(صور) الطفلان ياسين وإسراء.. جمعتهما الأخوة وفرقتهما قذيفة
غزة / خاص سوا/ صبا الجعفراوي/ ما لبثت أن صعدت روح الطفل ياسين أبو خوصة إلى خالقها، حتى لحقت به شقيقته الطفلة إسراء التي لم يحتمل جسدها النحيف شظايا قذيفة الاحتلال الغادرة، التي تسللت من شرفة منزلهم الواقع في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وقصفت طائرات الاحتلال الاسرائيلي أرضاً خالية مجاورة لمنزل عائلة أبو خوصة البسيط المغطى بسقف من "اسبست"، بصاروخ واحد على الأقل.
تلك اللحظة التي رافقت سقوط القذيفة تناثرت فيها أحلام طفولة ياسين الذي نام بهدوء على أن يغدو صباحاً برفقة إخوانه وأصدقائه كعادته اليومية، إلى مدرسته لكن لم يكن له ما أراد.
فبين لحظة وضحاها، تناثرت كتب ياسين ولم يبق في حقيبته المدرسية قلم أو دفتر، وتوقفت أحلام طفولته في ساعات الفجر الأولى، حينما تسللت قذيفة إسرائيلية إلى غرفته بشمال قطاع غزة لتعلن قتل ابتسامة طفولته.
فلم يستطع الطفل ياسين ابن العشرة أعوام ن يوفي بوعده لأمه بأن يحفظ دروسه ويجتهد في دراسته أكثر، بعد أن قبّلها للمرة الأخيرة قبل أن ينام، لتستيقظ والدته على صوت انفجار قوي استهدف موقعاً عسكرياً بجوارهم فجر اليوم، أدى إلى استشهاد ياسين وإصابة أخته إسراء اصابة خطيرة."
"استشهد في حضني، نزف حتى الموت ولم أستطع أن أفعل شيء سوى أن أصرخ وأستنجد في أي أحد لينقذنا، لم أقدر أن أحميه" تقول والدة ياسين لـ"سوا" بعد أن ألقت نظرة الوداع الأخيرة على طفلها.
وتتابع الأم والدموع تذرف على وجنتيها "ما ذنبنا أن يقتل أطفالنا ويحرموا من الأمان، منزلنا قصف مرتين في الحروب السابقة، ولم يعوضنا أحد، وطالبنا بتعويضنا بمكان أكثر أمنا ولكن لم يسمع صوتنا أحد".
وناشدت أم ياسين المسؤولين بتعويضهم عن منزلهم الذي دمر، ونقلهم لمنطقة آمنة بعيداً عن المناطق الحدودية الخطيرة، قائلاً " راضية أن أعيش في خيمة ولكن بعيداً عن المناطق التي تتعرض للقصف، أريد أن يعيش أطفالي الباقيين بأمان".
ونجت عائلة الطفل ياسين في الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014، بعد أن استهدفت طائرات الاحتلال منزلهم، نظراً لخطورة موقعه المجاور لموقع عسكري تابع لكتائب القسام في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وحول لحظة الاستهداف، يقول سلمان أبو خوصة والد الطفل ياسين لـ"سوا" "سمعت صوت زوجتي تصرخ وتقول "ماتوا ماتوا" استيقظت من نومي ووجدت أطفالي ياسين وإسراء غارقين بدمائهم ، تأخر الاسعاف بالوصول مما اضطرنا الى نقلهم على دراجة نارية إلى المستشفى".
ووصف أبو خوصة استهداف الاحتلال بالعمل الجبان، قائلاً بنبرة غضب "لا أعلم ما هدف إسرائيل من وراء قتلها لأطفال أبرياء آمنين في بيوتهم".