بالصور.. العطار شهيداً بنصف جسد يُبعث للحياة من جديد

عوض العطار

غزة / خاص سوا/ بخطوات متثاقلة يسير المُصاب عوض العطار على قدميه الاصطناعيتين داخل غرفة التدريب في مركز الأطراف الصناعية بمدينة غزة.

ابتسامة التحدي لم تفارق محيا الأربعيني الذي أصبح رجلاً بنصف جسد بعد أن فقد قدميه في الحرب الأخيرة نتيجة قصف إسرائيلي كاد أن يُنهي حياته، لكن إرادة الله تدخلت ليعيش بنصف جسد.

يقول العطار في حديثه لوكالة "سوا" الاخبارية، أنه "بُعث للحياة من جديد بعد اكتشاف أحد المواطنين أنه لا يزال على قيد الحياة أثناء تفقد ثلاجات الموتى داخل مستشفى الشفاء"، مشيراً إلى أنه تم نقله على الفور إلى غرفة العناية المكثفة ليمكث فيها شهرين قبل أن يتعافى ويعود للحياة مجدداً".

 

 

لم يتمكن الرجل صاحب البشرة القمحية من السفر للعلاج بالخارج وتركيب أطراف صناعية له، نتيجة الإغلاق المستمر ل معبر رفح ورفض السلطات المصرية له بالسفر، كما يقول.

ويقصدُ الأب المُعيل لعشرين من أبنائه والمتزوج بثلاث نساء، مركز الأطراف الصناعية اليتيم في قطاع غزة كل يوم، يمكث داخله ساعتين يتدرب خلالهما على السير بالأطراف الصناعية التي يحاول الاستعواض بهما عن قدميه.

ويؤكد العطار لـ"سوا" الذي يعمل ضابط مرور في الشرطة الفلسطينية بغزة، أنه ينتظر بشغف انتهاء فترة تدريبه على السير بالأطراف الصناعية، كي يتمكن من العودة لممارسة عمله من جديد، رافضاً الجلوس في البيت وتلقي راتب دون مُقابل.

وعند سؤالنا عن حياته داخل المنزل وعلاقته بالعائلة تبسم قائلاً:" أعيش حياتي بصورة طبيعية كما كُنت قبل الإصابة وأصعد لمنزلي المكون من ثلاثة طوابق وحدي دون أن أحتاج لمساعدة أحد، فبتر أقدامي لم يُوقف عزيمتي وإرادتي في الحياة".

 

 

قصة المُصاب العطار واحدة من عشرات القصص التي يعيشها مصابي قطاع غزة ومهما اختلفت الروايات فإن حكاية العطار تُلخص إرادة حياة تولد من الموت المنبعث من فوهات صواريخ الجيش الاسرائيلي.

وفي ذات السياق، أوضح مدير مركز الأطراف الصناعية حازم الشوا، أن الحرب الأخيرة على غزة خلّفت 90 اصابة بتر، مبيناً أن مركز الأطراف وفّر لهم 120 طرفا صناعيا كون بعضهم لديه بتر مزدوج في القدمين.

ولفت الشوا في حديثه لوكالة "سوا" الاخبارية  إلى أن مركزه يقدم الخدمة لقرابة 3 آلاف مريض سنوياً، من مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني.

وأشار إلى أن إنشاء مستشفى حمد للأطراف الصناعية سيُساهم بشكل كبير في خدمة المواطنين، لاسيما وأن مركزهم الوحيد الذي يقدم خدمة الأطراف الصناعية في قطاع غزة منذ أربعين عاماً.

صور:سامح رحمه

 

 

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد