بالفيديو.. الفتى صبح أبٌ لطفلٍ لن يبصره مطلقاً
غزة / خاص سوا/ الحرب تبدأ حين تنتهي، في الحروب الثلاثة التي تعرضت لها غزة، تستحوذ كل واحدة في بطنها فصولا من قصص الدم والأوجاع تستفرغها في وجه المواطنين تدريجيا بعد وقت من الزمن وربما يتعدى الأمر لسنوات.
مثلا .. الحكاية القصيرة للفتى المصاب لؤي صبح من شمال قطاع غزة واحدة من القصص التي طفت على السطح بعد ثماني سنوات من الحرب العمياء التي افترست القطاع في شتاء 2008.
الفتى كان طفلا وقتها؛ ودُون اسمه في قائمة مصابي الحرب الأولى، لكن حكايته لم تقتصر على إصابته فقط، بل الأمر أكبر من ذلك فمع مرور السنوات أظهرت فصلا من الألم سيلازم لؤي طوال حياته.
قبل ثماني سنوات وفي ليلة باردة، سخنتها عشرات القنابل الفسفورية المحرمة دوليا التي سقطت في محيط منزل عائلة صبح على مشارف بلدة بيت لاهيا، كان لؤي طفلا يحتمي بظهر والده ودعاوي والدته، ولكن هذا لم يجدِ نفعا، فبعضا من ما لفظته قنبلة فسفورية إسرائيلية أضحى الطفل كفيفا.
6 سنوات عاشها لؤي كفيفا يتلقى المعونة من أهله في التحرك وهكذا، كذلك ذاق المر في الحربين الأخيرتين حين لجأ مع عائلته الى أحد مدارس اللجوء هربا من آلة الفتك الإسرائيلية.
وقبل عام من صياغة هذا النص، دخل الفتى الكفيف القفص الذهبي، في عمر الـ 15 عاما؛ إشارة منه أن رغم إعاقته إلا أنه يحق له كما يحق للآخرين وربما رسالة صمود التي أصبحت تلازم كل بيت فلسطيني.
بعد عام من الزواج ومحاربة لؤي لإعاقته، أطل الله عليه بنور جاء من وجه طفله الذي وضعته زوجته قبل شهور ، ليصبح لؤي الفتى، أبا صغيرا لربما تعيد براءته وضحكاته البسمة إليه.
لكن رغم وجود الطفل بين أحضان والده إلا أن لؤي أبا لطفل لن يراه طوال حياته، فقط يسمع ضحكاته، وينصت لحركاته، ويشتم رائحته.
يقول لؤي صاحب البشرة القمحية في مقطع فيديو نقلته فضائية القدس : " الحمد الله أصبحت أفضل حالا بعد ما عوضني الله بطفلي". صمت برهة ثم أكمل بنبرة هادئة : " لكن نفسي أشوفه ولو لمرة".
الأطباء في غزة أخبروا الفتى انه ممكن أن تكون له فرصة للعلاج في حالة تعاطيه الدواء المناسب بجانب جلسات بصرية من أعلى طراز وخاصة في العاصمة الألمانية برلين. ولكن يبدو بصيص الأمل الذي علقه الأطباء في رقبة لؤي سينقطع فالحصار المفروض بجانب استمرار إغلاقات المعابر لن تمكن لؤي من رؤية طفله ولو لمرة واحدة.