حزب العمل يصادق بالإجماع على خطة هرتسوغ السياسية

نتنياهو وهارتسوغ

القدس / سوا / ذكرت صحيفة "هآرتس" ان اعضاء مؤتمر حزب العمل صادقوا بالإجماع، امس، على البرنامج السياسي الجديد للحزب. وبعد اسبوع من تعرض رئيس الحزب يتسحاق هرتسوغ للهجوم على خلفية تصريحه بشأن عدم امكانية تحقق حل الدولتين في الوضع الحالي، حظي امس بدعم جارف لخطته السياسية التي تركز على خطوات للفصل يدعو الحزب الى تنفيذها في الوقت الذي لا يمكن فيه دفع العملية السياسية.

وكان هرتسوغ قد تمكن في بداية الجلسة من التخلص من "حبة البطاطا الساخنة"، بشكل شبه سري، فبعد دقائق من افتتاح المؤتمر سارع عشرات الاعضاء الذين بكروا في الوصول الى القاعة، الى المصادقة على تأجيل النقاش حول موعد انتخاب قيادة الحزب الى شهر أيار. واتهم عدد من الاعضاء الآخرين هرتسوغ باختطاف قرار، علما انه تم دعوة الصحفيين لساعة متأخرة خشية وقوع صدامات حول هذه الخطوة، رغم انها لم تواجه معارضة من قبل القيادة.

يشار الى ان النائب شيلي يحيموفيتش التي وقفت على رأس المعارضين للخط السياسي الذي يطرحه هرتسوغ، سارعت الى مغادرة القاعة قبل بدء الخطابات. كما تغيب النائب عمير بيرتس الذي عاد الى الحزب امس. وحاول هرتسوغ من خلال خطابه التركيز على اعادة ترميم صورته في ظل الانتقادات التي وجهتها اليه يحيموفيتش وغيرها بعد تصريحاته التي اعتبر فيها حل الدولتين غير ممكن. وقارن هرتسوغ نفسه ببن غوريون الذي لم يهتم بالانتقادات ضده واختار اقامة الدولة داخل حدود ممكنة، وقال: "اصبح من الواضح اليوم ان بن غوريون كان محقا وان المعارضين لم يقدروا اهمية التوقيت".

بعد ذلك عرض هرتسوغ خطته السياسية الجديدة، علما ان الموقف السياسي للحزب لم يتغير منذ عام 2002. وفي اطار الخطة الجديدة، تبنى اعضاء المؤتمر موقف هرتسوغ المختلف عليه والذي يقول انه "يجب الاتفاق مع الواقع الذي يقول بأن اتفاق السلام لا يتواجد للأسف وراء الزاوية، وانه لا يمكن في هذه المرحلة تحقيق رؤية الدولتين". وصادق الحزب على التزامه بحل الدولتين من خلال ضمان أمن اسرائيل. وحدد بأن الحزب سيمنع المضي نحو واقع الدولة العربية – اليهودية الواحدة وسيدعم امكانية الوصول في نهاية الأمر الى رؤية حل الدولتين. وحسب القرار يجب ضمان الحفاظ على الكتل الاستيطانية في الضفة من خلال استكمال بناء الجدار الفاصل الذي سيمنع تسلل المخربين الى المستوطنات والامتناع عن البناء خارج الكتل. وفي المقابل يدعو الى تسليم صلاحيات مدنية للسلطة الفلسطينية وتوسيع مناطق (ب) على حساب المناطق الخاضعة اليوم للسيطرة الإسرائيلية. وفي مسألة القدس، يحدد برنامج الحزب العمل على فصل عشرات القرى الفلسطينية عن منطقة نفوذ البلدية.

وبعد انتهاء هرتسوغ من عرض برنامجه القى النائب ايتان كابل خطابا متحمسا في دعمه لهرتسوغ، وانتقد خلاله من هاجموا خطته، واعتبره زعيم الحزب الذي حقق انجازا كبيرا خلال العقدين الماضيين، وسأل: "هل يعقل ان يفكر احد بأن رئيس العمل والمعسكر الذي يقود طريق السلام يمكنه التراجع عن رفع راية السلام؟"

وانتقد الامين العام لحركة "السلام الآن"، ياريف اوبنهايمر، الموقف المتأتئ لليسار، وقال ان "الجمهور الإسرائيلي يتواجد في المركز، وعندما ينظر الى اليمين يرى معسكرا مصرا وشجاعا يمضي مع مواقفه، مهما كانت مهووسة، حتى النهاية. وعندما ينظر الى اليسار يرى معسكرا معتذرا، متأتأ يحاول اكتساب الرضى. علينا التعلم من الليكوديين. هناك يتنافسون على تحديد المواقف، هناك لا يرون بأعينهم، وهناك يكادون يُسقطون حكومة من اجل بيتين في الخليل. اذا لم نقل الحقيقة للجمهور ونميز انفسنا عن اليمين، فإن معسكر السلام وحزب العمل لن يرجعا الى السلطة".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد