إسرائيل تحاول منع تحول الهبة لانتفاضة مسلحة واسعة
تل ابيب/ سوا/ رغم مرور خمسة أشهر على بدء الهبة الشعبية الفلسطينية، إلا أن أجهزة الأمن الإسرائيلية لا تعرف كيف تعرّفها وتسميها. كذلك تعتبر هذه الأجهزة أن ثمة أمرا واحدا واضحا، وهو أن هذه الهبة لن تخبو في المستقبل المنظور.
وكتب المحلل العسكري للقناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، ألون بن دافيد، في مقاله الأسبوعي في صحيفة "معاريف"، اليوم الجمعة، أنه "ليس لدى إسرائيل طريقة ناجعة لوقف العمليات"، مشيرا إلى أنه وقع حتى يوم أمس 228 عملية ومحاولة تنفيذ عملية طعن أو دهس، أسفرت عن مقتل 31 إسرائيليا. ولفت إلى أنه في اعتداءات باريس، في تشرين الثاني الماضي، سقط قتلى أكثر من عدد القتلى الإسرائيليين في عمليات على مدار العشر سنوات الأخيرة.
وأضاف بن دافيد أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن الوضع الحالي للهبة الفلسطينية لن يبقى على حاله لفترة طويلة، وإنما سيتصاعد، وتتحول الهبة إلى انتفاضة واسعة ومسلحة "والسؤال هو ليس ما إذا كان هذا سيحدث، وإنما متى سيحدث".
ورأى المحلل أنه على خلفية مستوى الاحتكاك اليوم بين قوات الاحتلال والمستوطنين وبين الفلسطينيين في الضفة الغربية، فإن "وتيرة الأحداث العفوية يمكن خلال يوم واحد أن يضم إلى المواجهة عشرات آلاف المسلحين وجر إسرائيل إلى حرب".
وأضاف أن الجهد الأساسي الذي تبذله أجهزة الأمن الإسرائيلية هو باتجاه منع اتساع الهبة الفلسطينية، وأن الاحتلال "يرغب في إبقاء ناشطي التنظيم (أي شبيبة حركة فتح) والغالبية العظمى من السكان الفلسطينيين خارج دائرة العنف. وهم ما زالوا خارجها حاليا. ولو انضم التنظيم إلى العنف الحالي لكنا في مشهد آخر، معقد ومليء بالضحايا".
ومثلما هو حال الآراء الإسرائيلية، كتب بن دافيد أنه "لا يوجد حل لهذا الصراع"، معتبرا أن لدى جيش الاحتلال مقترحات لتسويات محلية مقابل الفلسطينيين، "بإمكانها أن تغيّر الأجواء وتُسكت العنف".
وأشار إلى أمثلة على ذلك، بأن الجيش الإسرائيلي ورئيس أركانه، غادي آيزنكوت، أشاروا خلال مداولات مع حكومة بنيامين نتنياهو ، إلى عدة احتمالات، بينها منح تسهيلات لقطاع غزة ومنطقة الأغوار وشمال الضفة الغربية.
وأردف بن دافيد "لكن ثمة شكا إذا كانت القيادة (الإسرائيلية) المبنية على التخويف، وليس على منح الأمل، تستمع إلى مقترحات الجيش الإسرائيلي. ويبدو أن الهلع هو ما يميز المجتمع الإسرائيلي اليوم". ولفت إلى أن الإسرائيليين يتقمصون دائما دور الضحية، وحذر من أن "جيراننا أيضا يشخصون هذه الأجواء ويمتطون عليها".