أين واجهة حركة حماس المقبلة بعد زيارة وفدها للقاهرة؟
الدوحة / سوا / تفيد الوقائع الجارية على الأرض أن حركة حماس ترغب في هذا التوقيت بتوطيد علاقتها أكثر مع المملكة العربية السعودية، التي ساعدتها في زيارة القاهرة لإزالة التوتر الحاصل مع سلطات القاهرة، ورغم عدم تحديد موعد لزيارة وفد من الحركة إلى الرياض، إلا أن مسؤولي الحركة يعملون على اتمام هذه الزيارة التي سيكون على رأسها خالد مشعل، بعدما بعثت حماس بعدة رسائل مهمة في هذا الخصوص تؤكد على التقارب.
وفي تفاصيل ما يدور في كواليس حماس، فهناك أحد المطلعين وهو محلل سياسي قريب من الحركة، قال لصحيفة رأي اليوم أن توقيت إغلاق الجمعية الخيرية واسمها “الباقيات الصالحات” في قطاع غزة ، من قبل وزارة الداخلية بغزة، كونها تتلقى دعما مباشرا من إيران، ورئيسها متهم بالتشيع، كان له ارتباط مباشر بما يدور في الخفاء.
ويؤكد هنا أن حركة حماس أرادت رد الجميل، خاصة بعد تدخل المملكة لدى مصر، لإتمام زيارة وفد حماس الأسبوع الماضي إلى القاهرة في موعدها الرسمي، دون تأخير رغم اتهامات وزير الداخلية للحركة بالمشاركة في اغتيال النائب العام، إذ أعلنت وزارة الداخلية في غزة في اليوم التالي لوصول الوفد إلى القاهرة عن إغلاق جمعية “الباقيات الصالحات” بغزة، رغم أن قرار إغلاقها الرسمي الملزم صدر قبل موعد التنفيذ بثلاثة أشهر.
وفي الكتاب الرسمي الموجه لرئيس الجمعية فقد تم إبلاغه بقرار الإغلاق والتصفية للجمعية، وهو ما اعتبره رئيس الجمعية ويدعى هشام سالم، وهو رئيس منظمة “الصابرين” في غزة، التي تتهم بالتشيع، إلى وصف القرار بالتعسفي.
واستعرض الرجل في رد عريض كيف قدمت الجمعية خدمات في مجال الرعاية والإغاثة لفقراء غزة ومن شردوا في الحرب، وتحدث عن مشاركة العديد من مسؤولي حماس في نشاطات الجمعية السابقة، وسط توجيهه لانتقادات شديدة للقرار.
وبالعودة إلى ما حدث، فقد أكد المحلل السياسي المقرب من حماس أن الحركة تعلم أن هذه الخطوة بإغلاق هذه الجمعية بذريعة قيامها بـ “نشاطات سياسية”، تبعد حماس مسافات كبيرة عن بوابات طهران، خاصة وأنها ألحقت بالخطوة الأكبر وهو عدم تعليق أي من قادة حماس بالرفض على قرار السعودية الذي تبنته غالبية الدول العربية فيما بعد، باعتبار حزب الله “منظمة إرهابية”.
وقبل أيام قليلة فقط سألت أحد القنوات الفرنسية مشعل عن رأيه في قرار تصنيف حزب الله الجديد، فرد بالقول “لا تعليق”، وهو ما جعله يتعرض لهجوم إعلامي من أحد المواقع المقربة من الحرس الثوري الإيراني.
على العموم فإن هذه الخطوات العملية على الأرض التي اتخذتها حماس أنهت كل التحليلات التي كانت تتحدث عن رغبة الحركة بالعودة للتقارب مع إيران من جديد، وأظهرت رغبة حماس بالعمل تجاه التقرب من المحور السني و فتح علاقات أكبر وأوسع مع السعودية، وانجاز زيارة جديدة للرياض بعد تلك الزيارة التي كانت في يوليو الماضي بعد سنوات من القطيعة.
وقالت الصحيفة أنه لغاية اللحظة لم يتم الاتفاق على موعد زيارة وفد حماس للسعودية، لكن هناك توقعات أن تكون قريبة وأن يشارك فيها وفد الحركة القادم من غزة بعد أن أنجز لقاءات مع المسؤولين المصريين.
وبالعودة إلى زيارة وفد حماس للقاهرة التي أكدت مصادر خاصة للصحيفة ذاتها” سابقا أن السعودية ساهمت في اتمامها، أكد ذلك أحمد يوسف القيادي في حماس في تصريحات صحفية، رغم نفي الحركة لها، وربما كان النفي هذا راجع لرغبة الحركة في عدم الحديث العلني عن الدخول في المحاور، وهو ما عبر عنه الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي حين قال في تصريحات صحفية أن حماس لا تريد أن تلعب لعبة المحاور.
وفي مدينة رام الله لم يعلق أي من قادة حركة فتح على ما يدور حولهم من أحداث سياسية خاصة بعد فتح القاهرة أبوابها من جديد أمام حماس، وفي ظل ما يرد من معلومات عن تحسن العلاقات بشكل أكبر بين الحركة والسعودية، وهو أمر من شأنه أن يضعف حجة الحركة ورئيسها محمود عباس “أبو مازن” في الضغط على حماس من جهة العرب، كما كان الامر سابقا.