حماس ودول الإقليم.. مؤشرات جديدة قد تذيب جبل الثلج
غزة / خاص سوا/ شهدت الآونة الأخيرة تحركات من حركة حماس ، في محاولة منها لإعادة ترميم علاقاتها مع دول الإقليم، والتي تمخضت مؤخراً عن زيارة وفد من الحركة لإيران.
فانطلق وفد برفقة عدد من قيادات بعض الفصائل من بيروت قبل عدة أيام متجهاً إلى العاصمة الإيرانية طهران.
تلك الزيارة وضعت عدد تساؤلات في الشارع الفلسطيني، في حين أن الحركة اعتبرت أنها تأتي في السياق الطبيعي لمشاركة ايران في ذكرى "الثورة الإسلامية".
وتضمنت الزيارة اجتماع الوفد مع مسؤولين كبار في ايران لبحث أوضاع القضية الفلسطينية، وبعد ذلك أعلن القيادي في حركة حماس أسامة حمدان عن وجود مؤشرات تشي بتحسن العلاقات الحمساوية الايرانية.
وأكد حمدان في تصريحات له أمس، أن العلاقات مع إيران راسخة ولن تتأثر بما يقال، مضيفاً أن "إقامة العلاقة مع إيران لا تفرض انهيار علاقة مع طرف آخر وهو أمر تعرفه طهران".
وفي هذا السياق، تباينت آراء المحللين حول ماهية تلك التصريحات التي تزامنت مع وجود وفد حماس في طهران.
المحلل السياسي تيسير محيسن رجّح أن تكون تلك الزيارة تهدف لتصحيح العلاقات بين حماس و ايران، في ظل الضغوطات التي تتعرض لها الحركة من بعض دول الاقليم.
وقال محيسن في حديثه لوكالة "سوا"، "حماس أرادت توضيح مواقفها مع ايران، نظراً للأوضاع الحرجة التي تعيشها في الفترة الحالية، خاصة فيما يتعلق بتحالفها مع دول الخليج وابرزها السعودية والتي تعتبر العدو الاول لإيران".
وبالرجوع إلى تصريحات حمدان فإنه أقرّ أن ايران ستدعم المقاومة الفلسطينية، قائلاً، إن الموقف الإيراني واضح لجهة دعم المقاومة الفلسطينية، وسيصار قريباً إلى إعلان تفاصيل الدعم الإيراني للفلسطينيين.
وعلّق محيسن على ذلك، "تلك التصريحات تشير إلى ان الدولة الاكثر دعماً لها هي إيران، لذلك من مصلحتها أن لا تفقد أي جهة داعمة لمشروع المقاومة"، وفق قوله.
وأضاف "الاصل أن يكون لحماس موقف متوازن تجاه الدول بغض النظر عن هدفها من الزيارة"، مشيراً إلى أنها تتعامل مع كل من يقدم لها الدعم.
واعتبر ان "الحركة اثبتت انها ليست في جيب أحد، ومن يريد التعامل معها، سيكون وفق مطالبها"، متوقعاً أن تحمل الفترة القليلة المقبلة مؤشرات ايجابية نحو تحسن العلاقات.
وعلى النقيض، فإن المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة اختلف مع سابقه، قائلاً "زيارة حماس لطهران وتصريحات حمدان يدل على اختلاف موقفها السياسي في الوقت الراهن".
وأضاف أبو سعدة في حديث لوكالة "سوا":" تصريحات حماس تدل على ضبابية موقفها اتجاه الصراع السني والشيعي في المنطقة"، معتبراً أن تلك الزيارة ستضر بعض علاقاتها مع دول الخليج وابرزها السعودية.
وتوّقع أن يكون هدف الزيارة "ان حماس سئمت من انتظار دول الخليج لفك العزلة السياسية عنها لذلك قررت الذهاب لإيران ل فتح علاقات جديدة".
العلاقة مع مصر
وخلال حديثه، ألّمح القيادي بحماس اسامة حمدان أن حركته تبذل جهودها في اتجاه تحسين علاقاتها مع مصر، معرباً عن أمله ان تصل إلى "نتيجة ايجابية".
وبالعودة إلى محيسن، فإنه أكد أن محاولات حماس لاستعادة العلاقة لم تتوقف، "حتى في اشد المراحل صعوبة بين غزة ومصر"، وفق قوله.
وأضاف " كثرة الضغوطات على حماس كانت تحول دون تحقيق نجاحات، لكن الأجواء المهيأة حاليًا افضل وهي قادرة على استعادة علاقاتها.
كما توّقع أن تكون هناك بوادر لتحسن العلاقة خلال المرحلة المقبلة.
وفي المقابل، فإن أبو سعدة استغرب دعوة مصر لتحسين العلاقة، بالتزامن مع زياراتها لإيران والتي تعتبر العدو الاول لها.
ووجه أبو سعدة تساؤلاً لحماس" كيف لكم أن تحسنوا العلاقة مع مصر وانتم ذاهبون لفتح علاقة مع عدوتها الأولى؟"، مشيراً إلى أن مصر تربطها علاقة قوية مع دول الخليج.