شاهد الصور.. إرث غزة التاريخي على حافة الهاوية

فخار غزة

غزة /خاص سوا/ يجلس المسن محسن عطاالله بظهره المحني على دولابه الكهربائي وبين يديه المجعدتين قطعة طين يصقلها باحتراف لينتج قطعاً فخارية فنية.

فالستيني عطاالله مازال متمسكاً بعمله اليدوي في عمل الفخار الذي ورثه عن والده، والتي يمارسها منذ 50 عاماً، خاصة في ظل تجاهل الكثيرين لهذه المهنة، فلم يتبقى سوى فاخورتان تنتجان القطع الفخارية للقطاع كله.

ويقول عطاالله خلال حديثه مع وكالة "سوا": "الناس تطورت ولم يعد أحد يبحث عن الأواني الفخارية لوجود البديل عنها، أصبح الفخار أقرب للتراث الفلسطيني كونه يلبي احتياجات المواطنين".

ويرجع المسن عطاالله تميز الفخار بغزة إلى جودة الطين نظراً لوفرة كميات الرمل فيه مقارنة مع الدول الأخرى.

ويصنف عطاالله الـ17 على مستوى العالم في صناعة الفخار، حيث في عام 1999 جرى تصدير فخار من عدة دول إلى أوروبا، وكان أحد المشاركين بالتصدير آنذاك، وحصد على جائزة وتقييم على مستوى العالم من ناحية الجودة والفن.

ويوضح أنه كان احد المصدرين للفخار إلى اسرائيل ومن ثم إلى أوروبا، مشيراً إلى أنه توقف عن ذلك بعد اندلاع انتفاضة الاقصى عام 2002.

ويضيف "توجهت إلى وزارة الاقتصاد خلال العامين الماضيين، من أجل محاولة اعادة التصدير، لكن الجانب الاسرائيلي رفض ذلك".

ولم تسلم صناعة الفخار من الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به قطاع غزة نتيجة الحصار والازمات المتلاحقة، فقد تعرض مصنعه الواقع في بلدة بيت حانون شمال القطاع لتدمير كلي خلال الحرب الاخيرة على قطاع غزة عام 2014.

ويتابع والحزن يملأ عيونه، " بعد جهد وتعب استمر 50 عاماً، لم يترك لي الاحتلال شيء من مصنعي الذي عملت على تطويره خلال تلك الاعوام".

وبحسب عطالله، فقد بلغت قيمة الاضرار التي لحقت بمصنع الفخار قرابة 150 ألف دولار، فيما تدخل برنامج تطوير الأسواق الفلسطيني (PMDP) بتعويضه ، بعد بناء مكان بسيط يكمل به صنعته التي رافقته طيلة 50 عاما.

ويبيّن أن سعر القطعة الواحدة عندما كانت تصدر للخارج يصل 10 أضعاف سعرها الحالي، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع الدخل لدي، على خلال هذه الأيام.

وعلى بعد عدة أمتار يتواجد أكبر مصنع للفخار على مستوى قطاع غزة والضفة الغربية، وما أن تطأ قدميك المكان تلاحظ كمية الفخار المتكدس في المصنع.

أيمن عطاالله صاحب المصنع يشير لـ"سوا" أن منع الاحتلال تصدير الفخار للخارج تسبب في تكدس القطع الفخارية بشكل كبير، قائلاً "لو استمر التصدير لما وجدتم أي قطعة في المكان، وضعنا الاقتصادي صعب جدا".

ويؤكد عطاالله أنه طالب أكثر من مرة بعودة التصدير، لكن وزارة الاقتصاد كانت تبلغهم في كل مرة أن الجانب الإسرائيلي يرفض إعادته.

ويقول عطاالله "رفض الاحتلال عودة التصدير هو انتقام من مهنتنا، فنحن نشتهر بصناعة الفخار بجودة عالية تنافس العالم".

وتعتبر مهنة الفخار من أقدم الحرف التي يشغلها الفلسطينيون والتي تعبر عن مدى ارتباطهم بالتراث وعمق الحضارة الفلسطينية التي ورثوها عن الأجداد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد