"التنين اللص" ازدهر بعد الكارثة الكبرى
لندن/ سوا/ أعلن علماء أن "الديناصور اللص" عاش وازدهر قبل 200 مليون عام في مقاطعة ويلز البريطانية بعد أن وقعت الكارثة الكبرى، وكان الجد الأكبر لمعظم آكلات اللحوم الضخمة التي نشأت فيما بعد.
ووفق ما نشرت وكالة "رويترز"، الجمعة، فإن العلماء اكتشفوا بقايا حفرية للديناصور الذي يحمل اسم (دراكورابتور) وبلغ طوله 2.1 متر، لكنه يعتبر ضئيل الجسم.
وأشار العلماء إلى أن هذا الديناصور- الذي كان يسير على قدمين- ساهم في تهيئة الظروف لنشأة بعض أكثر المفترسات رهبة على الإطلاق كي تدب بقدميها على سطح الأرض، مثل (تيرانوصور ركس) و (ألوصور) و(سباينوصور).
وأوضحوا أن نشأة (دراكورابتور) جاءت في السنوات الأولى من العصر الجوراسي، عندما كان العالم يتعافى قليلا من آثار واحدة من أسوا حوادث الانقراض الجماعي في تاريخ الكرة الأرضية.
ولا يعرف العلماء على وجه اليقين سبب هذه الكارثة، التي وقعت في نهاية العصر التراسي، وأدت إلى اندثار نحو نصف أنواع الكائنات على ظهر الأرض.
ووضعت فرضيات عدة لتفسير الكارثة الكبرى: اصطدام كويكب بالأرض، أو حدوث أنشطة بركانية، أو تغير المناخ.
وينسب العصر الجوراسي التالي للكارثة إلى سلسلة جبال جورا الواقعة بين جبال فرنسا وسويسرا وألمانيا ويمتد في فترة قبل 181 و135 مليون سنة، ووجدت فيه بعض الحيوانات لكن الديناصورات كانت الأكثر انتشارا فيه.
وقال ستيفن فيدوفيتش عالم الأحياء القديمة بجامعة بورتسموث البريطانية إن حفريات (التنين اللص)، التي اكتشفت عام 2014 على شاطئ قرب بلدة بينارث في ويلز، كانت أكثر حفريات الديناصورات اكتمالا التي تمثل تلك الحقبة فيما لم يتم اكتشاف 40 % منها.
وأضاف فيدوفيتش: "لذا فإن هذا الديناصور بدأ يسد بعض الفراغ في معرفتنا بالديناصورات التي نجت من حادثة الانقراض بالعصر الترياسي ما أدى الى بزوغ نجم جميع الديناصورات التي نعرفها الآن من خلال حديقة الديناصورات ومن الكتب وعلى شاشة التلفزيون".
وتابع:" تنوعت الديناصورات وعمرت أرجاء البرية في فجر العصر الجوراسي".
وقالت دراسة وردت في دورية (بلوس وان) العلمية إنه في حين كانت الديناصورات اللاحقة تفترس الكائنات الكبيرة كانت أسنان (التنين اللص) المدببة المشرشرة الصغيرة التي تصل في طولها إلى سنتيمتر واحد تشير إلى قدرته على التغذي على السحالي والثدييات الصغيرة.
ولا يزال علم مقاطعة ويلز بالمملكة المتحدة يحمل صورة تنين أحمر في إشارة إلى (دراكورابتور) الذي يعني (التنين اللص).