أسيرات محررات: يستنكرن عجز القانون الدولي والعالمي عن حفظ حقوق الأسرى
غزة / سوا / استنكرن أسيرات محررات عجز القانون الدولي والعالمي عن حفظ حقوق الأسرى والتمييز العنصري في إهمال قضيتهم وقضية الأسرى المضربين عن الطعام.
جاء ذلك خلال الندوة ثقافية بعنوان " دور المرأة في دعم القضية الفلسطينية"، والتي نظمتها وحدة المرأة بوزارة الثقافة بالتعاون مع الإدارة العامة للشؤون الثقافية والمراكز ببلدية غزة، بمشاركة مجموعه من الأسيرات المحررات وزوجات الأسرى للحديث عن تجاربهن النضالية في دعم القضية الفلسطينية.
وحضر الندوة مدير وحدة المرأة بوزارة الثقافة أ. رندة الشرفا، ومدير عام الشؤون الثقافية ببلدية غزة م. عماد صيام، وعضو شؤون اللاجئين أ. فدوى الشرفا، ومدير مكتبة بلدية غزة، و أ. حسن أبو عطايا، وعدد من الجمعيات والمؤسسات.
من جانبها رحبت رندا الشرفا بالحضور، وخصت بالذكر الأسيرات المحررات وقالت: إن الأسيرات سطرن بنظالهن وكفاحهن أسطورة الصمود والتحدي، وصمدن لقهر وبطش السجان".
وحيت الشرفا صمود الأسير الصحفي محمد القيق المضرب عن الطعام لليوم الـ83 على التوالي قائلة: إن القيق يواصل تحديه ويخوض نضاله في الإضراب عن الطعام، احتجاجاً على الاعتقال الإداري".
وطالبت الشرفا كافة الجهات والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الصحفي القيق، والتحرك السريع لتحريره وإطلاق سراحه.
وقدمت مدير وحدة المرأة التحية لأرواح شهداء فلسطين وخصت بالذكر شهيدات انتفاضة القدس اللواتي انتفضن في وجه اعداء الإنسانية.
وثمن مدير عام الشؤون الثقافية ببلدية غزة م. عماد صيام هذه الندوة التي وصفها بأنها تبرز التضحيات للأسيرات ودورهن النضالي في دعم القضية الفلسطينية، وأشار إلى ان هذا اللقاء ضروري ليصل صوت الحرائر للعالم أجمع بصمودهن وتضحياتهن، مقدماً الشكر لوزارة الثقافة على إقامة مثل هذه اللقاءات الثقافية والوطنية.
بدورها قالت المحررة فاطمة الزق : لقد قدر الله أن أكون أسيرة وأن أعيش في ظلمات السجون وبعد أن تركت كل شيء من أجل الله ومن ثم وطني الغالي وتركت ورائي 8 أبناء كان أكبرهم في العشرين وأصغرهم عمره كان 3 سنوات ونصف وتركت زوجي وأهلي وأحبائي، توجهت إلى معبر بيت حانون " إيرز " لتنفيذ عملية استشهادية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وخلال مروري للمعبر أوقفني الجنود الإسرائيليين واعتقلوني لوصول معلومات عني، وتمت عملية مصادرة حاجياتي والجوال والمال وكتيبات وأوراق ولقد واجهت صنوف الإهانات والإذلال والتعذيب النفسي والجسدي من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي ومخابراتهم أثناء اعتقالي في أحد مكاتبهم في معبر بيت حانون ولقد منعوني من أداء الفريضة والصلاة وحاولي استفزازي بشتى السبل ولكن دون جدوى فلقد كنت بحمده تعالى صابرة وقوية الإرادة وصامدة".
وأضافت الزق بأنها توقعت كل شيء من الإسرائيليين وكان " الفشل والنجاح أمام عيونها وما التوفيق إلا من عند الله وهذا مقدر كان ومكتوب وأكملت تم تحويلي إلى زنازين عسقلان ولم أكن أعلم بأنني حامل بل اتضح ذلك وعرفت بهذا الخبر بعد إجراء الفحوصات الطبية بمجرد دخولي لزنازين سجن عسقلان، في البداية تألمت كثيرا لأنني كنت أتمنى أن يولد جنيني في وسط أسرته وعائلته ومن ثم فرحت لأن الله أكرمني بأعظم هدية تؤنس وحدتي وهي ولدي الصغير " يوسف " فكان الحمل نعمة عظيمة لي وهبني إياها الله سبحانه وتعالى وواجهت عذابات وحرمان وضغوطات نفسية وجسدية في زنازين السجن حيث وضعوني في زنزانة تحت الأرض مكتظة بالحشرات وكان الصرف الصحي يملأ المكان" .
وقالت الأسيرة المحررة فاطمة الزق أنها كانت ترتعد من شدة البرودة حيث أصابتها بحسب وصفها حساسية شديدة من شدة القاذورات داخل الزنزانة وأصابها بثور صديدية في الرأس إلى جانب الشبح لساعات طويلة على كرسي حديدي في مكتب التحقيق وهي مكبلة بسلاسل حديدية من اليدين والرجلين إلى جانب الجلسة الانحنائية لساعات طويلة أيضا .
وتابعت: عذبوني نفسيا وجسديا باستخدام جهاز كاشف الكذب وشبك أسلاك كهربائية في كافة أنحاء جسدي لساعات طويلة وعلى مدار 3 أيام حاولوا فيها إجهاضي لأكثر من مرة بتقديم حبوب غير معروفة ولكنني كنت أتصرف فيها بكل حكمة ودقة . وتعرضت للضرب بلكمات في وجهي من قبل ضابط المخابرات الإسرائيلي ومن ثم تم نقلي من الزنزانة الأولى إلى زنزانة ثانية وثالثة حيث تتواجد العصافير " العملاء " لكي ينتزعوا مني المعلومات فلم أتفوه بأي كلمة تؤذي أحدا من المجاهدين .
وأفادت الأسيرة المحررة أم محمود الزق بأن ضباط وجنود الاحتلال أخذوا يسبونها ويشتمونها ويبصقون عليها ثم وضعوها في زنزانة أشبه بالقبر،
وتضيف الزق مستذكرة تلك العذابات في سجون الاحتلال الإسرائيلي " فعلا كنت أموت آلاف المرات لأن الزنزانة تفتقد للنور والأكسجين وكانت زنزانة موت فالأوساخ على الجدران ورائحة دخان السجائر والصرف الصحي يملأ المكان، في الفترة الأولى من التحقيق لم أذق للنوم طعما " وكان التحقيق طويلا ومميتا وعلى مدار الساعة وليلا ونهار .. وأشارت إلى أنها أضربت عن الطعام رغم الحمل والمعاناة والألم والظرف الإعتقالية السيئة .
وذكرت أنه قد أصابها نزيف حاد وكادت تفقد جنينها وعندما علموا بالخبر وبنزيف الجسد والروح صالوا وجالوا فرحين ولم يضعفوها أو يكسروا إرادتها وإنما زادها ثقة وثباتا وإيمانا واحتسابا شاكية لله عز وجل ظلم السجن والسجان .
وأوضحت الأسيرة المحررة الزق بأنه وفي اليوم الثامن عشر من العزل في الزنازين والتعذيب في التحقيق قابلت ممثلي الصليب الأحمر والمحامي وأبلغتهم بوضعها الصحي وبكل الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية بحقها كأسيرة وأنه بفضل الله أولا ثم بفضل جنينها وولدها يوسف تم نقلها إلى سجن هشارون النسائي بعد أن أمضت 21 يوما في زنازين عسقلان التي لا تصلح للحياة الآدمية حيث البرودة والرطوبة صيفا وشتاءا والحرمان من الأهل ومن الزيارة ومن أولادها ومن الملابس ومن أبسط حقوقها الإنسانية العادلة .
وأسهبت الزق بأن السجان الإسرائيلي حاول إجهاضها من خلال الدواء والعلاج الغير معروف وفي كل مرة كانوا يطلبون منها فحص الجنين ليس للمساعدة طبعا وإنما لقتلها مرتين ومرات وأنها كانت ترفض إجراء الفحص الذي يهدف لقتل جنينها وباءت محاولاتهم العديدة بالفشل وهزمتهم إرادتي الفلسطينية . وأثناء الولادة رفضوا أن يكون أهلي بقربي ولكن الله كان معي دائما حيث تمت الولادة بعد معاناة كبيرة مع الطبيبة العنصرية التي انتقم منها ربي ورب العالمين بعد الولادة مباشرة وكان الاحتلال قد قيدها خلال الولادة بالسلاسل من القدمين واليدين لثلاثة أيام متواصلة وبعد معاناة فكوا قيودها وكانت في المستشفى؛ حيث كانت تشعر بحسب وصفها بأنها في ساحة حرب وكانت الطبيبة الإسرائيلية العنصرية تصرخ في وجهها بأنها إرهابية وستلد إرهابيا .
واستذكرت الزق تجربة اعتقالها في السجون الإسرائيلية وولادة يوسف حيث قالت: جاء يوسف إلى الحياة ليبعث في نفسي أملا جديدا ولقد أبصر النور في ظلمات الزنازين، مؤكدة بأن الرحمة الإلهية لم تفارقها لحظة".
بدورها تحدثت الأسيرة المحررة سمر صبيح عن معاناة وصمود الأسيرات داخل سجون الاحتلال حيث تناولت حجم معاناة الأسيرات داخل السجون الصهيونية، والمعاملة السيئة التي يتلقينها، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال لا تتوانى عن استخدام كافة أساليب القمع والتعذيب ضد الأسرى في السجون من تعذيب جسدي ونفسي وعزل انفرادي وسوء تغذية وإهمال طبي وزرع العملاء داخل الزنازين بما يسمى (العصافير) .
موضحة ظروف اعتقالها وولادتها لطفلها البكر في المعتقل الإسرائيلي والقيود على يديها و رجليها دون مراعاة لحالتها لصحية وتجرع آلام المخاض دون وجود من يساندها وتشديد الحراسة عليها .
وبينت صبيح صمود الأسيرات بقولها ": رغم ما تعانيه الأسيرات إلا أنها تستطيع بقوة الإيمان وثبات اليقين، وإيماننا بقضيتها أن تجعل السجن وظروفه القاسية روضة من رياض الجنة، تحول المحنة إلى منحة . وصبرنا حتى الإفراج عنا ".
وعن دور زوجات الأسرى في دعم القضية الفلسطينية تحدثت السيدة بهية النتشة - زوجة الأسير ماهر الهشلمون من الخليل عبر الـ(skype) : بأن زوجة الأسير أمام أربع جبهات قتالية هي نفسك فأنتصري عليها وقرري أن تكوني منارة تضيء الطريق لنفسك ولغيرك بالأمل والصبر، أما الجبهة الثانية فهي الزوج والأولاد وقالت: اجعليه يشعر بأنك امتداده الخارجي كوني زاده بالأمل ووقوده الذي لا ينضب اسمعي منه الرضا في كل مره يسمع اخبارك وأبنائك كوني لهم مصدر قوة لا لعقدة نقص تزرع فيهم ولا مبرر لانتكاساتهم هم كأي طفل بل أفضل بكثير استثمري فيهم بكل سعادة".
أما بخصوص ثالث هذه الجبهات فهي المجتمع مردفة: كوني في خط الهجوم في جبهة الفعل لا تكوني في خط الدفاع ولا رد الفعل عبري عنك بكل قوة وادري من حولك بما ترغبين به انتى لا تضعي امامك الاعذار للخضوع ولا الخنوع لا لجملة" الظروف جبرتني " او "الموقف اقوى مني".
أما رابع هذه الجبهات فنوهت زوجة الاسير النتشة وقالت إنها جبهة الاعلام : أوصلي صوت زوجك وصوت كل أسير وعائلة أسير أمامك فرصة ذهبيه لإهداء زوجك دعوات خالصة من الكثير من المخلصين، وامامك مهمة عظيمة في نصرته و ايصال قضيته للعالم .. في النهاية
,واختتمت حديثها قائلة: أن الأمر ليس سهل لهذا اسميته "جبهة قتالية" فانت ستغرقين وسادتك بالدموع مساءا ولكن استيقظي صباحاً بأمل جديد كوني كالطفل لا يمل من أن يعتقد أن القادم أجمل".
وحيت عضو شؤون اللاجئين أ. فدوى الشرفا صمود ونضال الأسيرات المحررات، موجهة الشكر لوزارة الثقافة، وقالت: أن المرأة الفلسطينية لها دور كبير إلى جانب الرجل في مسيرة النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي ،مشيرة إلى أن الاحتلال حاول كسر إرادتها وإضعاف عزيمتها من خلال السجن والإذلال ولكنها خرجت من سجنها اقوى واشد عزيمة في مسيرتها النضالية.
وتخلل الندوة الثقافية فقرة شعرية للشاعرة آلاء عبدربه ألقت خلالها قصيدتين بعنوان: الأسير وجهة البدر الآخر، وقصيدة قلب أمي.