تجارب حاسوبية تحاكي طريقة عمل الدماغ
وكالات/سوا/ من المنتظر أن يبدأ الخميس المقبل مختبر "لورنس ليفرمور ناشونال لابوراتوري" التابع للحكومة الأميركية اختبار أول حاسوب من نوعه بقيمة مليون دولار يضم 16 معالجا صممت لتحاكي طريقة عمل الدماغ البشري.
وهذه الشرائح (المعالجات) التي تدعى "ترو نورث" عرضتها أول مرة شركة "إنترناشونال بيزينس ماشينز" في عام 2014، وهي تختلف كليا عن المعالجات الموجودة في الخوادم أو الحواسيب الشخصية الحالية، حيث تضم 5.4 مليارات ترانزيستور تشكل شبكة تحاكي مليون خلية عصبية متصلة بواسطة شبكة واسعة من نقاط المشابك العصبية.
وانضمت شركة آي بي إم الأميركية إلى شركات أخرى تتضمن كوالكوم ومايكروسوفت لتطوير هذه الشرائح المتخصصة المصممة لتسريع بعض المهام الحسابية المعقدة، ولذلك فإنها تلائم إحدى تقنيات الذكاء الاصطناعي المعروفة باسم "التعلم العميق"، والتي تستند أيضا إلى كيفية عمل الدماغ.
وتقول "آي بي إم" إن شرائح "ترو نورث" ستحتاج ما بين خمس وسبع سنوات قبل انتشارها تجاريا، لكن اختبارات مختبر لورنس ليفرمور تعد خطوة كبيرة بهذا الاتجاه.
وعلى غرار الدماغ البشري فإن شرائح ترو نورث لا تستهلك الكثير من الطاقة، ففي حين تستهلك شريحة (معالج) خادم عادة نحو 150 واطا، فإن 16 شريحة ترو نورث تستهلك فقط 2.5 واط.
لكن من ناحية أخرى، لا تستطيع شريحة ترو نورث تشغيل خادم ويب أو حتى كتابة عمود في ملف الجداول الممتدة (إكسل)، وذلك لأنها مصممة لتمكين مهمات الجيل التالي، مثل تعرُّف الصور أو ذلك النوع من الذكاء الذي مكَّن مؤخرا برنامج الذكاء الاصطناعي "ألفاغو" التابع لشركة ألفابت من هزيمة بطل بلعبة "غو" المعقدة في كوريا الجنوبية.
وكان مختبر لورنس ليفرمور -ومقره مدينة ليفرمور بولاية كاليفورنيا- يعمل على تقييم هذه الشرائح منذ أواخر عام 2014، لكن الحاسوب ذا المعالجات الـ16 هو أول فرصة له لإجراء اختبارات واسعة النطاق.