلال المنظمة مجتمعة مع الأصدقاء عبر العالم أو من خلال الدول الأعضاء منفردة لتأمين عقد المؤتمر ونجاحه في هذه المرحلة السياسية الهامة على صعيد الأوضاع في العالم.
ودعا المشاركين للعمل على إنجاح المقترح الفلسطيني لتقديم مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، يُدين الاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة ويعمل عن تجميده وتفكيكه.
وافتتحت اعمال الاجتماع صباح اليوم، بكلمة من الرئيس السابق للقمة، جمهورية مصر العربية، حيث تناول فيها مركزية القضية الفلسطينية بوصفها الباعث الرئيسي لإنشاء المنظمة وجهود مصر في الدفاع عنها، بما فيها من خلال التحرك المتواصل على المستوى الدولي لحشد الدعم والتأييد للقضية الفلسطينية التي يمثل غياب حلها ذريعة يتم استغلالها بشكل واسع من الإرهابيين.
كما تحدث في الجلسة الافتتاحية الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني، ركز فيها على الجهود المنظمة بالتعاطي مع القضايا الإسلامية، وعلى رأسها قضية فلسطين كقضية مركزية، والتي لا تزال تراوح مكانها بسبب غياب الإرادة الدولية اللازمة لتحريك عملية السلام.
وتحدث رئيس الدورة الحالية (الثالثة عشرة) وزير خارجية تركيا مولود شاويش أوغلو، مشددا على أن أحد أهم أسباب تواصل الصراعات في المنطقة هو غياب حل للقضية الفلسطينية، وإجبار الشعب الفلسطيني على العيش تحت تهديد السلاح وهو أمر معيب للإنسانية، مؤكداً أنه لن يكون استقرار دون دولة فلسطينية مستقلة.
ويتناول الاجتماع مناقشة وإقرار المواضيع الختامية المعروضة على القمة، وأبرز تلك المواضيع قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي، وحالات النزاع في العالم الإسلامي والهجرة، ووضعية المجتمعات المحلية المسلمة في الدول غير الأعضاء، ومكافحة الاٍرهاب والتطرف العنيف، وظاهرة الإسلاموفوبيا، إضافة للوضع الإنساني في العالم الإسلامي.
وتمت مناقشة برنامج منظمة التعاون الإسلامي للأعوام (2016- 2025 )، حيث تضمن برنامج العمل محاور عدة أبرزها: تعزيز التعاون العلمي في مجالات الصحة والتعليم العالي والبيئية فيما بين الدول الأعضاء، وتعزيز التعاون الثقافي والاجتماعي والإعلامي في العالم الإسلامي، والقضاء على الفقر وتطوير البنية التحتية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
وشارك في الاجتماع إلى جانب المالكي، سفير دولة فلسطين لدى تركيا فائد مصطفي، ومستشار أول عمار حجازي، ومستشار أول ماهر الكركي مندوب فلسطين لدى منظمة التعاون الإسلامي، ومستشار محمد أبو جامع.