ذهب غزة مستهدف إسرائيلياً
غزة /خاص سوا/ صبا الجعفراوي/ تفاجئ تجار الذهب في قطاع غزة من قرار الجانب الإسرائيلي منع استيراد وتصدير الذهب من وإلى القطاع بشكل مفاجئ دون إبداء أي أسباب.
وعبر التاجر هاني سكيك عن استياءه من قرار المنع المفاجئ، قائلاً "إن هذا القرار من ضمن حصار الاحتلال على غزة، وأساليبه في خنق القطاع".
وأشار سكيك خلال حديثه مع وكالة "سوا"، إلى أن السماح بالاستيراد والتصدير في السابق كان له أثر إيجابي على تجارة الذهب وحركة السوق وتشغيل المصانع والأيدي العاملة، وقرار الوقف سيشكل عجز لدى التجار في تلبية حاجاتهم.
وحول أسعار الذهب، أوضح سكيك أن سعر غرام الذهب ارتفع ما يقارب ديناراً أردنياً بعد القرار، منوهاً أن القرار قد يتسبب في حدوث سوق سوداء للذهب، إضافة إلى لجوء بعض التجار للتهريب بعد أن كان يدخل الذهب بصورة رسمية للقطاع مما يجعل سعره أغلى للمستهلك.
مصانع ومشاغل الذهب في غزة حرمت قبل 8 سنوات من تصدير واستيراد الذهب إلى الضفة الغربية، بعد الحصار الإسرائيلي الذي فرض على القطاع، مما تسبب في توقف ما يقارب 25 مصنع والتي يعمل منها سبعة مصانع فقط على الانتاج المحلي.
محمود عطوة رئيس نقابة العاملين في صياغة الذهب والمجوهرات يقول لـ"سوا" إن النقابة كانت تسعى على مدى ثلاث سنوات لإقناع الأطراف في غزة والضفة لعودة السماح باستيراد وتصدير الذهب، وحصلنا على موافقة الجانب الإسرائيلي قبل 20 يوم .
ويضيف عطوة "قرار المنع الذي وصلنا صباح أمس شكل صدمة لدينا ولدى التجار، وهو قرار مجحف وإجرامي بحق أصحاب المصانع وتجار الذهب في قطاع غزة."
وأوضح نقيب العاملين أن قرار السماح أحيا مصانع غزة التي كانت متوقفة عن العمل منذ سنوات، حيث عادت للعمل وأصحابها أعادوا ترميمها وتشغيل العمال للتصدير، ولكن المصيبة أنه قبل البدء بعملية التصدير جاء قرار المنع ولم نصدر أو نستورد أي قطعة ذهب.
وأشار عطوة أن أصحاب المصانع يحصلون على المواد الخام من الذهب الذي يبيعه المواطن أو السبائك من الضفة الغربية والدول المجاورة التي تهرب إلى القطاع ولا تدخل بشكل رسمي، مبيناً أن قرار السماح كان سيقضي على السوق السوداء ويدخل الذهب ويصدر بشكل رسمي.
أما بالنسبة لأسعار الذهب، نوه عطوة أن سعر الذهب اليوم انخفض ما يقارب دينار ونصف عما كان عليه قبل أيام، والخسارة يتحملها المواطن مباشرة نتيجة قرار المنع.
وحول الخطوات القادمة، أكد عطوة أن نقابة العاملين لا زالت تتواصل مع مدير دائرة دمغ المجوهرات في الضفة الغربية، حتى نعيد عملية المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي وعودة قرار السماح بالاستيراد والتصدير، وتشكيل ضغط عليهم للسماح ثانية وإحياء تجارة الذهب في غزة.
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي ماهر الطباع لـ"سوا" إن قرار منع استيراد وتصدير الذهب قراراً كارثياً على تجارة الذهب في القطاع، في ظل موسم البيع وإقبال الناس على الزواج الفترة المقبلة مع موسم الصيف.
وأوضح الطباع أن تجارة الذهب من التجارات التي عانت بشكل كبير خلال فترة الحصار الإسرائيلي على غزة، وعملية التصدير والاستيراد تواجه صعوبات، خاصة التصدير من غزة إلى الضفة الغربية يواجه معيقات كثيرة.
وبالنسبة لأسعار الذهب، بيّن الطباع أن أسعار الذهب تسير وفق التسعيرة العالمية، إلا أن قرار المنع سينتج عنه شح في كميات الذهب والتشكيلات الواسعة مما قد يسبب ارتفاع في الأسعار.
وأشار الطباع إلى أن مشاغل الذهب ستعاني من الانتاج، خاصة أن المواد الخام منعت أيضا وسيتأثر الانتاج المحلي، ولن يكون هناك فرص للتجار لتسويق الذهب خاصة في هذه الفترة التي تعتبر موسم تجارتهم.