الاحتلال يعتقل 1899 طفلاً خلال الهبة الجماهيرية
رام الله /سوا/ قال عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة ، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تستثنِ الأطفال يوما من اعتقالاتها، أكانوا ذكوراً أم إناثا، ولم تراعِ صغر سنهم، ودون أن تلبي الحد الأدنى من احتياجاتهم الاساسية.
وأضاف فروانة أن إسرائيلي لم تحترم الاتفاقيات والقوانين الدولية في تعاملها معهم، فاعتقلت الآلاف منهم وعذبتهم جسديا ونفسيا وعاملتهم بقسوة واحتجزتهم في ظروف مأساوية، وحرمتهم من أبسط حقوقهم الإنسانية، واقترفت بحقهم انتهاكات جسيمة وجرائم عديدة، وأصدرت بحقهم أحكاما بالسجن الفعلي وصلت في بعض الأحيان للسجن المؤبد (مدى الحياة).
وأردف ان كافة الوقائع والاحصائيات تؤكد على أن هناك استهداف إسرائيلي ممنهج للطفولة الفلسطينية، وأن اعداد المعتقلين من الأطفال بمختلف المراحل العمرية قد ارتفع بشكل مضطرد وبوتيرة متصاعدة منذ العام 2011، وأن تلك الاعتقالات قد ارتفعت أكثر وبشكل غير مسبوق خلال "انتفاضة القدس " التي اندلعت في الأول من تشرين أول/أكتوبر من العام المنصرم.
وتابع فروانة أن سلطات الاحتلال اعتقلت خلال "انتفاضة القدس" (1899) طفلا، ذكورا واناثا، وهي أرقام كبيرة وغير مسبوقة، وتشكل قرابة (37%) من اجمالي المعتقلين خلال "انتفاضة القدس". فيما تفوق بنسبة (338%)عما سجل من اعتقالات للأطفال خلال نفس الفترة قبل عام. فيما لاتزال تعتقل في سجونها ومعتقلاتها قرابة (450) طفل تتراوح أعمارهم مابين 12-18 عاما، بينهم (16) فتاة أصغرهن الطفلة "ديما الواوي" من الخليل والتي تبلغ من العمر "12 عاما" ومعتقلة منذ فبراير الماضي.
جاءت تصريحات فروانة هذه في تقرير نشره اليوم بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني والذي يُصادف في الخامس من ابريل/ نيسان من كل عام .
وأكد فروانة على أن كافة الأطفال الفلسطينيين الذين مرّوا بتجربة الاعتقال قد تعرضوا لشكل أو أكثر من اشكال التعذيب الجسدي والنفسي، وأن غالبية الأحكام التي صدرت بحقهم كانت مقرونة بغرامة مالية باهظة، وأن العشرات منهم قد صدر بحقهم حكما "بالحبس المنزلي".
ورأى فروانة أن عنوان الهجمة الإسرائيلية لوأد "انتفاضة القدس" واخماد لهيبها، هم الأطفال، حيث من الواضح أن إسرائيل تهابهم وتخشى مستقبلهم، لهذا وظفت كل أجهزتها وأدواتها لقمعهم وبث الرعب في نفوسهم، وأقرت عدد من القوانين للانتقام منهم، وتسعى لتشويه واقعهم وتدمير مستقبلهم والتأثير على توجهاتهم المستقبلية بصورة سلبية.
وحذر من الاستهداف الإسرائيلي المتصاعد للأطفال الفلسطينيين ومن تأثيرات الانتهاكات والجرائم المروعة التي تقترف بحقهم، مما يشكل خطرا حقيقيا على واقعهم ومستقبلهم وأوضاعهم الصحية.
ودعا فروانة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) وكافة المؤسسات الدولية التي تُعنى بالطفل وحقوق الإنسان، الى التدخل العاجل لحماية الأطفال الفلسطينيين من الاجراءات الإسرائيلية، والعمل الجاد من أجل اطلاق سراح كافة الأسرى الأطفال من السجون الإسرائيلية، ووقف الاعتقالات التعسفية والانتهاكات الجسيمة والجرائم الفظيعة التي تُقترف بحقهم.