مبادرة الفصائل لمعبر رفح تصطدم بجدار الانقسام

مسافرون ينتظرون فتح معبر رفح

غزة / خاص سوا/ في خضم المساعي التي تبذلها الفصائل الفلسطينية لفك الخناق عن قطاع غزة، بعد طرح المبادرة المتعلقة بحل أزمة معبر رفح ، والتي رحبت بها حركة حماس أخيراً.

أكدت حركة حماس أنها لا تمانع من أن تتسلم لجنة وطنية من الفصائل مهمة الإشراف على معبر رفح البري، مشيرةً إلى أنه جرى الاتفاق على استكمال النقاش حول ذلك في لقاءات قادمة.

كما أبدت ترحيبها بوصول الحكومة إلى قطاع غزة، للقيام بكل مسؤولياتها في المعبر وغيره من القضايا.

لكن ما يخشاه الشعب الفلسطيني "المتلهف" لخبر فتح المعبر بفارغ الصبر، أن تصطدم نتائج المبادرة بذرائع تعود جذورها للانقسام السياسي بين شطري الوطن.

ولم تمض بضع سويعات على ذلك الترحيب خلال الاجتماع حتى خرجت التصريحات الرافضة لها، ولاقتراحات حماس.

وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، قال أن اللجنة المنبثقة عن الفصائل الفلسطينية التي سبق وأن اعتمدت اقتراحات محددة لحل أزمة معبر رفح قد التقت، مع وفد من حركة حماس لبحث المقترحات التي طرحتها الأخيرة.

وأوضح العوض أن الفصائل أبدت عدم قبولها الخيارين المقدمين من حماس، وتمسكها بالمقترح الذي تم تقديمه أنفاً بخصوص المعبر والذي وصل الرئاسة الفلسطينية وحركتي فتح وحماس.

تلك الاجابة التي ردت بها الفصائل لم تكن مستبعدة من الشارع الفلسطيني، خاصة أنه سابق ذلك عدة تصريحات من قادة حركتي حماس وفتح أظهر بعض النوايا "الكامنة" فيما يتعلق بمبادرة المعبر.

وكان أبرزها ما قاله عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، إن مبادرة الفصائل فيها الكثير من الغموض وتحتاج إلى كثير من التفصيل، سواء المسألة الامنية في المعبر أو على الحدود بين قطاع غزة ومصر، أو القضايا الادارية في المعبر.

وذكر أبو مرزوق أن الفصائل الفلسطينية لم تعرض المبادرة على الجانب المصري، "الطرف المصري هو الأهم في قضية معبر رفح"، وفق قوله.

فيما ردّ على ذلك أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" أمين مقبول، بتصريحات مناقضة، حيث قال إن المبادرة التي قدمتها الفصائل لفتح معبر رفح، واضحة وليست غامضة كما صرّح موسى أبو مرزوق.

وأوضح مقبول في تصريحات له، أن قادة حماس يعلمون تفاصيل المبادرة والأمر لا يحتاج إلى تعقيدات كبيرة، مُضيفا "حركة حماس تسعى لإفشال أي مبادرة تُقدمها القيادة الفلسطينية والفصائل، وذلك من خلال البحث عن الذرائع والانتقادات".

وإزاء تلك التناقضات الواضحة بين الحركتين، قال  الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل "نحن أمام مشكلة جديدة تتمثل في تبادل الاتهامات بين الطرفين".

واستبعد عوكل في حديثه لوكالة "سوا"، أن تستجيب تلك الأطراف للمبادرة التي طرحتها الفصائل، خاصة في ظل بقاء الانقسام السياسي بينهما.

واستدل على ذلك من خلال التصريحات التي عقبت تلك المبادرة، المتمثلة في رد حماس بأنها ستشكل لجنة لمتابعة الأمر، فيما ردت الحكومة بأنها سترسل وفداً لمناقشة المبادرة، معتبراً أن تلك الردود تأتي في إطار "تبادل الاتهامات".

وأضاف "سيبقى المعبر مغلقاً وأوضاع القطاع لن تتغير"، مستدركاً "المصالحة هي المفتاح الاساسي لمعالجة معبر رفح، ومن ثم التوجه إلى مصر، لمناقشتها في المبادرة".

ويعاني سكان قطاع غزة من أوضاع صعبة، خاصة في ظل إغلاق معبر رفح بشكل مستمر. ويعتبر العام الماضي هو الأسوأ على الغزيين بشأن سفرهم للخارج، حيث أُغلق لأكثر من 300 يوم.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد