أسرار غياب عريقات عن الطائرة الرئاسية

الرئيس عباس وعريقات

رام الله / سوا / لم يكن الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين الذي عينه الرئيس محمود عباس  قبل أشهر قليلة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتحدى وقتها معارضة كبيرة من داخل حركة فتح، ضمن الوفد الرئاسي الذي زار مؤخرا عدة بلدان أجنبية، ومنها الزيارة الحالية التي يقوم بها أبو مازن إلى اليابان.

صحيفة رأي اليوم تواصلت مع عدد من المسؤولين بمدينة رام الله، ومنهم شخصيات قيادية مقربة من مؤسسة الرئاسة ومكتب أبو مازن، لكن أي منها لم تتحدث عن وجود خلال بين الرجلين (أبو مازن وعريقات).

لكن ذلك لم يمنع أحدهم من القول ان عدم حضور عريقات ليكون أكبر الشخصيات خلف أبو مازن في الزيارات الخارجية أمر غير مألوف، ولم يكن في السابق، سوى في حال كان لعريقات ارتباطات مهمة لا يمكن إلغاؤها، وهذا المسؤول تحدث العالم بالتفاصيل تحدث عن مرات سابقة رافق فيها عريقات الرئيس في جولات لدول أوروبية، ومنها كان يغادر إلى عواصم أخرى بمفرده، لوجود مواعيد وارتباطات لها علاقة بمقابلات مع مسؤولين دوليين وأمريكيين.

ورغم ما ساقه هذا المسؤول إلا أنه أيضا لم يؤكد وجود الخلاف، لكنه تحدث بلغة أخرى أشار خلالها إلى معارضة سياسات عريقات في التعامل مع الوضع القائم مع إسرائيل لتلك التي يحملها أبو مازن، وهنا ذكر بطلب عريقات المتكرر في اجتماعات ولقاءات سياسية بضرورة تطبيق قرارات منظمة التحرير بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وكذلك إيقاف العمل بالاتفاق الاقتصادي، وتحديد العلاقة السياسية، وهو أمر لم ينفذه أبو مازن، ولا زال يماطل في تطبيقه.

ولم ينس  هذا المسؤول التذكير بعملية اعتقال أحد الموظفين بمكتب عريقات من قبل جهاز المخابرات العامة الذي يتبع أبو مازن مباشرة، بتهمة التعامل مع إسرائيل.

وللعلم فقد اصطحب أبو مازن في زيارته الاخيرة لكل من جيبوتي، ومن بعدها إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا لحضور مؤتمر القمة الأفريقي، اصطحب معه الدكتور رياض المالكي ، وزير الخارجية، وعدد من المسؤولين، وهو أمر لم يكن في الزيارات والجولات الماضية معهود، إذ كان عريقات يقوم بدور المسئول الفلسطيني الدبلوماسي الاول، خلال الجولات الرئاسية.

ويحرص أبو مازن كثيرا على اصطحاب عريقات، كون الرجل أكثر رجالات السلطة الفلسطينية علما بتفاصيل العملية السياسية المتوقفة مع إسرائيل، لإشرافه المباشر على هذا الملف، وللقاءاته مع المسؤولين الأمريكيين، خاصة وأن مجمل جولات أبو مازن الحالية تتناول ملف المفاوضات المتوقفة، ودعوته لعقد مؤتمر دولي للسلام.

وهنا لا بد من التذكير أن أبو مازن هو من دفع بعريقات لتولي منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وه منصب يمثل عمليا “الرجل الثاني في المنظمة”، بدلا من ياسر عبد ربه، رغم اعتراضات قيادات كثيرة داخل حركة فتح، وأبرزهم الجنرال جبريل الرجوب.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد