غزة المدينة التي لا تقرأ
غزة / خاص سوا/ يشهد قطاع غزة في الآونة الأخيرة عزوف عدد كبير من الفلسطينيين عن قراءة الكتب الورقية، وهو ما يدق ناقوس الخطر بأن مستقبل الكتب الورقية بات مهدداً بالانهيار.
ويمكن القول بأن الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها القطاع تلقي بظلالها السلبية على واقع القراءة، في حين أنه أصبح هّم الفلسطينيين هو البحث عن لقمة عيش كريمة، لا عن قراءة الكتب.
تلك الظاهرة التي طفت على السطح مؤخراً دفعت وكالة "سوا" للبحث عن الأسباب الكامنة وراء ذلك.
عماد صيام مدير عام الشؤون الثقافية والمراكز في بلدية غزة، قال إن السبب الرئيسي للعزوف عن الكتب الورقية هو التطور التكنولوجي وكثرة المعلومات الالكترونية الموجود على الانترنت، محذراً في الوقت ذلك منها "غالبية معلوماتها غير موثوق بها".
وأوضح صيام لـ "سوا" أن الكتاب من أهم المراجع الثقافية الغنية بالمعلومات، مستدركاً "لكن هذا المفهوم أصبح غائباً عن غالبية الفلسطينيين، وباتوا يعتمدون على المصادر الالكترونية السريعة".
وأشار إلى أن مشكلة العزوف عن القراءة لم تعد تقتصر على قطاع غزة فقط، بل أنها أصبحت ظاهرة في معظم دول العالم.
وبحسب صيام، فإن استمرار الحصار وإغلاق المعابر الحدودية مع قطاع غزة، أدى إلى عدم تحديث الكتب الموجودة في مكتبات القطاع، معتبراً ذلك "أحد الاسباب التي تعاني منه المكتبات".
ونبه إلى غياب الكتب في بيوت العائلات الغزية، مما يقلل اقبال الأبناء على قراءتها، إضافة إلى عدم تخصيص أوقات معينة لقراءة الكتب في مدارس غزة.
وفي ختام حديثه، ناشد صيام، الجهات المعنية والمختصة بدعم المكتبات في غزة بالكتب الحديثة، منوهاً إلى أن توفر عدة مكتبات في القطاع تتيح للجميع امكانية القراءة والاستعارة.
أما وزارة الثقافة وهي الجهة الأولى المختصة في قضية الكتب في غزة، فإنها أكدت على لسان محمد الشريف مدير عام المكتبات في الوزارة، أن غزة تفتقد إقبال عدد كبير من الفلسطينيين على قراءة الكتب في المكتبات العامة.
وأيّد الشريف ما ذهب إليه صيام، فيما يتعلق بأسباب عزوف الفلسطينيين عن قراءة الكتب، والتي أبرزها التطور التكنولوجي ورغبة الفلسطينيين في الحصول على المعلومات الالكترونية بشكل سريع.
كما بيّن خلال اتصال هاتفي مع وكالة "سوا"، أن الأوضاع السياسية والاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة، تنعكس سلباً على قلة قراءة الكتب، "القراءة تحتاج إلى نفسية مرتاحة"، وفق قوله.
وأشار إلى أن بعض الكتب الورقية تحتاج إلى مبالغ كبيرة، وهو ما يدفع المواطن للاستغناء عنها واللجوء إلى الكتب الالكترونية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
وفي السياق، أوضح الشريف أن تحديث المكتبات يحتاج إلى ميزانية، "وهو ما تفتقده الوزارة في ظل الاوضاع الصعبة"، لافتاً إلى أنه وزارته تبذل جهوداً في دعم المكتبات وجلب الكتب الحديثة.
وختاماً، فإن الأوضاع السياسية الراهنة في القطاع أصبحت تشكل خطراً على الكتب الورقية، والتي تعد المصدر الأول في المعلومات، إضافة إلى التطور التكنولوجي السريع في دول العالم.