الشعبية في غزة تستقبل وفداً إيطالياً تضامنياً

none

غزة /سوا/ استقبلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مكتبها بمدينة غزة، مساء أمس الثلاثاء، وفداً إيطالياً يسارياً متضامناً مع قضيتنا الفلسطينية، حيث كان في استقباله قيادات وكوادر من الجبهة كان على رأسه عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مسئول فرعها في غزة جميل مزهر.

 وشدد القيادي بالشعبية جميل مزهر على أهمية حركات التضامن الدولية وفي مقدمتها القوى التقدمية في العالم خاصة في إيطاليا في التضامن مع قضيتنا الفلسطينية ودعم شعبنا على كافة الصعد، والإطلاع عن كثب حول حقيقة الأوضاع في القطاع والأراضي الفلسطينية، و توثيق الممارسات والجرائم الصهيونية  بحق شعبنا.

وأشار مزهر في مداخلته بأن هذا الدور الهام الذي تقوم به حركات التضامن الدولية بحاجة إلى تعزيز من خلال التنسيق والتعاون المشترك خاصة مع الجبهة الشعبية الذي تتقاطع رؤيتها التقدمية الديمقراطية مع رؤية هذه الأحزاب والحركات التقدمية في أوروبا.

واستعرض مزهر الواقع الذي يعيشه قطاع غزة من حصار إسرائيلي متواصل، وانقسام مستمر، وتعرضه لثلاثة حروب مدمرة، وهو الأمر الذي أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية في القطاع، ووصول الأمور فيه إلى مستوى خطير جداً.

وحول الانتفاضة الحالية، أوضح مزهر بأن الشباب الفلسطيني هم من يتصدروا الانتفاضة ويقودوها وهم ليسوا معزولين عن الأحزاب والفصائل فقسم كبير منهم من الشباب المنخرطين في هذه الفصائل، مشيراً أن الجبهة وكوادرها منخرطون في الانتفاضة وفعالياتها والمواجهات ضد الاحتلال على مواقع التماس، وقد قّدمت خلال هذه الانتفاضة عشرات الشهداء، ومئات الجرحى والمعتقلين.

وفي الموضوع السياسي، أكد مزهر أن الجبهة قّدمت مبادرة للقوى الوطنية والإسلامية هدفها كيفية حماية الانتفاضة والعمل على تطويرها وضمان استمراريتها من خلال مجموعة من الركائز، ومواجهة كل محاولات اجهاضها ووأدها تقوم على أساس انهاء التعاقد مع اتفاقية أوسلو، واستعادة الوحدة الوطنية، وتوفير مقومات الصمود لشعبنا في كل مكان، وتشكيل قيادة وطنية موحدة تدير وتوجه هذه الانتفاضة.

وأعرب مزهر عن أسفه بأن هذه المبادرة لم تلقَ أي استجابة من الحزبين الكبيرين، حيث تتعامل حركة فتح مع هذه الانتفاضة بالمعنى التكتيكي من أجل العودة إلى التسوية وتحسين شروط التفاوض، في حين أن حركة حماس تتحجج بأن هناك قيادات ميدانية لها على الأرض.

وتحدث مزهر للوفد الإيطالي عن الممارسات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في الضفة من أجل إجهاض الانتفاضة، والتي كان آخرها قمع مسيرة متوجهة إلى " بيت إيل" للاشتباك مع الاحتلال، مشيراً أن هذه الممارسات تشير إلى أن السلطة في وادٍ وشعبها في وادٍ آخر وأنها ماضية في خياراتها العقيمة والتنسيق الأمني الذي يلقى رفضاً من غالبية شعبنا، مؤكداً أن الجبهة الشعبية والعديد من القوى تتصدى لهذه الممارسات.

وأكد مزهر بأن الانقسام الفلسطيني المستمر منذ أكثر من ثمان سنوات أدى إلى تدهور أوضاع شرائح فلسطينية واسعة، ومزق النسيج الاجتماعي، وأثر على صورة النضال الفلسطيني أمام المجتمع الدولي، كما وأثر أيضاً على عملية التضامن، لافتاً أن الجبهة بذلت جهوداً حثيثة وما زالت من أجل إنهاء هذا الوضع واستعادة الوحدة من خلال المبادرات التي قدمتها، أو الفعاليات والأنشطة التي نظمتها، إلا أن هذه الجهود لم تنجح حتى الآن في إجبار طرفي الانقسام عن المضي في طريق المصالحة.

كما تحدث مزهر بأن الجبهة بادرت بتقديم مبادرات لحل الأزمات المختلفة المعيشية في القطاع ومن بينها مبادرة فتح معبر رفح التي لاقت قبولاً واستجابة من القوى الوطنية والإسلامية وتبنتها،  واليوم رحبت حكومة التوافق في هذه المبادرة وشكّلت لجنة لمتابعتها، إلا أننا لا زلنا في انتظار موقف حركتي فتح وحماس منها.

واستدرك مزهر قائلاً: " صحيح أن الاحتلال الاسرائيلي هو المسئول الأول عن معاناة شعبنا في القطاع، إلا أن الانقسام كان جزءاً من معاناة شعبنا في ظل انتهاك للحريات العامة، وتمايز الأجندات الحزبية والفئوية على الأجندات الوطنية".

 بدوره، أشاد المتضامن الإيطالي ومسئول الوفد تيو بالجبهة الشعبية على صعيد نضالها وتاريخها النضالي والقومي والأممي، وعلى حفاوة الاستقبال، مشيراً أن هناك علاقة تاريخية تربط الأحزاب اليسارية التقدمية في إيطاليا مع الجبهة.

وأشار الرفيق تيو بأن هناك حركة تضامن واسعة في إيطاليا مع قضية الشعب الفلسطيني، ورغم الصعوبات التي واجهت اليسار في السنوات الماضية إلا أنه واصل دعمه وتأييده للنضال الفلسطيني.

وأوضح الرفيق تيو بأن اليسار التقدمي في أوروبا وإيطاليا خصوصاً ينظر للقضيتين الفلسطينية والكردية كقضية شعب يناضل من أجل استعادة الأرض والتحرر والتخلص من الاحتلال.

ولفت الرفيق تيو بأن الانقسام الفلسطيني والذي عمل على الفصل بين الضفة وغزة قد أثر بشكل سلبي على حركات التضامن الدولية، مؤكداً على ضرورة تعزيز العلاقة مع الجبهة الشعبية على كافة الصعد.

 

وفي ختام اللقاء تم الاتفاق على عقد اجتماعات أخرى بين الأطر النسوية والشبابية والنقابية للجبهة وبين الوفد الإيطالي في سياق تعزيز التعاون والعمل المشترك، والإطلاع عن عمل هذه الأطر.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد