فوز 13 سعودية بعضوية المجالس البلدية في أول انتخابات بمشاركة النساء
الرياض / سوا / أعلنت اللجان الانتخابية السعودية، الأحد، فوز 13 امرأة على الأقل في انتخابات المجالس البلدية، التي جرت أمس، السبت، وكانت أول عملية اقتراع تشارك فيها النساء في المملكة التي لا تزال تفرض قيودًا صارمة عليهن.
وعبرت ناشطات ومرشحات ومقترعات عن الفخر للمشاركة في هذه الانتخابات، التي تعتبر تاريخية، كون المملكة البلد الوحيد في العالم الذي لا يتيح للنساء التصويت.
وفازت سالمة بنت حزاب العتيبي بمقعد في المجلس البلدي في بلدة مدركة بمنطقة مكة المكرمة، بحسب نتائج أولية أعلنها رئيس اللجنة المحلية للانتخابات البلدية، أسامة البار، ونقلتها وكالة الأنباء الرسمية.
وفي الرياض، فازت كل من علياء بنت مكيمن الرويلي وهدى بنت عبد الرحمن الجريسي، وجواهر بنت عثمان الصالح، بحسب الوكالة.
كما فازت هنوف بن مفرح الحازمي في محافظة الجوف، شمالًا، وسناء عبد اللطيف حمام ومعصومة عبد المحسن الرضا في محافظة الإحساء جنوبًا، ومنى سلمان العميري وفضيلة عفنان العطوي في تبوك، شمالًا.
وأكدت خضراء المبارك فوزها في محافظة القطيف قائلة إن "الفوز يعني لي أن هناك نافذة جديدة فتحت لي، لكي أحقق من خلالها المشاركة في تنمية وطني في المجال البلدي".
وأضافت أن "انتخاب امرأة يعني لي، مزيدًا من الجهد للوصول للمشاركة من قبل المجتمع في تنمية الوطن واستثمارا لكفاءات نسائية يختزنها نصف المجتمع".
وتصدر النتائج الرسمية تباعًا. وسجل فوز نساء في الجنوب، أيضًا، مع انتخاب امرأة في محافظة جازان واثنتين أحداهما لما عبد العزيز السليمان في جدة، ثاني أكبر مدن السعودية، كما نقلت وكالة الأنباء السعودية عن مسؤولي انتخابات محليين.
وقالت الجازي الحسيني، التي هزمت في الديرة، قرب الرياض، كما نقلت عنها قناة الإخبارية "نحن بحاجة لأكثر من تسع نساء".
وكانت الانتخابات، التي أُجريت السبت، في مناطق مختلفة من البلاد، أول عملية اقتراع تشارك فيها النساء، في خطوة اعتبرت سيدات أنها تمنحهن "صوتًا" في بلاد لا تزال تفرض عليهن قيودا صارمة.
وشكلت هذه الانتخابات، وهي عملية الاقتراع المباشر الوحيدة في المملكة، فرصة أولى للنساء للإدلاء بأصواتهن.
وقبل هذه الانتخابات، كانت المملكة البلد الوحيد في العالم الذي لا يتيح للنساء التصويت، ويضاف ذلك إلى سلسلة قيود تشمل منعهن من قيادة السيارات وفرض ارتداء الحجاب والعباءة السوداء في الأماكن العامة، حيث تطبق معايير صارمة للفصل بين الجنسين.
وتنافس 6440 مرشحًا في الانتخابات، بينهم أكثر من 900 مرشحة، على ثلثي المقاعد في 284 مجلسًا بلديًا، في حين يتم تعيين الأعضاء الباقين.
ودور هذه المجالس محدود ويرتبط بشكل عام بالاهتمام بالشوارع والساحات وشؤون بلدية أخرى.
ونظرًا إلى أنظمة الفصل بين الجنسين في الأماكن العامة، لم يتح للنساء المرشحات لقاء الناخبين الرجال بشكل مباشر، علما أن هؤلاء يشكلون غالبية الناخبين. كما شكت سيدات من أن تسجيل أسمائهن للمشاركة في عمليات الاقتراع شابته صعوبات بيروقراطية.
وبلغت نسبة النساء من الناخبين أقل من عشرة بالمئة، وبحسب إحصاءات اللجان الانتخابية، بلغ عدد المسجلين للانتخاب 1,5 مليون شخص، بينهم 119 ألف امرأة فقط.
وأشارت أرقام رسمية نشرتها وكالة الأنباء السعودية، إلى أن نسبة مشاركة النساء في الانتخابات بمحافظة البهاء (جنوب غرب) فاقت 80 بالمئة، مع مشاركة 946 امرأة من أصل 1146 سجلن أسماءهن.
وبلغت نسبة المشاركة بشكل عام في هذه المحافظة المعروفة بطبيعتها الجبلية، نحو 51,5 بالمئة، بحسب الوكالة السعودية.
فرح وفخر
وأعربت مرشحات ومقترعات عن فخرهن بالمشاركة في الانتخابات.
وقالت سحر حسن نصيف "حتى لو كانت امرأة واحدة فائزة، نحن فخورات جدا بذلك".
وأضافت الناشطة المقيمة في جدة "بصراحة، لم نكن نتوقع فوز أحد".
وغرّدت الناشطة في مجال حقوق الإنسان، نسيمة السادة، عبر موقع تويتر، الأحد "سعيدة بفوز المرشحات السعوديات في كل الوطن فهو فوز للجميع، وقد قلت ذلك قبل شهور ستفاجئكم المرأة".
وكانت السادة المنحدرة من محافظة القطيف شرقي المملكة، تقدمت بترشيحها إلى الانتخابات، إلا أن طلبها تم رفضه من اللجنة الانتخابية. ونشرت السادة السبت صورة لها من مركز انتخابي، بعد الإدلاء بصوتها.
وكانت امرأة شاركت في عملية الاقتراع، السبت، قالت إنها بكت لكونها تشارك للمرة الأولى في عملية اقتراع كانت سابقا تراها عبر شاشات التلفزيون فقط، تمارسها نساء في دول أخرى.
وخصصت السلطات مراكز اقتراع منفصلة للرجال والنساء. وخارج تلك المخصصة للنساء، توقفت سيارات يقودها ذكور وترجلت منها نساء، قبل دخول مركز الاقتراع؛ وطلبت نسوة من المصورين الامتناع عن التصوير، كما طلب عدد من عناصر الأمن والشرطة منهم الابتعاد عن البوابة، تاركين لهم حرية التحدث إلى النساء طالما لم يمانعن.
ولجأ العديد من المرشحين إلى مواقع التواصل الاجتماعي لإجراء حملتهم الانتخابية، علما أن القوانين منعت رفع صور المرشحين، في إجراء طبق على المرشحين من الجنسين.
ومن القيود المفروضة على النساء في المملكة، الحصول على إذن ذكر (والد أو زوج أو أخ) لأغراض العمل أو السفر، والوالد أو الأخ في حال أردن الزواج.
وبدأت المملكة بتخفيف بعض هذه القيود في عهد العاهل الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي أقام أول انتخابات بلدية في 2005، وتعهد بإشراك النساء في دورة 2015. وسمى الملك الراحل في عهده نساء لعضوية مجلس الشورى، وذلك في سابقة بالمملكة.