غزة /سوا/ أكد نشأت الوحيدي الناطق باسم مفوضية الأسرى والمحررين بحركة فتح في المحافظات الجنوبية، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي طاردت يوم 8 فبراير 1988 الشاب الفلسطيني خضر إلياس فؤاد ترزي، واعتقلته، ثم توفي في اليوم التالي.

الشهيد ترزي من مواليد حي الزيتون شرق مدينة غزة في 8 / 8 / 1968 (من سكان منطقة الرمال الجنوبي وبلدته الأصلية يافا – أعزب)

أوضح الوحيدي أن سبب استشهاد الأسير ترزي كان بفعل الاعتداء الهمجي والضرب المبرح الذي طال جميع أنحاء جسده؛ ما أدى في حينها لكسور في جمجمة الرأس وكسور في العامود الفقري وإصابات أخرى.

وبين أن الأسير كان قد أنهى الثانوية العامة – القسم الأدبي- وعمل لفترة قصيرة في صياغة الذهب وله 6 أشقاء و6 شقيقات أما والدته السيدة نوال جورج بشارة ترزي فكانت قد فارقت الحياة بعد استشهاد ابنها خضر بعامين نتيجة لإصابتها بمرض سرطان الكبد حزنا على فراق ابنها في 14 / 1 / 1990 فيما توفي والده في 27 / 9 / 1997 .

وأفاد الوحيدي أن قوات الاحتلال الإسرائيلي كانت في حينها قد اعتقلت الأسير خضر ترزي في أحد البيوت بحي الزيتون والذي كانت تملكه عجوز فلسطينية ( أم عايش ) واقتادوه جريحا إلى معسكر أنصار 2 في غرب مدينة بفعل الضرب منذ لحظة الاعتقال الأولى ومقيدا من اليدين والقدمين حيث تم بعد ذلك إيقاف الجيب العسكري وصلبه على مقدمة الجيب أمام بيارة ترزي بشارع عمر المختار في مدينة غزة لأنه استغاث بالسيد المسيح عليه السلام .

وقال بحسب إفادة ذوي الأسير الشهيد ورفاق القيد أن الأسرى الفلسطينيين وفي لحظة اقتياد قوات الاحتلال الإسرائيلي للأسير خضر ترزي إلى داخل معتقل أنصار 2 مقيدا وجريحا صرخوا بصوت واحد بأن الأسير بحاجة إلى إنقاذ وعلاج فوري وكان الأسير الشهيد المضرج بدماه يطلب جرعة ماء ما كان يقابل بالرفض من قبل قوات الاحتلال وإدارة معسكر الاعتقال والتي رفضت تقديم العلاج اللازم للأسير تحت حجة أنه في الرمق الأخير من حياته .

وذكر الوحيدي، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بنقل الأسير الغزي ترزي إلى مستشفى سوروكا الإسرائيلي في مدينة بئر السبع بعد ضغط قوي مارسه الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في معتقل أنصار 2 بغرب غزة في حينها، وقد رفضت إدارة مستشفى سوروكا استقبال الأسير وتم تحويله إلى مستشفى المجدل.

 واستشهد الأسير ترزي في اليوم الثاني لاعتقاله في 9 / 2 / 1988 وهو في الطريق إلى المستشفى وتم في حينها تحويل جثمانه إلى مشرحة أبو كبير حيث أفاد التقرير الطبي أن سبب الوفاة هو إصابة الأسير بكسور في الجمجمة والعامود الفقري وإصابات أخرى حادة .

وكانت الحركة الشعبية لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية قد نظمت مؤتمرا صحفيا في يناير 2009 عرضت خلاله شريط فيديو أدان الاحتلال الإسرائيلي بسرقة أعضاء الأسير الشهيد خضر ترزي حيث كان معهد الدراسات العليا الذي أشرف عليه الشهيد د . فيصل الحسيني قد قام بتصوير جثمان الأسير الشهيد ما كشف عن جرح وخط غائر من أسفل الذقن إلى أسفل البطن وجرح غائر في ليدين والقدمين يصل إلى جانب البطن إضافة للقطن الذي كان يغطي عيني الشهيد الداميتين .

وأفاد الوحيدي أن المحكمة العسكرية الإسرائيلية الصورية وتحت ضغوط حقوقية وقانونية فلسطينية وعربية كانت انعقدت في حينها لمحاكمة الجنود الإسرائيليين الذين اعتدوا بالضرب على الأسير حيث تمت تبرئتهم من جريمة قتل الأسير بدم بارد.