هل دخلت الانتفاضة الحالية مرحلة العمل المسلح؟
غزة / خاص سوا/ من الواضح أن انتفاضة القدس تشهد تطوراً كبيراً خلال الأيام الأخيرة، لاسيما مع تزايد وتيرة عمليات اطلاق النار والطعن والتي كان آخرها عملية باب العامود التي نفذها ثلاثة فلسطينيين في القدس وأدت لمقتل مجندة اسرائيلية وأوقعت عدة اصابات.
ودفع تصاعد الأحداث وتزايد العمليات، الحكومة الاسرائيلية لاتخاذ قرارات قاسية بحق الفلسطينيين وتمثلت في حصار بعض المدن بالضفة الغربية وزيادة قوات الجيش الاسرائيلي حول القدس والضفة وتكثيف موجة الاعتقالات، مما يُعيد للأذهان الاجراءات التي اتخذها الاحتلال مع بداية دخول الانتفاضة الثانية مرحلة العمل المسلح.
وذكر موقع "واللا" الإخباري العبري قبل أيام أن اسرائيل تخشى من أن تتحول العمليات الفردية بالقدس والضفة الغربية الى عمل منظم في الفترة المقبلة.
وفي ظل تزايد عمليات اطلاق النار وتصاعد المواجهات مع الاحتلال، بات السؤال الأكثر إلحاحاً هل دخلت الانتفاضة مرحلة العمل المسلح بشكل فعلي على ضوء عمليات اطلاق النار الأخيرة؟.
وهنا رأى الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو أن الانتفاضة تأخذ تطوراً لافتاً في الأيام الأخيرة، ظهرت جلياً في عملية القدس التي بينت أنها منظمة وليس بشكل فردي.
ويؤكد عبدو في حديثه لوكالة "سوا" الاخبارية، أن المواجهات في الضفة الغربية والتي انطلقت بالحجارة والمسيرات السلمية بدأت تتحول لمواجهة مسلحة نتيجة تزايد العنف الاسرائيلي ضد الفلسطينيين في مختلف المناطق.
وأوضح أن دخول الانتفاضة مرحلة العمل المسلح تدلل على رفض الفلسطينيين لسياسات حكومة الاحتلال، وتجعل الأمن الاسرائيلي الفردي مهدد وتحول الملف الفلسطيني لملف دامي يدفع العالم لوقف صمته على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.
ويتفق المختص في الشأن الاسرائيلي عمار جعارة مع سابقه، مبيناً أن المعطيات على أرض الواقع تؤكد دخول الانتفاضة الحالية مرحلة العمل المسلح بعد عمليات اطلاق النار الأخيرة على جنود الاحتلال.
ويلفت جعارة في حديثه لوكالة "سوا" إلى أن هذا التحول سينعكس سلباً على نتائج الانتفاضة، مشيراً إلى أن بقائها بشكل سلمي وفردي يحقق أهدافا أكثر فعالية وشمولية على غرار الثورة البرتغالية وثورة غاندي.
ويُدلل المختص جعارة على ذلك في الإجراءات الاسرائيلية التي تبعت دخول الانتفاضة الثانية مرحلة العمل المسلح وهي عملية السور الواقي وتدمير مدن الضفة المحتلة.
وعن جدوى قرارات الكابينيت الاسرائيلي الأخيرة التي جاءت بعد عملية القدس، أكد جعارة أن تلك القرارات لن تنجح في وقف تصاعد الانتفاضة، بل على العكس ستزيد المواجهة وتشعلها، على حد قوله.
وكان الكابينيت الاسرائيلي قد اتخذ أربعة قرارات خلال اجتماعه الأخير مساء الأربعاء، بعد عملية القدس أبرزها حصار بلدة قباطية في جنين وزيادة قوات الجيش في الضفة الغربية وحول القدس، إلى جانب تكثيف موجة الاعتقالات ضد الفلسطينيين، وتقييم الموقف من الانتفاضة مرة اخرى، لمعرفة اذا ظلت انتفاضة تلقائية ام انها تحولت الى انتفاضة منظمة.
وبالعودة إلى الكاتب عبدو فقد أشار إلى أن الاحتلال يعتمد في قراراته الأخيرة على مبدأ أن ما لم تحققه القوة تحققه مزيد من القوة.
وأكد أن تلك النظرية لن تنجح في وقف التصعيد؛ لثلاثة اسباب أولها "ان بقاء الملف الفلسطيني داميا يعني عدم قدرة الاحتلال على اغلاق الملف، وان المجتمع الدولي لن يصمد كثيرا على هذه الجرائم بحق الفلسطينيين.
إلى جانب أن العنف الزائد الذي تستخدمه اسرائيل سيحول الفلسطينيين الى "غرغرينا" خطرة داخل جسم الدولة تقضي عليه من الداخل، مشدداً على أن ذلك مهما بلغ سيرتد على اسرائيل، ولن تصل لحلول سوى أن تعطي الشعب الفلسطيني حقه بإقامة الدولة وانهاء الاحتلال.