أعلن الدكتور ايهاب بسيسو عن حفل اعلان لليوم الوطني للثقافة الفلسطينية في قصر الثقافة ب رام الله العامرة، لتستمر من بعدها الفعاليات في مختلف محافظات الوطن إلى ذكرى يوم الأرض .

السيد وزير الثقافة بصفتك وزير لثقافة دولة فلسطين والتي تُصَنِّف نفسها جغرافيًا بمحافظات الشمال (الضفة الغربية) ومحافظات الجنوب (قطاع غزة ).

السيد وزير الثقافة، ألا ترى أنكَ لم تُشرِك قطاع غزة والذي هو جزء أصيل من الوطن، بهذا الاعلان الوطني ليوم الثقافة الفلسطينية، والفعاليات التي ستُقام على شرفه، أليست هذه سقطة لا تكون من شاعرٍ يعرف خبايا الأمور جيدًا، ويعرف أن غزة شبه مهمشة من ناحية الرعاية الثقافية وتمثيل الوطن، وكأنها صارت جزء لا يمت للوطن بصلة، أنا هنا لا أتحدث عن الشعارات التي تقول غزة في القلب وهالمجر .. هذه شعارات لرفع العتب، لا أكثر ولا أقل، إن لم تُترجم فعليًا على الأرض.

لا تريد غزة أن تكون حملًا ثقيلًا على أحد، ولن تقبل أن يكون حضورها شكلي لملئ المقاعد _ حتى هذا لم يحصل _ غزة على امتداد تاريخها كانت رافعة للثقافة الفلسطينية، ليس هذا تحيزًا، بل هو ارث وحقيقة مثبتة على الأرض ولا أظنها تخفى عليك شخصيًا وأنت ابن غزة، والتي توسمت بك، وتوقعت منكَ أن تكون الابن البار بها، وما زالت تنظر لك هكذا، وتتوقع منك الانصاف.
 

لم يكن أي خلاف عليك منذ توليك لمنصب الوزارة، بل كتب الكل لك مهنئًا، ومتوسمًا الخير بأن  شاعرًا هو من تقلد منصب وزير الثقافة. سيدي الذين كتبوا لك مهنئين، هل راجعوك في أمر تجاهل غزة، هل صارحوك أم داهنوك، أم اكتفوا بالأحاديث المغلقة كي لا يخسروا سفريّة هنا أو تمثيلِ هُناك، أو طباعة كتاب على حساب الوزارة ؟

سعادة الوزير، لا ثقافة فلسطينية بلا غزة، من ينتمي إلى غزة يكبر بها، ويتشرف ويرفع الرأس تفاخرًا، ولا تثنيه أي خلافات، أو اختلافات عن مناصرتها، فالثقافة هي العنصر الجامع، وهي الحصن الأخير الذي يتقوى به الجميع، فلا تخلطوا السياسة وخلافاتها في الثقافة وإلا لن تختلف عن غيرك من الوزراء، فلو كان عليك ضغوط فدعها، فالمناصب عند الأكارم تتشرف بمن يتقلدها، والعكس صحيح.

ما جرى منكم غير مقبول، وليس له عذر، بل يستوجب الاعتذار الصريح، أخاطبك بلسان الصديق الغيور عليك قبل أي شيء، ناقلًا لك لوم بعض الكتُاب الخائفين على مناصبهم، فالقابض اليوم على رأيه كالقابض على الجمر، كنا سنقبل الأمر لو كان من أحدٍ غيرك، فلا تدعهم يجففون منابع غزة بإسفنج أهلها، حينها عليكَ الاختيار، فالتاريخ يُسجِّل، وغزة تحفظ أسماء من همَّشوها ومن أكرموها جيدًا، خاصة لو كانوا من أبنائها.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد