جنرال إسرائيليّ: التدريبات بالشمال تُحاكي مواجهة مع حزب الله
تل أبيب/سوا/ لم تُخفِ إسرائيل أنّ إيران وحزب الله يُعتبران العدو الرئيسيّ لها في المنطقة، مُشدّدّةً على أنّ الحزب هو جريرة للجمهوريّة الإسلاميّة ويعمل وفق أجندتها المُعادية جدًا لإسرائيل، وأنّ طهران تستغل الحزب من أجل تنفيذ مآربها في المنطقة، ومن ضمن ذلك، وضع حزب الله رأس حربة في الهجوم على إسرائيل، في حال اندلاع مواجهة عسكريّة بين الطرفين.
ومع الإعلان رسميًا عن تدّخل حزب الله في الحرب الأهليّة الدائرة في سوريّة، راهن صنّاع القرار في تل أبيب على أنّ هذه هي الفرصة الذهبيّة لهم للتخلّص من حزب الله، أوْ على الأقّل إضعاف هذا الحزب، الذي وصف وزير الخارجيّة الإسرائيليّ السابق، أفيغدور ليبرمان، ترسانته العسكريّة بأنّها تفوق ترسانة عدّة دولٍ في حلف شمال الأطلسيّ (الناتو).
ولكنّ الرياح لا تجري كما تشتهي تل أبيب، فبات جليًّا وواضحًا اليوم أنّ سقف الرهانات الإسرائيلية يتراجع أمام تهديد حزب الله، على وقع انتصاراته وحلفاءه، في سوريّة، والمُتتبع للشأن الإسرائيليّ يُلاحظ بالعين المُجردّة أنّ رهان إسرائيل يتغيّر من فترةٍ إلى أخرى، إذْ كانت قد راهنت في بداية الحرب على إمكان اجتثاثه والقضاء عليه، من خلال إسقاط النظام السوري، ومن ثم تطويقه والانقضاض عليه.
وعادت بعد سقوط هذا الرهان إلى التطلع لإضعافه واستمرار غرقه في الوحل السوري، الأمر الذي يُفقده خياراته العملية، وهو المعطى الذي استندت إليه في الاعتداءات الموضوعية التي نفذتها وتنفذها في سوريّة، وحاولت نقلها دون نجاح، إلى لبنان. الآن، وبعد أنْ تبينّ أنّ الميدان السوري يسير باتجاه انتصار ما تُطلق عليه تل أبيب المحور الراديكاليّ، وبشكلٍ خاصٍ بعد التدخل العسكري الروسيّ إلى جانب هذا المحور، تعززت مخاوف تل أبيب أكثر، واقتصرت الفرصة التي تعمل عليها على الأمل بأن يخرج حزب الله منهكًا، في حال انتصاره في سوريّة.
في هذا الإطار، نقلت صحيفة “إسرائيل اليوم”، عن مصادر عسكرية رفيعة في تل أبيب قولها إنّهم في الجيش الإسرائيلي يأملون أنْ يخرج حزب الله منهكاً في حال انتصار المحور الراديكاليّ في سوريّة، ذلك أنّ التوقّع أنْ تكون وجهة حزب الله والإيرانيين وحلفائهما، نحو الحدود الإسرائيليّ، على حدّ تعبير المصادر، التي أشارت إلى أنّ الحدود الشمالية مع سوريّة ولبنان تتمتع حاليًا بهدوء مضلّل، لأنّ أيّ عملية عدائية أوْ ردّ غير متناسب على نشاط أو بالأحرى اعتداء إسرائيلي غير محسوب من قبل حزب الله، من شأنه أنْ يُحوّل الهدوء إلى حرب، ومواجهة واسعة، كما أكّدت المصادر عينها.
وتابعت الصحيفة أنّه في الجيش الإسرائيليّ، أكّدوا أكثر من مرة أنّ حرب لبنان الثالثة مع حزب الله ستكون مغايرة تمامًا لحرب لبنان الثانية عام 2006، وأنّ التقديرات الاستخبارية السنوية لعام 2016 تتحدث عن أن سفنًا إسرائيلية ستُضرب وطائرات ستُسقط ومطار بن غوريون سيُغلق، بالإضافة لذلك، نُقل عن ضابط رفيع في الجيش قوله: نحن نُدرك أنّه لا توجد ضربة سحرية، ولا يُمكن إنهاء الحرب أمام حزب الله في غضون 48 ساعة، إذْ في حوزته أكثر من 130 ألف صاروخ، وكلمّا مضى الوقت زادت مديات الصواريخ وزادت دقتها، على حدّ قوله.
وقال قائد لواء الناحل في الجيش الإسرائيليّ، عاموس كوهين، للصحيفة، إنّهم في الجيش الإسرائيليّ يعزون التفوّق الذي أحرزه الجيش العربيّ السوريّ وحلفاؤه في سوريّة، وتحديدًا في منطقة حلب، إلى المساعدة والمؤازرة من سلاح الجو الروسي، الذي قلب موازين القوى، وباتت يد النظام وحلفائه هي العليا، مشيرًا إلى أنّ التحدّي المركزي أمام الوحدات العسكرية على الحدود، سوريّة ولبنان، هو المحافظة على الجاهزية لمواجهة أيّ سيناريو محتمل، وبشكلً خاصٍّ ما يتعلق بسيناريوهات المواجهة والقتال أمام حزب الله، بحسب تعبيره.
وأضاف أنّ التدريبات التي تخضع لها الوحدات العسكرية في الجيش تُحاكي حربًا ومواجهات مع لبنان والجبهة الشمالية، ذلك أنّه، كما أكّد، رغم احتمال نشوب مواجهة مع قطاع غزة هي أعلى، إلا أنّ الضرر مع لبنان أعلى، حيث تنتظر إسرائيل في لبنان مهمة معقدة أكثر، الأمر الذي يدفعها إلى تركيز تدريباتها حوله. وشدّدّ على أنّ إسرائيل تتعامل بجديةٍ مع كلّ تهديدٍ يصدر عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وبإمكان خطاباته إدخال الجيش الإسرائيليّ في حالة من الضغط والجاهزية، على حدّ تعبيره.
أمّا فيما يتعلّق بتهديد تنظيم “الدولة الإسلاميّة”، فنقلت الصحيفة عن ضابط آخر في اللواء الشماليّ قوله إنّ احتمال أنْ يعمل (داعش) ضدّ إسرائيل هو ضعيف، علمًا أنّه مشغول في القتال ضدّ الجيش السوريّ من ناحية، وضدّ (جبهة النصرة) من ناحية أخرى، ولا مصلحة له ب فتح جبهةٍ مع إسرائيل، على حدّ تعبيره.