اسرائيل تخشى تحول فلسطيني الـ 48 لقنابل موقوتة

عملية تل ابيب

غزة / خاص سوا/ أثارت عملية اطلاق النار الأخيرة التي نفذها فلسطيني من أراضي الـ48  الجمعة الماضية، حالة من الذعر لدى كثير من الاسرائيليين، لا سيما أنها وقعت في قلب تل أبيب.

وتعتبر مدينة تل ابيب  ملاذ الاسرائيليين الأكثر أمناً، خاصة أنها بعيدة عن حالة الاشتباك الدائر بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال في الآونة الأخيرة.

وقُتل اسرائيليين وأصيب 10 آخرين بعضهم بجراح حرجة، جراء عملية إطلاق نار نفذها فلسطيني في شارع "ديزنغوف" وسط تل أبيب.

وتعد هذه العملية الثانية والنوعية التي ضربت أراضي الـ 48 منذ انطلاق الهبة الجماهيرية في الأول من أكتوبر العام الماضي، بعد عملية اطلاق النار التي نفذها الشهيد مهند العُقبي من عرب الـ48 في المحطة المركزية للحافلات في مدينة بئر السبع.

وتخشى اسرائيل من انتقال كرة اللهب إلى عمق أراضيها وتكرار سيناريو العمليات التفجيرية الذي أرهقها في الانتفاضة الثانية ونجحت في ايقافها بعد اقامة جدار الفصل العنصري.

ويبدو أن السيناريو الأكثر رعبا والذي تخشاه اسرائيل هو أن يتحول فلسطينيو الـ48 لقنابل موقوتة تنفجر في أي لحظة، خاصة بعد أن كثفت حكومة الاحتلال من إجراءاتها العنصرية بحقهم في الأيام الأخيرة.

ويرى الكاتب والمختص في الشأن الاسرائيلي أكرم عطا الله أن انتقال المواجهة للعمق الاسرائيلي سيشكل تعقيداً وخطراً كبيراً على أمن الاحتلال، خاصة ان حكومة اسرائيل عملت طوال الانتفاضتين الأولى والثانية على حصر مواطن العمليات وابعادها عن منطقة العمق.

ويؤكد عطا الله في حديثه لوكالة "سوا" الاخبارية، أن انتقال المواجهة للعمق خلق هاجسا لدى اسرائيل على مدار الأعوام الماضية، ودخول عرب الـ48 على خط المواجهة، ما يعني أن حكومة الاحتلال ستواجه كل يوم عملية جديدة.

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل مع سابقه في أن انتقال المواجهة للعمق سيخلخل المجتمع الاسرائيلي ويفقدهم الأمن الشخصي ويحول الجيش لشرطة في الشوارع.

وأوضح أن أخطر حرب تخشاها اسرائيل هي التي تكون على صعيد جبهتها الداخلية، كون أن  جيشها تعود على ان تكون معاركه خارج الدولة، الأمر الذي سينجم عنه ظواهر مرض نفسي لدى الاسرائيليين وزيادة الهجرة ونشوء حركات معارضة اكبر لسياسية الحكومة.

وبين عوكل لوكالة "سوا" الاخبارية، أن زيادة اجراءات التمييز والعنصرية الاسرائيلية أنتجت ردود فعل على ارضية خصبة نقلت الاشتباك الى الاراضي المحتلة عام 48، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن السياسية الاسرائيلية ورفض عملية السلام هو ما دفع الأمر للاشتعال.

وبالعود إلى المختص في الشأن الاسرائيلي عطا الله فقد أشار لـ"سوا" إلى أن الحكومة الاسرائيلية أصبحت غير قادرة على صد المستوطنين الذين يغذون الحقد والكراهية ضد الفلسطينيين مما خلق سلوكا رافضا لدى الفلسطينيين تجسد في عمليات اطلاق النار والطعن والدهس.

وخلص المختصان إلى أن استمرار العمليات وانتقالها للعمق الاسرائيلي مرتبط في استمرار الاجراءات العنصرية وسياسة التمييز التي تتبعها حكومة الاحتلال بحق فلسطينيي الداخل.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد