تل ابيب: لهذه الاسباب لا تسارع القاهرة للتصالح مع حماس !!
القدس / سوا / قال "يوني بن مناحيم" الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، في مقال تحليلي، على موقع "المعهد الأورشليمي للشؤون العامة والدولة" أن الاختراق الأخير بعلاقة حركة ( حماس ) مع مصر لم يدفع النظام المصري ل فتح صفحة جديدة مع الحركة، بل إنه يظهر حذرا في علاقته تجاهها، بزعم أن الحركة تجري اتصالات مع تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء رغم رفضها المتكرر لهذه الاتهامات.
وأضاف أن هذا التطور في علاقات حماس ومصر الأول من نوعه منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للسلطة، بعد توتر كبير في العلاقات، بسبب الاتهامات المصرية للحركة بتنفيذ أعمال معادية على أراضيها بالتنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم الدولة في شمال شبه جزيرة سيناء.
وقد حصلت هذه التفاهمات بين حماس ومصر عقب المباحثات التي أجراها الجانبان في الأسابيع الأخيرة.
وتوقع "بن مناحيم"، الضابط السابق بسلاح الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، أن يعود وفد حماس إلى مصر أواخر الشهر الجاري لاستكمال المفاوضات، لكنه أشار إلى أن الأخيرة لا تبدي مسارعة للتصالح مع الحركة، وتريد منها خوض اختبار لفحص أعمالها على الأرض، قبل قيامها بأي خطوات ميدانية على الأرض من شأنها التخفيف عن سكان غزة من الظروف التي يعانونها.
وأشار إلى أن وسائل الإعلام المصرية توقفت عن مهاجمة حماس، وفي غزة تمت إزالة يافطات وشعارات تظهر الصلة التي تربط حماس مع الإخوان المسلمين.
وأوضح أن المباحثات التي أجرتها حماس مع مصر تخللتها مطالب مصرية بعدم تطور علاقات حماس مع تركيا وإيران على حساب علاقاتها مع مصر، لكن النصيب الأكبر من مباحثات حماس في مصر تركزت في الجانب الأمني، وحفظ أمن الحدود بين غزة وسيناء.
وزعم الكاتب أن حماس تعهدت للمصريين بعدم استخدام الأنفاق لتهريب الأسلحة والوسائل القتالية، وعدم تنفيذ أعمال ميدانية من شأنها المس بالأمن القومي المصري، في ضوء ما قال إنها مخاوف مصرية من الصلات القائمة بين حماس وفرع تنظيم الدولة في سيناء المسمى "ولاية سيناء" تتخللها توفير تدريبات عسكرية للتنظيم تقوم بها كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس) وتوفير العلاج الطبي لمصابي التنظيم في مستشفيات غزة.
كما زعم الكاتب أن مصر طلبت من حماس لجم العناصر السلفية بقطاع غزة، بزعم وجود علاقات لهم مع تنظيم الدولة في سيناء، ولذلك تمت زيادة عدد الدوريات الليلية لمسلحي القسام في شوارع غزة لمنع تنفيذ أعمال "تخريبية".
ورغم ذلك أبدى شكوكه بأن تنجح خطوات حماس بإرضاء مصر عنها، لأن مطالب القاهرة منها واضحة بقطع أي صلة لها بتنظيم الدولة بسيناء، لأن هذا التنظيم يعتبر خطرا على مصر، وينفذ عمليات مسلحة ضد الجيش والشرطة المصريين بمناطق رفح والشيخ زويد والعريش.
وختم حديثه بالقول إنه رغم كل التصريحات المتفائلة التي يصدرها قادة حماس حول تحسن العلاقات مع مصر، ولكن يجب التعامل معها بمزيد من الحذر، لأن مصر لا تشارك بما وصفها "الحفلة الإعلامية" التي تقيمها حماس عقب زيارتها للقاهرة.
من جانبه، قال "رؤوبين باركو" المستشرق الإسرائيلي بصحيفة "إسرائيل اليوم" إن حماس تحاول إحداث اختراق في جدار الحصار المحكم الذي تفرضه مصر على قطاع غزة من خلال تدمير الأنفاق وإغلاق معبر رفح ، مما أسفر عن أزمة اقتصادية وعسكرية وسياسية. بينما قدمت مصر أمام حماس خلال مباحثاتهما الأخيرة اتهامات بتنفيذ أعمال معادية ضد مصر بالتعاون مع الإخوان المسلمين، والتنسيق مع تنظيم الدولة بولاية سيناء.
وأشار المستشرق الإسرائيلي إلى تسريبات من مباحثات حماس بمصر حول مطالب رجال المخابرات المصرية من قادة حماس معلومات عن أوضاع الإسرائيليين المفقودين في غزة.