خيبة أمل..العرب يفوتون فرصة تاريخية لرئاسة الفيفا
زيوريخ/سوا/ استبشرت الجماهير العربية بتواجد شخصيتين عربيتين في السباق نحو عرش الكرة العالمية، من خلال تواجد البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم، والأردني الأمير علي بن الحسين، وانتظروا تحقيق "الحلم" بتواجد شخصية عربية على رأس أكبر صرح كروي في العالم، لكن وبعد أن وصلت اللقمة للفم، اتفق العرب على ألا يتفقوا.
أخطاء استرتيجية
قد يستغرب البعض كيف لم يتفق العرب في هذه الانتخابات وهم دخلوا بمرشحين من أجل الظفر برئاسة الفيفا، وهنا يكمن الخطأ الكبير المتمثل بترشيح شخصيتين عربيتين في سباق رئاسي واحد، الخطأ الأول تبعه خطأ ثان ظهر في عملية التصويت ومرحلة الانتخابات. أخطاء كثيرة ارتكبها العرب في انتخابات الفيفا، ولم يعرفوا قيمة وصول مرشح عربي إلى مقعد رئاسة أكبر مؤسسة رياضية في العالم.
عندما دخل الأمير الأردني علي بن الحسين الانتخابات الماضية في حزيران/يونيو 2015، حصل على حوالى 75 صوتاً، وقتها كان الاتحاد الدولي يعيش أصعب الظروف في ظل زلزال الفيفا، وكان الجميع يُطالبون بسقوط بلاتر وولايته، وأول المعارضين كان بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي السابق، فالرئيس الأوروبي طلب من جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي تحويل الأصوات نحو الأمير بدلاً من بلاتر وعددها 53 صوتاً أوروبياً، وهو ما جعل المرشح العربي يحصل على 53 صوتاً أوروبياً و22 صوتاً من مختلف الدول.
لم يقرأ المرشح الأردني هذه المعطيات بجدية قبل الترشح الثاني، لأن جزمه أن الحصول على 75 صوتاً أمر سهل والمنافس ليس بلاتر، وهي نقطة الضعف التي لعب عليها إنفانتينو لخلق الاختلاف بين الأصوات العربية.
على الأرض وفي الانتخابات الأخيرة حصل الأمير علي على 27 صوتاً في الجولة الأولى، التي كانت إشارة واضحة إلى رغبة الناخبين، وبالتالي فإن الأمير علي حصل على أصوات خمس دول غير الـ 22 التي صوتت في حزيران/يونيو الماضي، والـ 53 صوتاً أوروبياً أصبحت ملكاً لإنفانتينو.
اتفاق كان يمكن أن يقلب المعطيات
المرشح البحريني، سلمان بن إبراهيم آل خليفة، هو شخصية كروية قوية يكفي أنه رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، حظي بدعم كبير داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم، وفعلاً أثبت ذلك لأنه نافس بشراسة مع إنفانتينو وحصل على 85 صوتاً مقابل 88 لإنفانتينو في الجولة الأولى، وهنا بدأت حكاية "اتفق العرب على ألا يتفقوا".
قبل انطلاق الانتخابات كان المرشح الأردني الأمير علي يعرف جيداً من سيصوت له، وبعيداً عن كل الخفايا الانتخابية وما كان يحصل داخل غرفة اختيار المرشحين، ويرى البعض أن الأمير علي كان مطالبا بالسير بخطة بديلة وهي أنه في حال حصوله على نسبة لا تُنافس في الجولة الثانية، وليست بحجم أصوات الشيخ سلمان، أن يعمل على تحويل الأصوات التي حصل عليها لصالح سلمان، لأنه كان بحاجة إلى 19 صوتاً فقط من أصوات الأمير علي والمرشح شامبين، الذي حصل على أربعة أصوات في أول جولة.
ومن هذا المنطلق كان يجب على الأمير علي أن ينسحب قبل انطلاق الجولة الثانية، ويكون انسحابه بمثابة رسالة واضحة مفادها أنه يدعم المرشح البحريني سلمان، وهنا يأتي الدور على الأصوات التي منحت صوتها لصالح الأمير علي، إن كانت عربية أو غير عربية، فهذه الخطة كان يجب أن يفصح عنها علي للدول الداعمة قبل انطلاق الانتخابات، لكي يقلب العرب الطاولة في الجولة الثانية، والعكس صحيح لو حصل علي على النسبة الأكبر من الأصوات، كان انسحاب الشيخ سلمان سيكون بمثابة فرصة ذهبية لصعود مرشح عربي.
كان المفروض أن يحصل اتفاق بين المرشحين العربيين قبل دخول الانتخابات لكن مع الأسف لم يتفق العرب، ولم يختاروا المرشح الأقوى لمنافسة إنفانتينو، رغم أن الفرصة كانت ذهبية لتحقيق الحلم العربي، أهدر العرب أصواتهم يميناً ويساراً من دون دراسة الترشيحات بالشكل المطلوب، وكأنهم اعتقدوا لوهلة أن العرب يملكون نصف أصوات الاتحاد الدولي لكرة القدم.
البعض الآخر يرى أن الأمير علي وخلال مواجهته مع بلاتر، لم يجد بدوره مساندة قوية من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وبأن جملة هذه الأصوات كان يمكن أن تلعب لصالحه وتغير المعطيات، وتطيح بالسويسري بلاتر، ومن هذا المنطلق فإنه كان محقا في موقفه وأنه فقط أعاد نفس الموقف الذي تلقاه.