أهداف اسرائيل من استهداف الاعلام الفلسطيني
غزة / خاص سوا/ يبدو أن الاعلام الفلسطيني بات يشكل خطراً على الاحتلال، في ظل حالة التخبط والعجز وفشل جميع الخيارات الاسرائيلية لوقف الهبة الجماهيرية.
فإغلاق مكتب فضائية فلسطين اليوم في رام الله ، بالإضافة لوقف بث قناة الأقصى الفضائية، واعتقال ما يقارب 16 صحفياً في سجون الاحتلال محاولة للتعتيم على الانتهاكات اليومية للجيش الاسرائيلي واخماد الهبة الحالية.
كما ويعكس حالة الارباك التي يعيشها قادة الاحتلال بعد إصدارهم الأوامر بملاحقة الصحفيين واستهداف الاعلام الفلسطيني بتهمة "التحريض".
واستبعد مراقبون أن ينجح الاحتلال في اخفاء جرائمهم بحق الفلسطينيين ومنع استمرار الهبة الجماهيرية عبر استهدافه للإعلام الفلسطيني، مرجعين ذلك إلى التطور الكبير في أدوات الاعلام وتقنياته والخبرة التي وفرت له تربة خصبة تمكنه من البقاء.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب أن الإعلام الفلسطيني بات موازياً للكفاح المسلح وداعماً أساسياً للهبة الجماهيرية، مشيراً إلى أن الاحتلال توجه لمحاربته بعد شعوره بالخطر الذي أصبح يشكله الاعلام عليه.
وأوضح حبيب في حديثه لوكالة "سوا" الاخبارية أن إغلاق الاحتلال للمؤسسات الاعلامية الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية يدلل على عدم وجود حصانة لأي منطقة رغم اتفاق أوسلو والتقسيمات المعتمدة بين الجانبين.
وأكد أن محاربة الاحتلال للإعلام الفلسطيني بتهمة "التحريض" هو شكل من أشكال الخداع، مبيناً أن الاجراءات العنصرية الاسرائيلية هي التي تحرض الفلسطينيين على المقاومة والانتفاض في وجه المحتل.
ويتفق الكاتب والمحلل السياسي د. ابراهيم أبراش مع سابقه، لافتاً إلى أن تلك المحاولات دليل على ضعف الموقف الاسرائيلي وهشاشته، وأن "الكلمة" أصبحت تؤثر عليه وتفضح تصرفاته لدى الرأي العالمي.
وقال أبراش لـ"سوا" إن حرب الاحتلال ضد الفلسطينيين شاملة ومعممة ولا تقتصر على الخيار العسكري وحسب، وإنما تمتد لحرب عسكرية واقتصادية وثقافية واعلامية، مشيراً إلى أن الحرب الاعلامية من اهم مصادر الصدام والمواجهة بين الشعوب والدول نظرا لقوة تأثيرها.
وأضاف أن نهوض الاعلام الفلسطيني تزامناً مع زيادة الفضائيات والاذاعات، جعل اسرائيل تخشى تأثيره على الرأي العام العالمي، ودفعها لمحاربته بشتى الوسائل.
واستبعد أبراش أن تنجح حملات الاحتلال في طمس الحقيقة واخفاء جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، منوهناً إلى أن تلك الحملات ستواجه برفض دولي وعالمي ولن تستمر طويلاً.
وبالعود إلى حبيب فقد بيّن أن تقنيات الاعلام الحديثة والتطور النوعي في الاعلام الفلسطيني عبر الخبرة المتراكمة جعل اجراءات الاحتلال لا قيمة لها، لا سيما وأنه أثبت جدارته وقدرته وأصبح أداة من أدوات المواجهة.