ماذا ناقش المؤتمر الرابع للأحياء التطبيقية والأبحاث في فلسطين؟
جنين/سوا/ أوصى المشاركون بالمؤتمر العلمي المتخصص الرابع للأحياء التطبيقية والأبحاث في فلسطين، والذي نظمته الجامعة العربية الأميركية في جنين، اليوم الثلاثاء، بضرورة تشجيع الباحثين الشباب من خلال رسائل الماجستير ومشاريع التخرج لعرضها ونشرها في المؤتمرات القادمة، وعمل قاعدة بيانات لتشمل جميع الأكاديميين العاملين في مجال البيوتكنولوجي.
كما أكدوا، خلال المؤتمر الذي نظمه قسم الأحياء والتقنيات الحيوية في كلية العلوم في الجامعة، عقد المؤتمرين القادمين في جامعة بوليتكنيك الخليل وجامعة خضوري في طولكرم،
افتتاح المؤتمر
بعد السلام الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، افتتح القائم بأعمال رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور نور الدين أبو الرب المؤتمر، بحضور رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز المهندس عدنان سمارة، ورئيس قسم الأحياء والتقنيات الحيوية د. رولا جاد الله، ونواب الرئيس، وعمداء الكليات، ورؤساء الأقسام، وأعضاء الهيئتين الاكاديمية والإدارية، وطلبة الجامعة، وقال "إن الجامعة ومنذ نشأتها أدركت أهمية البحث العلمي وتميزت عن غيرها من الجامعات الفلسطينية، حيث رصدت ميزانية خاصة لهذا الشأن، وحوَلت الاكاديمي في الجامعة الى باحث، عدا عن الشراكات مع الجامعات العربية والدولية في البحث العلمي".
وأوضح أن أي مجتمع لا يمكن أن يتطور في كل قطاعاته إلا من خلال البحث العلمي، مشيرا، الى ان الجامعة شجعت أكاديمييها من خلال التمويل المادي والمعنوي أو اشراكهم في المؤتمرات العلمية سواء على المستوى المحلي او الإقليمي، بالإضافة الى دفع مكافأة مالية لكل باحث ينشر بحثه في إحدى المجلات العلمية المعترف بها عالميا.
وأضاف، "على المؤسسات الرسمية والأهلية والأكاديمية أن تدرك أهمية البحث العلمي، لما له من مكانة حقيقية في بناء المؤسسات، ونحن في الجامعة نعلنها لكل الباحثين الفلسطينيين أن يتعاونوا مع الباحثين في الجامعة".
بدوره أشاد سمارة بالدور التي تقوم به الجامعة من تطور اكاديمي، واهتمام بالبحث العلمي، واحتضان وتنظيم المؤتمرات العلمية المختصة، وخدمة المجتمع المحلي، مؤكدا أهمية التواصل مع العلماء العرب والفلسطينيين في الخارج، لنقل خبراتهم والاستفادة منهم، متطرقا الى فكرة المجلس الأعلى للإبداع والتميز وصاحبها رئيس دولة فلسطين محمود عباس "ابومازن"، حيث يساهم المجلس في التنمية والتطور، داعيا الباحثين والاكاديميين في الجامعات الفلسطينية وطلبة الجامعات التعاون مع المجلس، معربا عن استعداده لاحتضان أي فكرة مشروع تساهم في التطوير والتنمية ورعايتها لتتحول الى واقع، وقال، للمجلس الأعلى أهدافا عدة أبرزها نشر ثقافة الابداع، ودعم المؤسسات العاملة في هذا المجال، وبناء قنوات واسعه مع الكفاءات الفلسطينية والعربية في الخارج.
من جانبها، قالت د. جاد الله، إنه لفخر كبير أن نحتضن هذا المؤتمر في دورته الرابعة، سبق ذلك في جامعات بيت لحم والنجاح و القدس ، في محاولة لرسخ مفهوم البيوتكنولوجي في أحضان الوطن، وتأكيد على أهمية استخدام الأشياء الحية في صنع وتطوير منتج مفيد، وأضافت "نسمع عن البكتيريا والفيروسات والطحالب والفطريات حيث تركت هذه الأسماء أثرا سلبيا على نفوسنا، ولكن من خلال مفهوم البيوتكنولوجي يمكن التأكيد على أن هذه الكائنات بها سلاح ذو حدين، فتارة تستخدم في التخمر والتسميد وفي علاج الأمراض، وتارة تستخدم في الأسلحة البيولوجية، كما أن لها دور كبير في عملية التدوير".
وعقب كلمات الافتتاح انطلقت الجلسات العلمية التي افتتحها الأستاذ المشارك في قسم الأحياء والتقنيات الحيوية في جامعة النجاح الدكتور رائد الكوني، حيث تحدث عن استخدام البكتيريا الجذرية في تحسين نمو النباتات خاصة في التربة المالحة، واستعرض تقنية علاج النبات بحيث تعتمد بشكل رئيسي على النبات المتحمل للملوحة في عملية استخراج الاملاح وتجميعها في الكتلة الحيوية.
الجلسة الأولى
أدار الجلسة الأولى عميد البحث العلمي بجامعة فلسطين التقنية– خضوري، وتحدثت الباحثة سلام أبو زيتون من مركز أبحاث التنوع الحيوي البيئي عن النباتات المستخدمة في علاج مرض الزهايمر، وعن كيفية الحصول على نباتات لها فعالية في علاج المرض.
وقدمت الباحثة رؤى ثوابتة من جامعة بيت لحم بحث يتناول مرض Atrichia with Papular Lesions , الوراثي حيث يعاني الأطفال حديثي الولادة من تساقط الشعر بعد أسبوع أو شهر من الجسم، وهذا المرض ينتشر في العائلات التي تكون فيها نسبة زواج الأقارب.
في حين قدم الباحث عزيز طعمة من الجامعة العربية الاميركية بحث عن التقييم المخبري لبعض النباتات وكيفية تحفيزها للموت المبرمج للخلايا السرطانية، وبين ان النبات حامل الاسم Hypericum triquetrifolium يملك هذه الخاصية، في حين تحدثت الباحثة هبة قصراوي من جامعة خضوري عن مسببات أكثر الأمراض انتشارا في المنطقة وشملت دراستها عينات أخذت بمستشفى الرازي وتم دراسة الجنس ومصدر العينة في تصنيف المسببات.
الجلسة الثانية
أدارها الأستاذ المشارك في دائرة العلوم الحياتية في جامعة القدس الدكتور خالد صوالحة، وتطرق خلالها عميد البحث العلمي في جامعة خضوري د. مازن سلمان عن استخدام البكتيريا كوسيلة مكافحة بيولوجية لمناهضة الفيوزاريوم "مرض ذبول البطيخ"، بينما تحدث الباحث أشرف رشاد زياد من جامعة القدس عن نوع بكتيريا موجودة في الماء تسبب التهاب رئوي تنتشر من خلال تجمعات الناس في الأماكن المكتظة.
بدوره ركز الباحث حسن زواهدة منسق الشرق الاوسط للعناية بالأطفال ذوي العيوب الخلقية، على سجل الاطفال ورؤية نسب وجودها في فلسطين والوقت المناسب لإجراء العمليات الجراحية، بينما تطرقت الباحثة صابرين دعنا من مركز التحليل البيولوجية والكيميائية عن اضافة تكنولوجيا جديدة في معالجة المياه العادمة عن طريق تقنية ultra-filtration spiral، واختتم الجلسة الثانية الباحث عمر ملاح بدراسة عن الاختلافات الجينية في البطيخ الموجود في فلسطين باستخدام علامات وراثية (RAPD وISSR).
الجلسة الثالثة
أدارها الأستاذ المساعد في قسم الاحياء والتقنيات الحيوية في الجامعة العربية الاميركية د. فراس البطة، تطرقت الباحثة د. رنا سمارة من جامعة خضوري إلى دراسة تقييم الحساسية الموسمية لأشجار الخوخ المصاب بفايروس جدري البرقوق (HPV)، بينما استعرض الباحث الدكتور نواف ابو خلف من جامعة خضوري دراسة جدوى لتحديد وتقدير الغش في زيت الزيتون في فلسطين باستخدام التحليل الطيفي، في حين تحدث الباحث جهاد عبادي من جامعة القدس عن استجابة النبات للعناصر الغذائية كالبوتاسيوم، واختتم الجلسة الدكتور خالد صوالحة بالحديث عن التنوع البيولوجي النباتي الغني وكيفية اعتباره واحدا من الموارد الطبيعية الأساسية.
وخلال المؤتمر تم عرض 14 ملصقا علميا كان لقطاع غزة نصيب في المشاركة
وفي نهاية المؤتمر تم توزيع شهادات التكريم على المشاركين.