هآرتس:مطلب نتانياهو نزع الصواريخ من قطاع غزة من قبيل الأوهام

218-TRIAL- القدس / سوا / تناول المراسل والمحلل السياسي في صحيفة "هآرتس"، باراك رفيد، اليوم الخميس، المطلب الذي يطرحه رئيس الحكومة الإسرائيلية مؤخرا بشأن إزالة الصواريخ والأنفاق من قطاع غزة ، مؤكدا أن ذلك من قبيل الأوهام، وأنه لا يوجد أي جهة دولية راغبة أو قادرة على نزع الصواريخ من قطاع غزة.
وفيما يؤكد أن "النموذج السوري" في نزع الأسلحة الكيماوية لا ينطبق على غزة بما يخص الصواريخ، فإنه يخلص إلى حقيقة أنه لا بد من البحث عن حلول سياسية تجعل حركة حماس معنية بالحفاظ على التهدئة، وبضمن ذلك فتح معبر رفح بالتنسيق مع مصر، وإدخال قطر وتركيا كشركاء في تحسين الوضع الإنساني والاقتصادي لقطاع غزة.
وطرح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في الأيام الأخيرة هدفا جديدا للحرب العدوانية على قطاع غزة، "العصف المأكول" والتي أسماها الاحتلال بـ"الجرف الصامد"، يتمثل في نزع الصواريخ من قطاع غزة وإزالة الأنفاق.
وأشار الكاتب إلى أن نتانياهو تطرق يوم أمس فقط لهذه المسألة في تصريحين خلال لقائه مع وزيري خارجية إيطاليا وألمانيا. وتوقع الكاتب أن يتمسك نتانياهو بتكرار ذلك في كل خطاب أو مقابلة يجريها حتى نهاية الحملة العسكرية.
وكان نتانياهو قد صرح في بداية لقائه مع وزير الخارجية الإيطالية إنه "يعتقد أن الأمر الأهم بشأن قطاع غزة هو التأكد من أن القطاع سيكون خاليا من الصواريخ والأنفاق الهجومية التي تبنيها حماس إلى داخل إسرائيل". وبرأيه فإن "ذلك جزء مهم من حل طويل الأمد".
وبحسب الكاتب فإن نتانياهو يتحدث عن تنفيذ "نموذج سورية" في غزة. بمعنى أنه مثلما تنازل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلاح الكيماوي الموجود بحوزته تحت ضغوط دولية، فإنه بالإمكان دفع حماس إلى التنازل عن آلاف الصواريخ الموجودة بحوزتها. وأن نتانياهو يتطلع إلى تجنيد دول العالم لإقامة جهاز دولي لنزع الصواريخ من قطاع غزة.
ويتابع الكاتب أن نزع الأسلحة من قطاع غزة هو "عملية جديرة بالتأكيد"، ولكن من الصعب رؤية كيف سيتحول ذلك من "أمنية" إلى "خطوة عملية"، فالهدف الجديد لنتانياهو "طموح" بشكل خاص في أحسن الأحوال، و"خيالي" في أسوأ الأحوال، حيث أن حركة حماس استثمرت موارد وجهودا ضخمة في السنوات الأخيرة لبناء ترسانة من آلاف الصواريخ، وبالتالي فإنه من قبيل الأوهام التفكير بأنها ستوافق على التنازل عن الصواريخ كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار نتيجة للحرب الحالية أو بسبب ضغوط دولية مستقبلية.
ويضيف الكاتب أن المقارنة التي يجريها نتانياهو بين الحالة السورية وبين الحالة الغزية خاطئة. وبحسبه ففي سورية فقد قتل بشار الأسد أكثر من ألف مواطن سوري أعزل بواسطة غاز الأعصاب "السارين" والذي يعتبر استخدامه تجاوزا خطيرا للخطوط الحمراء، بينما الصواريخ التي تطلق من غزة فهي وإن كانت تشوش مجرى حياة ملايين الإسرائيليين، إلا أنه يتم اعتراضها في نهاية المطاف بدون أن توقع إصابات، ورغم إدانة العالم لإطلاق الصواريخ إلا أنه ينظر إلى ذلك بخطورة أقل بكثير.
ويتابع أنه في سورية يحارب الأسد على حياته وعلى بقاء نظامه مقابل معارضة مسلحة تمردت ضده، ووافق على نزع الأسلحة الكيماوية بعد أن أوضحت له روسيا أن عدم التنازل عن ذلك سيقضي عليه. بينما في غزة فإن حماس تحارب من أجل البقاء، بالاستعانة بذراعها العسكري وبدون معارضة داخلية جدية، بينما تقوم إيران، حليفتها العسكرية، بمواصلة تسليحها بالصواريخ. بحسب الكاتب.
ويخلص الكاتب إلى أنه لا يوجد أي جهة دولية راغبة أو قادرة على نزع الصواريخ من قطاع غزة. والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي تطبيق اقتراح وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان باحتلال قطاع غزة، والقضاء على سلطة حماس، وإعادة السيطرة الأمنية لإسرائيل على القطاع لعدة سنوات، وهو ما ليس نتانياهو معنيا به.
ويضيف رفيد أن مطلب نزع الصواريخ من قطاع غزة جيد للإعلام، ولكن ليس كإستراتيجة خروج من "الحملة العسكرية" أو كــ"خطة عمل لوقف إطلاق النار". وإذا كان نتانياهو يرغب بتحقيق هدف "إعادة الهدوء لفترة طويلة" عليه أن يفكر بحلول سياسية تمنح حركة حماس حوافز للحفاظ على هذا الهدوء.
ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف، بحسب الكاتب، فإن على نتانياهو أن يتخلص من عدة ثوابت للأجهزة الأمنية الإسرائيلية بشأن غزة في السنوات الأخيرة، ومن عدة ثوابت شخصية له بشأن الدول القادرة على التأثير على حركة حماس مثل قطر وتركيا. ويضيف الكاتب أن تجنيد مصر لفتح معبر رفح بشكل دائم إلى جانب إدخال تركيا وقطر كشركاء إستراتيجيين لتحسين الوضع الإنساني والاقتصادي في قطاع غزة، كل ذلك جزء من خطوات من شأنها أن تقنع حماس بجدارة العودة إلى التهدئة وعدم خرقها.   278
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد