طفلة فلسطينية من سوريا تقرر ترك مدرستها بحثاً عن وطن

ماري فاعور

أنقرة / سوا /  قررت ماري فاعور الطفلة الفلسطينية السورية ذات الثمانية أعوام والتي كرّمها وزير التعليم التركي لتفوقها، ترك مدرستها في ولاية «قيصري» التركية بحثاً عن وطن، لعدم منحها تصريح إقامة على الأراضي التركية كون عائلتها ممن يسمون بـ»فلسطينيي السبعين» الذين رفض النظام السوري منحهم أي وثائق وقد بلغ عددهم في سوريا فقط عام 2011 وفق إحصائية غير رسمية نحو سبعين ألفاً.


وجاء قرار ماري في تسجيل مصور مدته ثماني ثوان نشرته على صفحتها الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» كانت قد وجهته لأصدقائها الأتراك بلغة تركية سليمة، كما وعدتهم أيضا بأنها ستخبرهم عندما تجد وطناً يستقبلها وعائلتها، وفي ذلك الوقت ستعود إلى المدرسة لتتابع تعليمها.


« القدس العربي» التقت ماري وسألتها عن سبب اتخاذها لهذا القرار فأجابت: لقد نلت المرتبة الأولى في مدرستي ولكن مدير المدرسة رفض إعطائي أية وثيقة، فأثّر ذلك في نفسي كثيراً وأحسست بالخجل أمام زملائي، وعدت حزينة إلى المنزل، أخبرت والدي بما حصل فوعدني بإيجاد حل قريب، وطلب مني نسيان الأمر.


وأضافت «لم أستطع نسيان ما حصل وبدأت أفكر لماذا حصل جميع زملائي على وثائق من المدرسة وعادوا فرحين بها إلى أهاليهم، بدأت أقارن بيني وبينهم، فلم أجد أي فارق، لقد سمعت كثيراً من عائلتي أننا فلسطينيون، ولا نملك جوازات سفر أو بطاقات شخصية، لكن ذلك لم يحرمني من شيء أحببته أبداً قبل هذا الوقت».


وتابعت ماري «لطالما أحببت حقيبتي وكتبي ودفاتري لكنني قررت هذه المرة أن أغيب عنهم لبعض الوقت بحثاً عن وطن وعندما أجد وطنا لي ولعائلتي سأعود بالتأكيد إلى المدرسة لأبقى متفوقة دائماً كما كنت ولن أدع أي شيء يقف في طريقي».


ومحمد فاعور الشقيق الأكبر لماري قال لصحيفة القدس العربي، «لم نعلم كيف سنواسي ماري في ذلك اليوم الذي عادت فيه من المدرسة وهي حزينة على غير عادتها، إلا أن إحدى معلماتها عن طريق علاقاتها الخاصة أوصلت الأمر إلى وزير التعليم التركي احتجاجاً على تصرف مدير المدرسة، فما كان من الوزير بعد أيام عدة من الحادثة إلا أن اتصل بماري هاتفياً وهنأها على تفوقها وأرسل مدير التعليم في ولاية «قيصري» شخصياً ليقدم لها وثيقة مع بعض الهدايا».


وأضاف محمد أن مديرية الأمنيات في ولاية «قيصري» اتصلت بعائلته وطلبت منهم الحضور كي يتم منحهم وثائق إقامة مؤقتة كالتي يتم منحها للسورين، مشيراً إلى أن الوقت كان قد فات حيث قرر والده الهجرة إلى أوروبا بعد ما حدث لماري حيث أنه في الأساس كان قد غادر سوريا من أجلها للتغيرات التي طرأت على نفسيتها بعد أن قصف النظام السوري منزلهم في « مخيم اليرموك » جنوبي العاصمة السورية دمشق.


وختم محمد «لطالما كانت ماري تظن أن الوطن شيء يمكن تحسسه باليد أو هو عبارة عن جواز سفر أو بطاقة شخصية فهي لم تقاس ما يتعرض له الفلسطينيون الآخرون في تركيا وغيرها، خاصة أمثالنا من فلسطينيي السبعين فلا يوجد دولة في العالم تستقبلنا، أو تعترف حتى بحقوقنا كبشر، مشيراً إلى وجود آلاف العالقين في المنطقة العازلة على الحدود المقدونية فلا «اليونان» تسمح لهم بالعودة إلى أراضيها ولا «مقدونيا» تسمح لهم بالدخول».

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد