أوباما يأمر بوقف التجسس على زعماء وتكثيفه على نتنياهو
واشنطن/ سوا/ أكد مسؤول سابق في الاستخبارات الأميركية أن الرئيس باراك أوباما أصدر تعليمات بوقف التجسس على زعماء دول صديقة للولايات المتحدة، لكنه في الوقت نفسه أصدر تعليمات بمواصلة التجسس على رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو . وأشار المسؤول السابق إلى أن تاريخ التجسس الأميركي ضد إسرائيل شمل عمليات تجسس غايتها كشف مخططات إسرائيلية يشتبه أن بإمكانها تغيير وجه الشرق الأوسط.
وقال المسؤول السابق روبرت، وهو اسم مستعار، في مقابلة أجراها معه الخبير الإسرائيلي في الشؤون الاستخبارية والمحلل في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رونين برغمان، ونشرت اليوم الجمعة، إن الاستخبارات وأجهزة الأمن الإسرائيلية "مخترقة وشفافة أكثر مما تعتقدون" وأن "كل ما يمكن تشفيره، بالإمكان حل شيفرته".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد كشفت، هذا الأسبوع، عن أن الاستخبارات الأميركية تنصتت على نتنياهو وكبار مساعديه. وحذر روبرت من أن هذا النشر هو مؤشر على العلاقات المتوترة بين الرئيس الأميركي ورئيس الحكومة الإسرائيلية. وأوضح أن "روح القائد تنعكس على الجنود في الولايات المتحدة. وأوباما يشمئز من نتنياهو وهذا الأمر ينعكس على المؤسسة كلها".
وأكد روبرت أنه "بعد قضية إدوارد سنودن أمر الرئيس أوباما بالتوقف عن التجسس على زعماء ترى الولايات المتحدة أنهم حلفاء قريبون وأصدقاء. لكنه أمر بمواصلة، وبشكل أكبر، التجسس على عدد من الزعماء، وعلى رأسهم نتنياهو. وقد فهمنا جميعا معنى هذا الأمر، وهو أن أوباما لا يرى بنتنياهو زعيما وديا".
وأضاف أن "جزءا كبيرا من الجهود في السنوات الأولى لولاية نتنياهو خصصناها لموضوعين: المستوطنات غير القانونية في المناطق والاستعدادات لهجوم إسرائيلي في إيران". لكن بعد ذلك أدرك الأميركيون أنه بالإمكان استقاء المعلومات حول الاستيطان من مصادر مكشوفة، وفي نهاية العام 2012 استنتج الأميركيون أن التخوف من هجوم إسرائيلي ضد إيران قد زال.
وتابع روبرت بعد دخول الولايات المتحدة في حوار سياسي مع إيران، في بداية العام 2013، زادت الاستخبارات الأميركية جهودها من أجل كشف ما الذي تعرفه إسرائيل عن هذه المفاوضات. وبعد وقت قصير بدأ نتنياهو حملته ضد محاولات التوصل إلى الاتفاق النووي بين الدول العظمى وإيران.
ووفقا لروبرت، فإن وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ووكالة الأمن القومي (NSA) تلقتا "أمر من القائد"، أي من الرئيس أوباما، يقضي بالنظر إلى الخطوات العدوانية من جانب نتنياهو ضد الحوار السياسي مع إيران على أنها "تهديد للمصالح الحيوية للأمن القومي الأميركي وينبغي العمل بما يتلاءم ذلك".
وأردف روبرت أن "هذا وضع متطرف، وصعب، وغير مسبوق في العلاقات بين الدولتين، ولا أذكر مثيلا له منذ أن كنت ضابطا شابا إبان الغزو الإسرائيلي للبنان والعداء البالغ الذي ساد العلاقات بين وزير الأمن في حينه أريئيل شارون وإدارة ريغن. وإذا قمنا بقياس كمية الوسائل الاستخبارية التي تمارسها الولايات المتحدة ضد إسرائيل، فإن الوضع اليوم أصعب".
وأشار برغمان إلى وجود مقر كبير للاستخبارات الأميركية في السفارة الأميركية في تل أبيب، ويطلق على المقر داخل السفارة اسم "العلبة" ويحتل طابقين في مبنى السفارة.
ووفقا لبرغمان فإن الأميركيين أرادوا، ويريدون، معرفة خطط إسرائيلية عسكرية وسياسية "لتغيير وجه الشرق الأوسط، ولا تطلع إسرائيل أحدا عليها بصورة رسمية. وهم يريدون أيضا معرفة القدرات العسكرية والتكنولوجية الإسرائيلية، وهم معنيون أكثر بالشكل الذي يمكن لمنظومات الأسلحة هذه ، أو أسلحة لديها قدرات مدمرة وقد تغير الوضع العالمي".