طلبة جامعة الاقصى بين فكي تعليم رام الله وغزة
غزة /خاص سوا/إيهاب أبو دياب/ لم يمنع قرار وزارة التربية والتعليم في رام الله بإعفاء طلبة جامعة الأقصى الحكومية من دفع رسوم الفصل الدراسي الثاني، إدارة الجامعة بغزة من استثناء القرار، والبدء بالدوام الدراسي قبل ثلاثة أيام.
لكن الوزارة برام الله عادت مجدد لتصدر بياناً يوم أمس تؤكد فيه اصرارها على إعفاء الطلبة من الرسوم، الأمر الذي ألقى بظلاله على الطلبة وأدخلهم في حالة من الحيرة والقلق، خوفاً على مستقبلهم الدراسي.
ويبلغ عدد طلبة جامعة الاقصى قرابة (26580) طالبا وطالبة، يدرسون ضمن 45 تخصصاً معتمداً من وزارة التعليم العالي في رام الله.
آراء الطلبة
الطالبة نرمين محمد في السنة الثالثة بكلية الآداب في قسم اللغة العربية، قالت لـ "سوا"، إنها اضطرت إلى دفع رسوم الفصل قبل بدايته بوقت قليل، بعدما لاحظت أن الغالبية العظمى من الطلبة دفعوا؛ خشية ضياع الفصل عليها.
وأضافت نرمين "خلافات الجامعة والوزارة بغزة والضفة أثرت سلباً علينا كطلبة، وجعلتنا في حالة تردد حول التسجيل أم لا، وربما الدوام لم يعد كما في السابق".
ودعت الوزارة بفرعيها إلى عدم اقحام الطلبة في التجاذبات السياسية بينهما، متمنية أن تعود الحياة الجامعية كما كانت.
أما الطالب محمد حسنين الذي انهى دراسة البكالوريوس من الجامعة، أكد أنه حصل على شهادته الجامعية مصدقة من الوزارة بغزة فقط، مشيرا إلى أنه فوجئ من عدم تصديقها من فرع الوزارة الرئيسي برام الله.
ولا يعلم حسنين ما إذا كانت شهادته معترف بها في سوق العمل ام لا ، متمنياً أن يتم التوصل إلى حل للمشكلة في أقرب وقت بين الطرفين.
من جهتها، اعتبرت الطالبة ناريمان حجاج أن قرار التعليم برام الله بإعفاء الطلاب "لم يصدر لمصلحة الطالب كما أشيع، إنما صدر كمناكفة سياسية بين حماس وفتح؛ هدفها إحداث بلبلة داخل الجامعة".
وقالت : "أنا كطالبة كنت سأستفيد من الإعفاء، إلا أني اكتشفت أن الوزارة برام الله أعلنت القرار كحكم يجب أن تنفذه غزة، رغما عنها، دون توضيح أي تفاصيل من رام الله، ما دفعني إلى دفع الرسوم، قبل فوات الأوان".
الوزارة برام الله
بدورها، جددت وزارة التربية والتعليم العالي برام الله، تأكيدها بخصوص قرار إعفاء جميع طلبة جامعة الأقصى عن الفصل الدراسي الثاني (2015-2016)؛ بغرض التخفيف عن الطلبة بغزة.
وقالت الوزارة إنها "أصدرت بيانا يؤكد القرار، بعدما وصلها مناشدة من طلبة يدرسون بالجامعة، اشتكوا فيها من عدم قيام إدارة الجامعة الحالية، بتنفيذ قرارها".
وكانت الوزارة قررت قبل بداية الفصل إعفاء جميع الطلبة، مشيرة إلى أن هذا القرار يأتي لمساعدتهم في ظل أزمتها الحالية، علما أن الفصل بدأ يوم السادس من فبراير الجاري.
الوزارة بغزة
من جانبه، قال أيمن اليازوري وكيل مساعد شؤون التعليم العالي في الوزارة بغزة، إن "هذا القرار يتعامل بانتقائية؛ كونه يخص جامعة واحدة على مستوى فلسطين من بين 11 كلية حكومية".
وأضاف اليازوري لـ "سوا" "إذا كان هذا القرار صادر عن وزير التعليم، فالأصل أن يكون هناك خطة معينة تستهدف كل مؤسسات التعليم الحكومي بالضفة وغزة، وليس واحدة".
وأشار إلى أن هذه الاجراءات تمثل تجاذبات سياسية؛ للضغط على الجامعة بغزة، متابعا : "نحن في فترة مصالحة، ولا يجب أن يكون هناك قرارات فردية، فالأصل في من يريد إعفاء الطلبة أن يسند المؤسسة ويتبنى اشكالياتها المالية؛ لأنها مصدر دخلها الأساسي يعتمد على ما يدفعه الطلبة".
وكشف اليازوري لـ "سوا" قيام الوزارة في رام الله بمصادرة مبلغ 7 مليون دينار أردني من ميزانية جامعة الأقصى خلال الشهر الماضي، مبينا أنه جرى إيداعه في الحساب الموحد.
وتساءل "كيف تقدم الوزارة على اعفاء الطلبة من الرسوم، وهي تصادر 7مليون دينار؟"، معتبراً أنها تسعى "لانهيار الجامعة وإغلاقها وليس لدعم طلبتها".
ولفت إلى أن الجامعة تحتاج لموازنة تشغيلية فصلية، لتسديد رواتب العاملين فيها، مشيراً إلى أن الوزارة تقوم بإجراءات للضغط على الجامعة لتنفيذ القرار.
شهادات الخريجين
أما فيما يتعلق بشهادات الطلبة الخريجين، فأوضح أن الوزارة بغزة لا يوجد لديها أي مشكلة في تصديقها، مبينا أنه لم يرد من رام الله أي قرار حتى اللحظة بخصوص اعتراف الجامعة.
وقال "إذا كانت الوزارة برام الله تتعامل مع الطلبة بنظام الدعم والاحترام، فلماذا لا تصادق على شهادات خريجي الجامعة؟"، منوها إلى أن امتناعها عن تصديق الشهادات سيكشف ادعاءاتها بحرصها على مصلحة الطالب.
ودعا اليازوري إلى ضرورة إيجاد ثقافة تقوم على الوحدة الوطنية، تتمثل بتراجع الوزارة عن قرارها لضمان سلامة وسير العملية التعليمية في الجامعة، معرباً عن أمله أن يراعى سلامة المؤسسة في حال استمر القرار.