بالصور.. مصور أقعده الاحتلال فطار بمعاناة غزة إلى إيطاليا

المصور الصحفي مؤمن قريقع

غزة /خاص سوا/إيهاب أبو دياب/ لم يمنعه صاروخ طائرة الاستطلاع الإسرائيلية الذي بتّر قدميه بشكلٍ كلي، من مواصلة عمله في نقل مأساة الشعب الفلسطيني إلى العالم أجمع؛ جراء جرائم الاحتلال التي يرتكبها بحق الغزيين؛ عبر عدسة كاميرته الفوتوغرافية الثاقبة.

مؤمن قريقع (28 عاما) من سكان حي الشجاعية شرق غزة، كان يعمل مصورا لدى نيو بال منذ نشأته صحافيا عام 2004، إلى أن أصابه الصاروخ الإسرائيلي قبيل حرب عام 2008 بنحو 20 يوما أثناء عمله في إعداد تقرير عن حصار غزة، فأقعده حركيا.

وانتقل على إثرها للعلاج في السعودية برعاية من الملك عبد الله، ثم عاد بعدها ليعمل مصورا لدى المركز الفلسطيني للإعلام، إضافة إلى عمله لعدة وكالات عالمية بنظام القطعة، مستخدما كرسي متحرك.

يوم السادس والعشرين من شهر يناير الجاري، افتُتِح معرض قريقع الفوتوغرافي الأول دوليا بالنسبة له، بمدينة سارنو الإيطالية، لكن الحصار المفروض على القطاع وما نجم عنه من إغلاق لجميع المعابر، حرمه من المشاركة بقص شريط إطلاقه شخصيا.

وأكد قريقع لـ"سوا" إنه لم يتمكن من السفر إلى إيطاليا، رغم جاهزية اجراءاته بالكامل بالتنسيق مع المؤسسات الدولية التي تبنت معرضه؛ نظرا لإغلاق معبر رفح البري.

ويجسد المعرض الحياة اليومية القاسية التي يعيشها سكان قطاع غزة في ظل الحصار والحروب المتكررة، وجانب من مواجهات الشبان مع الاحتلال الإسرائيلي على الحدود في إطار الهبة الشعبية الحالية، إضافة إلى لقطات من حرب عام 2014، من خلال 70 صورة فوتوغرافية التقطها بعدسته البسيطة.

وبين أنه جرى تأجيل افتتاح المعرض 4 مرات من قبل؛ بسبب إصرار الجهات الداعمة على حضوره لإيطاليا شخصيا، حيث كان من المقرر إطلاقه أواخر شهر نوفمبر العام الماضي، موضحا أن طول مدة إغلاق المعبر، دفعته إلى إبلاغهم بافتتاحه غيابيا دون تواجده.

وعن تفاصيل إصرار المؤسسات الإيطالية على قدومه لافتتاح المعرض، قال قريقع إن المؤسسات أعدت برنامجا لاستغلال تواجده، من خلال إشراكه في تقديم محاضرات بالمدارس والجامعات هناك؛ لنقل تجربته الصحفية للطلبة الإيطاليين.

وأشار إلى أن كل صورة عُلقت في المعرض، تعبّر عن قصة واقعية من ثنايا القطاع، مثمنا دور الجهات الداعمة "بلدية سارنو، وجمعية التضامن العالمية الإيطالية، وجمعية ADDAA الإيطالية، ورابطة التصوير الفوتوغرافي الإيطالية"، التي تواصلت معه في البداية؛ لنقل تفاصيل القضية الفلسطينية عبر صوره.

وحظي المعرض بإقبالٍ واسعٍ من مؤسسات وشخصيات الاعتبارية ومواطني وطلبة المدينة الإيطالية، إضافة إلى تداول قصة معرضه في العديد من الصحف العالمية، وفقا لقديح.

ونوه إلى أنه أقام عدة معارض محلية داخل القطاع، وشارك في معرضٍ دوليٍ بصورة واحدة، لكن هذه المناسبة تعدّ الأولى بالنسبة له، حيث جميع الصور المعروضة خاصة بعدسته.

ولم يتمكن قريقع من مشاهدة معرضه الأول سوى عن طريق صورٍ فوتوغرافية أرسلت له من أصدقائه الإيطاليين عبر الانترنت، لكنه شارك به من خلال اتصال حي عن طريق أحد برامج التواصل السريع.

ختاما.. لم يفقد المصور المقعد قريقع الأمل في السفر إلى سارنو؛ كون المؤسسات الداعمة مدّدت المعرض حتى يوم السادس من فبراير المقبل، فهل ينل حقه في السفر؟ 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد