( بامر من القائد العام .. كتائب القسام تكشف ولاول مرة عن احدى وحداتها السرية ذات المهام الامنية والخاصة التي ساهمت بشكل مباشر في اعقد عملية امنية خاضتها المقاومة في تاريخ الصراع ) للوهلة الاولى وعند قراءة المقدمة السابقة يبدو للمشاهد انه تم انتاج هذا الفيلم خصيصا للاعلان عن وحدة الظل والقاء الضوء على تاريخها و مهامها في كتائب عز الدين القسام وهذا الاستنباط الاولي يعززه عنوان الفيلم .

لكن وما ان تقع عيناك على مشهد الإيذان والسماح بالنشر حيث يعلن المشهد بطريقة مكتوبة غير قابلة للشك بان محمد الضيف هو القائد العام الذي اذن وسمح واعطى قراره بالنشر .

حتى يبدأ وعيك بالتحفز والانتباه اكثر ومن ثم ينتابك الفضول لاعادة المشاهدة من جديد . انها رسالة مبدئية على طريقة المقبلات التي تسبق الوجبة الدسمه . ثم يوقظ شهيتك سؤال كبير ( اذا كانت الرسالة المبدئية والاولى في مقدمة هذا الفيلم هي الاعلان بشكل صريح ومباشر بان القائد العام للقسام هو محمد ضيف وانه لا يزال حيا يرزق !! فما بالك بالمتن ؟ وما بالك بالرسائل الاخرى ؟ تلك الشهية وذاك الفضول الكبيرين جعلاني ارى الامر بشكل مختلف وجدتني ايها القارئ والمهتم اسبر غور الصوت والصورة والنص من خلال المحاكاة والقراءة والتحليل لاصل الاشياء بدلالاتها مهتما بابراز الرسائل المهمة من وراء اعداد هذا الفيلم وبثه الى المتخصصين والعوام .

الرسالة الاولى نصيه مكتوبه .. ( محمد ضيف حي يرزق .. ) انهاء حالة الجدل حول مصير محمد ضيف والتي اثيرت بعد تعرض مكمنه للقصف المركز في حرب 2014 والتي تناولتها وسائل الاعلام الاسرائيلية اكثر من مرة وكذلك الراي العام الفلسطيني ، رسالة مباشرة وواضحة بان الرجل على قيد الحياة ولا يزال ممسكا بزمام القيادة في كتائب عز الدين القسام .

الرسالة الثانيه بصريه .. ( اكثر من جندي اسير .. ) اظهار زوجين من الاصفاد في كل مرة ضمن المؤثرات البصرية في الفيلم بأبعاد وارتفاعات مختلفه له دلالة عددية تناسب الواقع بانه بحوزة القسام اكثر من مجرد جندي فربما يكون اثنان او جندي واحد واشلاء لاخر او لاخرين .

الرسالة الثالثه سمعيه .. * النص الاول .. ( كونوا حكماء هذه المره .. ) حين تغلق عينيك وتحجبها عن المشاهدة وتبدو أذنيك مهتمة للنص والتعليق المرافق للفيلم فانك ستستمع الى التالي : ( كان شهداؤنا وغيرهم من ابطال هذه الوحدة يعيشون حياتهم مع اهلهم واخوانهم بعيدا عن اثارة اية شكوك حول طبيعة عملهم وكنز المعلومات المخبأ بين ضلوعهم ، يسمعون التكهنات والاحاديث التي تدور في شوارع الوطن ويتردد في اسماعهم ضجيج وسائل الاعلام . اين شاليت ؟ أُصيب شاليت . قُتل شاليط . اهو ميت ام حي ؟ اهو في غزة ام هُرّب منها ؟ اهو في باطن الارض ام في بيت على ظهرها ؟ يسمعون هذا وغيره الكثير ولا تعدو ردة فعلهم عن طرح المزيد من التساؤلات والمغادرة بصمت ). لقد تم اختيار الكلمات بعناية فائقه بحيث انك تكاد تفهم ان كل جملة عباره عن رساله و سوف اورد تلك الرسائل على النحو الاتي :

• ان هذا النص هو محاكاة لما واكب قضية شاليط من تكهنات وتساؤلات وهو انعكاس دقيق لما يجري الان مع قضية تشبه قضية شاليط وكأنه يطالب الاعلام الاسرائيلي بالكف عن اضاعة الوقت والهاء الراي العام من خلال التكهنات والفرضيات والترهات والتركيز على الحقائق وفي ذلك دعوة لاثارة الراي العام الاسرائيلي حتى تتصدر قضية الجندي شاؤول ارون المشهد بعد ان غابت عنه بسبب الظروف الامنية التي تواجه اسرائيل الان .

• ان عملية تامين شاليط لم يكن القائم عليها مجرد افراد لكنها وحدة امنية بمثابة حلقة مفقوده لا تتاثر جودة اداؤها بموت بعض الافراد فيها سيما وان هذه الوحدة و بقدراتها هي من يقوم الان بتامين ما تخبؤه في قبضتها .

• ان وحدة الظل هي وحدة سرية وافرادها مدربون على الكتمان والسرية وليس سهلا الحصول على معلومات من بين ضلوعهم ولكم في قضية شاليط عبره . * النص الثاني : ( كانو يتحدثون اليه بوضوح ويهمسون في اذنيه انت في مأمن ما لم ترتكب قيادتك حماقة ما ونحن مسلمون وديننا الحنيف يامرنا بحسن معاملتك والاحسان اليك ونحن ملتزمون باعادتك الى ذويك عندما تلتزم قيادتك المغرورة باعادة ابناءنا الى ذويهم سالمين غانمين ) .

• هذا النص ايحائي وكأن القسام يخاطب حكومة اسرائيل همسا وبوضوح ان لا ترتكب الحماقات طالبا منها ان تُعمل العقل وتحتكم الى المنطق في التعاطي مع الملف وان تتنازل عن صلفها وغرورها وان تسلك سلوكا مريحا في القضية التي في قبضتهم الان .

• يخاطب النص ايضا عقول وقلوب ذوي الاسير المفترض ويطمئنهم بان ولدهم بخير وان القسام مسلمون يدينون بدين يامرهم بحسن معاملة الاسرى والاحسان اليهم . وقد رافق هذا النص مشاهد بصرية كانت تسير على نفس الايقاع بحيث ظهر الجندي الاسرائيلي شاليط بحالة مريحة يقرا الرسائل والصحف ويشاهد التلفاز بحرية ويشوي اللحم ويمازحه آسروه ويعيش مع الجماعة كل هذا دون اصفاد ودون قيود .

ان اظهار شاليط في مشهد يبدو انه كان في رحلة يشوي اللحم لآسريه لهي رسالة تحد كبيرة من كتائب القسام لاجهزة الامن الاسرائيلية والتي اعتقد انها ستكون باذرة للتشفي بحكومة اسرائيل واجهزتها الامنية من قبل الراي العام بدافع التقصيرالامني .

* النص الثالث .. ( فما الذي تخبؤه وحدة الظل في قبضتها وما المهام الموكلة اليها اليوم وما هو واجبها الاني والقادم وكيف تعمل على مواكبة مهامها باتقان اكبر ودقة وتميز ومتى ستفصح عن دور جديد وانجاز اخر ؟ )

• هنا يستخدم النص ادوات السؤال المفتوحة ( ما و كيف ومتى ) والتي تكون الاجابات عليها ايضا مفتوحه وهي اسئلة قاطرة تُحدث استثارة للوعي ولها ما بعدها وهي ترمي في دلالاتها الى شيء مكنون سرعان ما تاتي الاجابة عليه من خلال الايقاع البصري للمشهد حين تظهر امامنا وبطريقة متقنه صورة الجندي الاسرائيلي( شاؤول ارون ) والى جانب صورته صورتين لمجهولين ربما في رسالة الى اشلاء يحتفضون بها ايضا لتكون اجابة مباشرة على الاسئلة السابقة والتي بها لم يُطل التقرير حيرتنا طويلا .

• ان اظهار( زهافا ارون ) والدة الجندي الاسرائيلي شاؤول ارون وهي تتحدث في مؤتمر صحفي سابق مع ايقاع النص كفيل باعطاء قراءتنا وتحليلنا هذا حصانة الواقعية والمنطق سيما وان المشهد التلفزيوني التي تظهر فيه والدة شاليط كانت من خلاله ترسل رسالة الى السيد اسماعيل هنيه تطلب منه دليلا واحدا على حياة ولدها لتقيم الدنيا ولا تقعدها على حكومة اسرائيل والعالم وها هي كتائب القسام لم تمهل زهافا طويلا لترد عليها مبدئيا من اجل اخذ زمام المبادرة بالتحرك واثارة الراي العام من اجل دفع حكومتها لتنفيذ الخطوة الاولى وهي دفع الثمن على كل سؤال تريد حكومة اسرائيل جوابا عليه حول الجندي ارون .

الخلاصه .. ان هذه المادة الفيلميه تماما مثل اسلوب التورية في اللغة العربيه تحمل بعدين لا قل هدفين بل قل رسالتين الاولى ظاهرة والاخرى مضمره . اما الرسالة الظاهره فهي القاء الضوء على احدى ابداعات كتائب القسام وهي وحدة الظل وابطالها الذين قاموا بتامين اسر الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط مدة خمس سنوات وقد استشهد جميعهم وفي الاعلان عن اسماءهم ودورهم بطولة اراد القسام القاء الضوء عليها لرد الجميل لهم وعوائلهم ولاسباب جماهيرية وحزبيه ايضا .

الرسالة المضمره فهي الرد الحاسم والقاطع على سؤال زهافا ارون والدة الجندي( المفقود ) شاؤول ارون بانه حي في قبضة القسام ويحيا الان بنفس الايقاع الذي عاشه الاسير السابق جلعاد شاليط وينهرها بان تفي بوعدها بالتحرك واقامة الدنيا على اسرائيل والعالم واجبارهم على دفع الثمن الكبير من اجل عودة ابنها الى حضنها سالما غانما وكذلك تحريك قضية الاشلاء واستفزاز قريحة ذوي اصحابها واثارتها لتشكل الدعامة لعائلة شاؤول ارون .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد