الدعوة لإقامة وحدة وطنية، دعوة قديمة ـ جديدة، سبق أن اتخذت أشكالاً شتى، وصعوبات جمة. 
لعلّ أبرز ما شهدته تلك الدعوة، الاجتهاد، بتشكيل تكنوقراط، لا لون لها ولا رائحة سياسية لهم، على أمل أن تشكل إطاراً لازماً، لإنجاز ملفات الوحدة الوطنية، ومن ثم الإعداد لانتخابات عامة، تشمل الرئيس، والمجلس التشريعي، والمجلس الوطني.
لم تتمكن حكومة الوحدة الوطنية، من أن تشكل اطارا كهذا، وواجهت ما واجهته من صعوبات، وصلت حد منع وزرائها، من دخول وزاراتهم في غزة
جرت تعديلات على حكومة الوحدة الوطنية، وبقيت الحال على حالها من حالة انشقاق جيو ـ سياسي، بل تعمّقت هذه الحالة وتبلورت، مع مرور الأيام والسنين. عادت الدعوة مجدداً، لإقامة الوحدة الوطنية، وبالتالي، أن يعود الجدل الداخلي حول ماهيتها، ودورها، وشخوصها... من الصعب أن يعود الاجتهاد القائل، بضرورة تشكيلها من تكنوقراط.. فالمرحلة لا تسمح بذلك، وضرورات المرحلة توجب أن يتصدر هذه الوزارة، وزراء يمثلون الاتجاهات السياسية المركزية الفلسطينية، فتح، حماس ، الجهاد، الشعبية، الديمقراطية، أساساً... وذلك على أساس برنامج، يكفل وضع أفق سياسي يكفل التلاقي عليه، ومن ثم الإعداد الجدي والنهائي، لإجراء انتخابات للمجلس التشريعي، وعلى ضوء نتائج هذه الانتخابات، يتم التوجه لانتخابات الرئيس، ولعله من نافلة القول، إن انتخابات المجلس الوطني، معقدة وصعبة، وتحتاج إلى وقت غير قصير، فلا بأس من تأجيل ذلك، لمرحلة قادمة، بعد إنجاز انتخابات المجلس التشريعي والرئيس....
المسألة جد معقدة، وجد صعبة، وتحتاج إلى إرادة سياسية، معلنة وواضحة، لا لبس فيها ولا إبهام... ولعله من نافلة القول، إن أول المعنيين في ذلك، وتقع المطالبة باتجاههم، هم حركة حماس. حركة حماس، لم تتعاط مع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بجدية وبوضوح، والآن هي أمام امتحان جديد ـ قديم، هل ستلجأ لأساليب قديمة، كشف الزمن عن هشاشتها ومضارها، وهل ستقف ضد إرادة الشعب وفصائله، التي باتت تطالبها، بضرورة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية؟!... من الصعب تخيّل ذلك، على الجميع أن يتوجه بالضغط، على الجميع، لإقامة هذه الحكومة، على أن تكون حكومة قادرة، على إنجاز المهام الكبرى، المصالحة والانتخابات.
من الممكن أن تبدأ هذه الحكومة، التي تمثل الجميع، ومراكز القوة الحقيقية في المجتمع الفلسطيني، بما هو سهل وبسيط، لتنقل إلى ما هو أعلى منه، وصولاً للقضايا شديدة التعقيد والخطورة، وهو أمر موجود، ويمكن التعاطي معه...
وضع العصي في الدواليب، يقتضي البدء بما هو شديد التعقيد والخطورة، لتفجير مسار المصالحة الوطنية... في أولى خطاها، وهذا ما حصل سابقاً...
الآن تلوح في الأفق، بوادر أمل، غير واضحة، لكنها قائمة، بل ويمكن تجسيدها على الأرض، فيما لو توافرت الإرادة السياسية لدى الجميع، وفي المقدم منهم حركة حماس!!!.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد