الدكتور ايهاب بسيسو وزير الثقافة المحترم، علمنا أمس الأربعاء من أحد الأصدقاء أن هناك عرضا لمسرحيّة بعنوان "الرحلة" في مسرح سعيد المسحال ب غزة ، وحضرنا وكان الاقبال مشجع، لن أخبرك عن المسرحيّة وجودة العرض والمادة المُقدمة من عدمه، سأترك ذلك للمختصين، ولكننا سمعنا من ذوي الشأن أنّ مخرج المسرحية الفاضل لم تُتح له الإمكانيات المادية كي يَخرجَ بعرض يليق بمكانة يوم الأرض وفعاليات الوزارة، لا أدري أين الخلل في ذلك؟ أو أن الميزانية المرصودة لا تفي بالغرض، لا أعتقد ؟! .. ليس هذا ما وددت مخاطبتك به.

سيدي الفاضل، لقد كان مكتوبًا على لوحة الترحيب بالحضور هذه الجملة " مسرحية الرحلة ضمن فعاليات يوم الثقافة الوطنية في ذكرى يوم الأرض"

هذه الجملة تعني أن وزارة الثقافة تنظم وترعى احتفاليات ضمن فعاليات يوم الثقافة الوطنية، وهذا عكس المدون في برنامج الفعاليات المُعلن من قبل وزارة الثقافة، وهنا دعنا نتسائل بحب، نحن كأبناء غزة الذين نهتم بمثل هكذا فعاليات، ومِن واجبنا أن نشارك في صناعتها، كيف لنا أن نعرف عن هذه الفعاليات؟ ولمصلحة من لم يتم الاعلان عنها مُسبقا في برنامج عمل كأي نظام معمول به في أي فعاليات ثقافية، حتى وللأسف لم يكن أي ذكر لهذه الفعالية على صفحتك الشخصية، أسوة بما درجت عليه من اعلان وتصوير للفعاليات الأخرى.

سيدي الوزير، لماذا هذا العمل في الخفاء تحت مسميات أخرى، لماذا هذا التقليل من شأن الجمهور والمثقفين في غزة، وكأنهم تحصيل حاصل، لا أدري من أشار عليكم _ وأنتم أهل الرجاحة _ بأن تكون الفعاليات في مدينة غزة وتقتصر عليها دون باقي مدن القطاع بهذا الشكل، هل هي فعاليات تجلب العار مثلًا، أم هي ممنوعة، أم هي مُحاربة، أم ماذا، ما هو المسوغ الأخلاقي والقانوني الذي تمت عليه صياغة هكذا برنامج.

سيدي الفاضل، إن العمل في الخفاء يجلب الريبة بأن هناك شيء ما غير سوي يحدث، واسمح لي، لا يلجأ إلى العمل الخفي إلا من كان يتقصّد شيء أو يخاف من شيء، أو يريد احتكار الفعل لنفسه ومن والاه، ما نعرفه هو أن عمل الوزارة هو عمل وطني جماعي لا خلاف معه ولا عليه، ولا يجب احتكار العمل لجهة دون أخرى أو لأصدقاء أو زملاء دون غيرهم، فيجب اشراك الجميع في نشاطات الوزارة والاعلان عنها على الملأ، لأن الوزارة هي للجميع وفعالياتها حق لكل مبدع، وإن كان أحد أشار عليك بهذا فقد خدعك وظلمك وحمّلك اللوم كله.

إن كان أحد يخاف العمل في العلن، فهُناك العشرات من المثقفين الذين يريدون تقديم الخدمة بدون أي أجر أو شكر، ولا يهابون أحدا، أو يداهنون أحد، أو يتخفون تحت مُسمياتٍ لا دخل للثقافة بها سوى الاسم، والعلاقات الشخصية من أجل التربح، أو الظهور الاعلامي، أو أشياء في نفس يعقوب، علمًا أن هكذا عمل هو مدعاة للفخر، وعمل وطني يستحق الثناء والعمل في العلن، وليس في الخفاء.

أصدقك القول، ونحن نعلم حُبك وغيرتكَ على الثقافة وأهلها، بأن ما جرى من (كولسات) في السر من أجل اخراج هذا العمل بهذا الشكل، لهو عمل مراده أن تُوضعَ أنتَ في موضع لا يليق بك، وبمكانتك كشاعر قبل أن تكون مسؤولاً عن الثقافة في فلسطين، صديقك من يصدقكَ القول، لا من يُشير عليك بأشياء هي بعيدة كل البعد عن المنطق والصواب .. أنار الله بصيرتك، وسدد خطاك، لا تسمع للمرجفين وجهلهم فمصيبة غزة في مَن تصدّر مشهدها الثقافي وصار يتحدث بالنيابة عن مثقفيها، حاشاك منهم، فغزة يجب أن تفتخر بأمثالك، فكن عند ظنها، تكن عند ظنك، والسلام ختام.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد