وسط ارتفاع معدلات البطالة: الأونروا توفر فرص للشباب

أحمد العطار

غزة / سوا / يعتبر قطاع غزة من أكثر أماكن العالم الذي يرتفع فيه معدلات البطالة وفقاً لما ذكره البنك الدولي،وبحسب المركز الفلسطيني للإحصاء،فقد انحدر معدل البطالة العام في قطاع غزة في الربع الرابع من العام 2015 إلى 38.4%،وبينما شكلت نسبة الانخفاض 4.3% مقارنة بالربع السابق -،فإن معدل البطالة يبقى في مستوى مرتفع وخصوصاً بين الشباب في قطاع غزة. وفي الربع الثالث من العام 2015 ومع معدل البطالة الذي يصل إلى حوالي 63% بين أوساط الشباب، وبنسبة 66.3% بين أوساط الشباب اللاجئين، كما أن الأعداد والنسب بين أوساط النساء أكثر قساوة في الربع الثالث لعام 2015، حيث ذكر المركز الفلسطيني للإحصاء أن المعدل أكثر من 84%.

 

وفي ظل مجتمع ممزق من الصراعات المتكررة والإنتشار الواسع للفقر، وتصاعد حالة الضعف وعدم الإستقرار السياسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن البطالة بين أوساط الشباب من الممكن أن تزيد من حالة الإحباط والغضب والشعور بفقدان الأمل ومن الممكن أن تؤدي إلى حالة اليأس.

 

تساهم الأونروا في تخفيف هذا الآثار الإجتماعية والإقتصادية الصعبة من خلال تدخلات التوظيف المتنوعة، وبالتركيز على الشباب، تقدم الأونروا التدريب المبني على المهارات من خلال مراكزها للتدريب المهني في مدينة غزة ومدينة خانيونس من أجل زيادة فرصهم في سوق غزة الذي يتسم بالتنافسية العالية في التوظيف.

 

وتقدم الأونروا أيضاً فرص توظيف للشباب الموهوبين والمبدعين، يعمل أحمد العطار البالغ من العمر 23 عام منذ يناير 2016 ككاتب في مركز تأهيل المعاقين بصرياً التابع للأونروا في مدينة غزة، حيث يعتبر نفسه محظوظاً لتمكنه من المساعدة في إعالة أسرته من خلال وظيفة لدى الأونروا.

 

وقال بشيء من الفخر "منذ حصولي على هذه الوظيفة، أشعر أن عائلتي ازدادت ثقتها بي، لدي الآن مزيد من المسؤوليات تجاههم حيث أساهم في إعالة الأسرة".

 

وقد عانى أحمد في الماضي عندما تعرض لحادث وهو في الخامسة من عمره أدت إلي إعاقة تلازمه مدى الحياة، وقال أنه بعد الحادث فقد تقديره لذاته وثقته بنفسه.

 

يتذكر أحمد ذلك قائلاً "لقد شعرت أنني فاشل، ولم أكن محفزاً وشعرت باليأس، ولكن يوماً ما قررت أن أقف وأن أركز على التعليم وأن أمضي نحو أحلامي، وبالرغم من جميع الصعاب، فقد كانت أسرتي – خصوصاً إخوتي وأخواتي – ومعلمي في مدارس الأونروا مشجعين وداعمين لي".

 

بعد تخرجه من التخطيط التنموي من جامعة العلوم التطبيقية في غزة في شهر سبتمبر 2015، عمل أحمد في مركز إعادة تأهيل محلي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة لمدة ثلاثة أشهر إلى أن حظي بفرصة العمل في الأونروا.

 

وقال أحمد " أعمل في مركز تأهيل المعاقين بصرياً ككاتب ومعظم مهامي مهام إدارية، ومع ذلك، منذ الصباح أذهب إلى العمل بنفس الباص الذي ينقل الطلاب المعاقين بصرياً إلى المركز هنا، حيث أقدم لهم ما يحتاجونه من مساعدة أو استشارة"، وأضاف أيضاً "أتمنى أن يحصل الشباب في قطاع غزة على نفس فرصة العمل وأن نعيش في جو من السلام والآمان، وأتمنى بالفعل أن يحصل الجميع على الفرص لتحقيق طموحات وآمال حياتهم".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد