نخب اسرائيلية:إسرائيل بحاجة إلى مبادرة للخروج من الوحل السياسي

مجلس الوزراء الاسرائيلي

القدس / سوا /  يرى 3 محللين إسرائيليين "عامي ايالون، جلعاد شير، اورني باتروشكا "، أن الصورة السياسية الإسرائيلية، الآخذة في الاحتدام في الأسابيع الاخيرة إلى جانب التدهور الأمني، لا تبشر بالخير. وقالوا في مقال لهم في صحيفة معارف الإسرائيلية نشر أمس، إن المؤشرات على الأرض كثيرة، وآخرها المبادرة السياسية الفرنسية. إذ لا يمكن لإسرائيل أن تواصل خوض معارك دفاعية والاعتقاد بأنها "تدير النزاع"، دون أن يكون هناك أي أمل في الوصول إلى تسوية.


ويضيفون لسنوات طويلة لم تكن هناك مبادرة إسرائيلية. تحت قيادة نتنياهو وحكومته اليمينية واختفت الجسارة، الإبداع، والشجاعة التي تميز إسرائيل في مجالات عديدة. وسوف يؤدي تقديس الوضع الراهن إلى نهاية دولة إسرائيل كيهودية – ديمقراطية.


ويرون أن الفراغ الذي يتسع بين إسرائيل وبين العالم والواقع، هو فراغ نشأ نتيجة لانعدام الفعل، فيمتلئ بمبادرات سيئة. 


ويضيفون أن نهايتنا ان يفرضوا علينا حلا قصريا، لا يراعي لا المصالح القومية لإسرائيل ولا اعتباراتها الامنية. هكذا، مثلا، تنطوي المبادرة الفرنسية (إما مؤتمر دولي أو دولة) – حسب الصيغة التي في ايدينا – على عديد من المشاكل:


1. البند في موضوع اللاجئين يتضمن خيارات العودة إلى الوطن وإعادة إسكان اللاجئين، الأمر الذي لا يمكن لإسرائيل ان توافق عليه بأي شكل.


2. لا يوجد أي تمييز بين خطوات أحادية الجانب تكون ضارة وبين خطوات مستقلة – بناءة، تؤدي إلى واقع الدولتين. هذه وتلك محظورة.


3. مع أن قرار الأمم المتحدة رقم 242 مذكور، وهو كما يذكر يتناول الانسحاب من مناطق (وليس من المناطق)، ومع أنه يذكر تبادل الأراضي، يدور الحديث في المقدمة بصراحة عن دولة فلسطينية تقوم على الأراضي المحتلة منذ 1967.


4. المبادرة الفرنسية تشجب المستوطنات بحدة، وتعتقد ان ليس لها اساس قانوني، ولكنها تمتنع عن أي شجب لـ"الارهاب" أو للتحريض الفلسطينيين.


5 دون صلة بالوضع على الأرض، يملى ان تكون غزة ، التي تحكمها " حماس "، جزءاً لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية.


ويطالبون بمبادرة إسرائيلية ويقول "في الوضع الحالي فإن مبادرة إسرائيلية هي افضل من أي مبادرة دولية اخرى. وبدلا من الحرص بشكل مبادر على مستقبلنا، ونقود نحو واقع الدولتين – وهي مصلحة إسرائيلية صرفة – تواصل حكومة إسرائيل إغراق عربة الصهيونية في الوحل". 


ويؤكدون أن "هذا هو الوقت لمبادرة سياسية موزونة، بواسطتها يتم ضمان مستقبل إسرائيل كدولة قومية ديمقراطية وآمنة للشعب اليهودي". وينبغي السعي للانفصال عن الفلسطينيين. 


إذ إن المطلوب كما يرى ايالون تقسيم إقليمي للأرض التي بين النهر والبحر إلى دولتين قوميتين. ينبغي اتخاذ سياسة مبادرة لترسيم حدود إسرائيل بحيث تعكس أسس وجودها، كما وجدت تعبيرها في إعلان الاستقلال: دولة ديمقراطية فيها أغلبية يهودية.


ويرى أنه في ضوء صعوبة التقدم في قنوات الحوار الإقليمية والثنائية، ينبغي العمل على خلق واقع الدولتين وتحديد الحدود بينهما بخطوات مستقلة، إلى أن تنضج الظروف للاتفاق على الحدود الدائمة. وتناول موضوع المستوطنات، التي خارج الكتل، سيكون محتما ويتطلب إعداد الرأي العام وإشراك الجمهور في الحاجة إلى حسم الموقف من اجل مستقبل الدولة اليهودية – الديمقراطية. كل هذا، في ظل الحفاظ على قدرات إسرائيل الأمنية في "المناطق" حتى نهر الاردن، إلى أن يتوفر بديل واقعي آخر.


ويخلصون إلى انه هذا هو السبيل، حين يكون من اليمين – التطرف الديني القومي، الذي سيؤدي إلى دولة ابرتهايد فيها اقلية يهودية، ومن اليسار – شلل وأوهام عن السلام الحقيقي، الذي لا يمكن أن يتحقق في هذا الوقت.


وعليه، فإن من يرفض المبادرة الفرنسية ملزم بأن يفهم أنه من اجل إخراج إسرائيل من الوحل السياسي والأمني هناك حاجة إلى مبادرة: حدود، مع اتفاق أو بدونه، حول أغلبية يهودية، وديمقراطية.

مبادرة إسرائيلية، في صالح إسرائيل ومن أجل أمننا. خلافا لرئيس الوزراء، تنبه رئيس المعارضة هرتسوغ وقرأ الخريطة على نحو صحيح، حين عرض خطته السياسية الحديثة. رغم الانتقاد الذي تعرض له اقتراح هرتسوغ من اليمين ومن اليسار، هذا طريق واقعي، بلا أوهام، للحفاظ على الرؤيا الصهيونية، لخلق واقع الدولتين، بخطوات تؤدي إلى الانفصال.. إلى دولتين قوميتين.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد